عرض مشاركة واحدة
قديم 11-16-2008
  #45
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 165 } لولا الخالق لما وجد المخلوق ، ولولا المخلوق ما عُرِفَ الخالق . خلق الله الخلق من أجل أن يُعرف الخالق ، وكل مخلوقٌ موجود بفعل الله وعلمه ، فلا تقف مع الخلق بل انتقل إلى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 121 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأفعال ومن الأفعال إلى الصفات .
{ 166 } نحن قوم لا نتكلف المفقود ولا نبخل بالموجود ، واجتماعنا ليس من أجل الطعام ، ولكن اجتماعنا على ذكر الله تعالى وذكر الله تعالى محله القلب ، فانظر إلى نيتك إذا اجتمعت مع إخوانك ، وفي الحديث : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) رواه الشيخان
فواحد يأتي لبطنه وآخر يأتي لقلبه ، وفلاحك يوم القيامة بسلامة قلبك كما قال تعالى : { يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } سورة الشعراء / 89
وكيف يكون القلب سليماً إذا لم يتغذ بذكر الله عزوجل ، فكونوا حريصين على مجالس الذكر وليكن همَّكم تخليص قلوبكم من وسوسة الشيطان وتسويلات النفوس الأمارة بالسوء بكثرة الذكر لله عزوجل مع الحضور التام الدائم ، اللهم وفقنا لذلك . آمين .
{ 167 } المؤمنون بالنسبة للغفلة على نوعين :
الأول : مؤمن بصفات الله عزوجل ، وهو يحاول أن يعبد ويتقرب ولكن لعجزه قد يقع في الغفلة ومخالفة الشريعة ، وهو يعلم أن عبادته غير لائقة بربه ، هذا يرجى له القبول قال تعالى : { وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 122 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ } سورة التوبة / 102
يحاول هذا الصنف الحضور مع الله ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ، وإذا حصلت معه الغفلة بدون اختياره لضعفه وتاب فتوبته مقبولة بوعد الله عزوجل ، وتلك التوبة لا تدل على خلاصه من هذه الغفلة فعليه أن يرجع عن هذا الاختلاط ، ويقوي جنود قلبه وروحه على جنود نفسه وشيطانه حتى يخرج عن هذا ويبقى معه لّمة ، ونرجو الله أن يذهب عنه بالكلية .
الثاني : مؤمن بصفات الله عزوجل ، ولكنه انغمس في الدنيا كلياً والعياذ بالله تعالى ، ويقبل الله توبته إن تاب ، وذلك بخروجه من غفلته التي كانت بسبب انغماسه في الدنيا . والفارق كبير بين الغفلتين .
وأما الذين فوق هذين الصنفين ، فقد وصفهم الله في القرآن الكريم بقوله تعالى : { وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } سورة التوبة /100
والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، ووالله عمل الواحد من هؤلاء يوازي عمل الثقلين . وانظر إلى خواتيم هاتين الأيتين كم هو
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 123 ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفارق كبير بينهما ، الأولى ختمت بقوله تعالى : { إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } والثانية ختمت بقوله تعالى : { ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظيمُ } وكذلك الفارق كبير بين أهل الإحسان وبين الذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً ، اللهم اجعلنا من أهل الإحسان بفضلك وإحسانك وتجاوز عن تقصيرنا . آمين .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس