عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2008
  #40
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

مواجهة الأسماء الحسنى

تتجلَّى الأسماء الإلهية للمراقب لعزة الربوبية


"قال الإمام أبو العزائم - رضي الله عنه -:" إن الأولياء ‏تتفاوت مراتبهم بحسب مشاهدهم:


فأول مرتبة تواجهك فيها أنوار الأسماء (1) ‏ : أن تتنـزَّل ‏من أنانيتك وتدبيرك واختيارك، وتلاحظ أنك طفل في مهد ‏ربِّك، يتولاَّك بعنايته، ويحفظك بلطفه، ليس لك في الوجود ‏بعير ولا نقير، وعند ذلك يرفع الله عنك الهموم، ويدفع ‏البلايا، ويعطف عليك القلوب. فترى آثار اسمه:"الرحيم" ‏يحيط بك ، وأنوار اسمه:"الكريم" تعمُّك، يغفر الله لك ‏الهفوات، كما يسامح الوالد ابنه الصغير، وتشاهد ‏انفعال النفوس لك، والحنوّ عليك، كما تحنو النفوس على ‏الأطفال الصغار، فيتجلَّى بالعناية والحفظ، واللطف والكرم.‏


فاطرح الحول والطَّول، والفهم والتدبير، وقل له: تولاَّني يا ‏بصير، يا خبير.‏


كذلك أولياء الله مع الله، سلَّموا له الأمور (3) ، ورضوا ‏بالمقدور، وهذه معاملتهم مع الحق سبحانه وتعالى، أما مع ‏الخلق فهم نبهاء، عقلاء، يقدِّرون الأشياء ، ويميزون بين ‏مراتب العالم، وينـزلون كل حقيقة في منـزلتها (3) ‏. " اهـ161


اقتباس:============================== الحاشية ==============================


(1) ‎ ‎‏: يقول الشيخ الأكبر سيدي محيي الدين بن عربي رضي الله عنه وأرضاه، وعنَّا به:" ‏أنوار الأسماء نور ينبسط على المعدومات والموجودات، فلا يتناهى امتداد انبساطها، ‏وتمشي العين مع انبساطها، فينبسط نور عين صاحب هذا المقام فيعلم ما لا يتناهى ‏كما لا يجهل مالا يتناهى بتضاعف الأعداد، وهذا علامة من يكون الحق بصره، ‏فالأسماء كلها موجودة، والمسمَّيات منها ما هي معدومة العين لذاتها، ومنها ما هي ‏متقدّمة العدم لذاتها، وهي التي تقبل الوجود والأحوال لا تقبل الوجود مع إطلاق ‏الاسم على كل ذلك، فللأسماء الإحاطة والإحاطة لله لا لغيره. فمرتبة الأسماء الإلهية ‏وما فضل آدم الملائكة إلا بإحاطته بعلم الأسماء فإنه لولا الأسماء ما ذكر الله شيئاً ولا ‏ذكر الله شيء، فلا يذكر إلا بها، ولا يذكر و يحمد إلا بها، فما زاحم صفة العلم في ‏الإحاطة إلا القول، والقول كله أسماء، ليس القول غير الأسماء، والأسماء علامات ‏ودلائل على ما تحتها، فقد ظهر له ما لا يمكن ذكره. ‏‏ انظر: الفتوحات المكية - 2/489.


(2) ‎ ‎‏: وهذا حال كل ولي لله تعالى من أهل الله العارفين، حيث سلَّموا له سبحانه في كل ‏الأمور كما كان عليه سيدنا إبراهيم حين سأله جبريل وقت كان - على نبينا وعليهما ‏أفضل الصلاة والسلام - ملقى في النار فقال له : " علمه بحالي يغني عن سؤالي" ، ‏فقد فوَّض الأمر كلَّه لله تعالى فأنقذه الله تعالى مما هو فيه وقال للنار: ‏{كوني برداً ‏وسلاماً على ابراهيم}، وكذلك من كان على تلك الحالة من التفويض لا بدَّ أن يبدل ‏الله نار الذل إلى برد العز ونار الضعف إلى برد القوة ونار الفقر إلى برد الغنى وهكذا ....في جميع المحن والبلايا ‏‏.‏


(3) ‎ ‎‏: فهم رضي الله عنهم سكارى صاحون، فانون باقون، تراهم مع الخلق بأشباحهم، ‏ومع الخالق بقلوبهم وأرواحهم، إذا ما نظرت إلى أمورهم الدنيوية تراهم على غاية ‏الدقة، والعلم بما هو حلال وما هو حرام، حكَّموا الشرع في حركاتهم وسكناتهم ‏وأقوالهم وأعمالهم، وفي أعمال الآخرة باقون بأذواقهم وأحوالهم، ومعرفتهم بربهم.‏" اهـ 161





(يتبع إن شاء الله تعالى مع: الرتبة الثانية من مراتب الولاية:‏.... )‏
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس