عرض مشاركة واحدة
قديم 08-18-2008
  #3
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

المتاحف التي تحوي مكتشفات من دورا أوروبس:

المتحف الوطني في دمشق: جداريات المعبد اليهودي والحصان المدرع.
متحف اللوفر في باريس: لوحات جدارية ومنحوتات.
جامعة يالي للفنون الجميلة في الولايات المتحدة الأمريكية - نيويورك – New Haven, Connecticut, USA: وهي تحوي العديد من مكتشفات دورا أوروبس، إلا أنها مازالت تحت الترميم وغير معروضة للعموم.

كنيس دورا أوروبوس:
تألف من باحة تحيط به ثلاث أروقة، وقسم لرجال الدين وقاعة عبادة مستطيلة الشكل ولها بابان، أحدهما رئيسي في الوسط يدخل منه المصلون والجدران الداخلية مزينة برسوم موزعة في أربعة صفوف متوازية، الصفوف الثلاث العلوية عبارة عن مشاهد مقتبسة من العهد القديم، والصف السفلي يمثل صورة فهد أو لبوة أو قناع ولا علاقة له بالمشهد العلوي، وسقف الكنيس مزين بألواح فخارية مربعة الشكل وعليها رسوم نباتية مجسدة في صورة إنسان، وما يميز هذه الرسوم طابعها الفني المحلي.

أول كنيسة في العالم:

دورا أوروبوس تحوي أول كنيسة في العالم مع حوض مخصص للعماد، مما جعلها مقصداً للعديد من السواح الذين يتوقون إلى سبر أغوارها محاولين التأمل في خصوصيتها من حيث أنها كانت تمثل نموذجاً فريداً للتعددية والإنفتاح على الأخر.
كذلك عثر في دورا أوروبس على أقدم رسم تصويري للسيد المسيح، هذا الرسم يصور معجزة شفاء المقعد، وهذه اللوحة موجودة حالياً في جامعة يالي في نيويورك.
في عام 1934 اكتشفت البعثة أمريكية في دورا أوروبوس قطعة من مخطوط كتبه "تاتانيوس السوري"، مؤسس بدعة "المتزهِّدين" وهي واحدة من سبع هرطقات مسيحية، وهو باللغة اليونانية. وكان قد تُرجِم إلى عدة لغات منها اللاتينية والأرمنية والعربية. وقد علَّق عليه القديس أفرام السرياني (القرن الرابع الميلادي). وهو المخطوط الوحيد المتبقي من كتابات تاتيانوس التي فُقِدَت جميعاً.

مشاريع حديثة:
ما تبقى من دورا اوروبوس صورة مفصلة للحياة اليومية آنذاك، والكتابات والهندسة المعمارية توفران معلومات واسعة عن اندماج الثقافة السورية واليونانية والفارسية والرومانية. ورغم أن الرسومات عثر عليها في العشرينيات من القرن الماضي، إلا أنها كانت مغطاة بأكياس من التراب التي انهدمت وتركتها عرضة للعوامل المناخية لمدة أشهر.
الإتحاد الأوروبي أطلق في تموز - أيلول 2004 ورشة عمل لترميم الكثير من الوجوه والملامح للجداريات في معبد بعل وكذلك لجداريات أخرى مشهورة في دورا اوروبوس، لتعود إلى وضعها حين تم اكتشافها في العشرينيات، قيمة المشروع 69000 يورو. وتم من خلاله ترميم كثير من الرسومات، والتي يعتقد أن بعضها يعود إلى عام 165 بعد المسيح. وهي تعرض في المتحف الوطني في دمشق، حيث تم أخذها من عدة نصب من دورا اوروبوس بما فيهم معبد بعل والمعبد اليهودي لحمايتهم من المزيد من التعرية والتآكل.
هذا المشروع استغرقين عامين من العمل الدقيق والدؤوب من قبل الخبراء الأوروبيين والسوريين والمصورين في هذا المجال.
جانيت عبد المسيح، مديرة برنامج التدريب للحفاظ على الإرث الثقافي الذي موله الاتحاد الأوروبي قالت: "تم في تلك الحقبة اقتلاع العيون وغابت ملامح الوجوه بسبب الشمس والأمطار. في آخر الثلاثينيات، تم قص الجدران التي كانت عليها الرسومات برفق ونقلها قطعة قطعة، إلى متحف دمشق الوطني الذي رحب بها من خلال فسح المكان لعرضها بما في ذلك نموذجا عن سكن دورا اوروبوس حيث تم اكتشاف جداريات المعبد اليهودي".
واضافت عبد المسيح: "تم تنظيف وترميم جميع الجداريات في إطار المشروع الممول من قبل الاتحاد الأوروبي" وشرحت أن فريق العمل المكون من الفنيين الفرنسيين والسوريين قام بإجراء اختبارات للمواد والتقنيات من أجل إزالة الدهان الذي وضعه على الجداريات مرممون سابقون، والذي بدأ بتخريبها. ومن ثم قام الأخصائيون بترميم الرسومات معتمدين على الصور المأخوذة قبل التخريب. هذا وقد طبقت تقنية خاصة للرسومات، حسب المعاهدات الدولية، كي ينتج عن الترميم صورة ذات ملامح أصلية كانت قد اختفت، وفي نفس الوقت من الممكن تحديد الأجزاء التي رممت.
رأس أعمال الترميم الدقيقة والتخصصية الأستاذ بيير لي ريش من فرنسا الذي حرص على جودة نوعية العمل من الناحية الفنية وراقب أيضا تدريب المهنيين المحليين، حسب رؤيا المشروع.
قال ليريش: "من الناحية الفنية كان الغرض الأهم من هذا المشروع هوحماية الرسومات أولا ومن ثم محاولة إيجاد الطريقة الأفضل لإزالة الدهان والتلوين من جديد". وأضاف: "إن الغرض الثالث يكمن في العثور على طريقة أفضل لعرضها". ويأمل ليريش أن يأتي عدد أكبر من الزوار الآن لرؤية هذه الجداريات وهو يتخذ خطوات إضافية لمساعدتهم في تذوق هذه التجربة الفنية الفريدة. وأضاف: "سنقوم بوضع إرشادات لتفسير ما يراه الزائرون وصورا للمقارنة مع ما كانت عليه قبل ذلك... إنها أعمال فنية ذات جودة عالية وهي شاهدة على تطور الفن".
الجدير بالذكر أنه يرجى من خلال التدريب، أن يتم ترميم عدد كبير من المواقع الأثرية والنصب في سورية وأن تحفظ بشكل أفضل للأجيال القادمة.

وفي أيار 2005 شاركت بعثة المفوضية الأوروبية في سوريا في افتتاح البيت الروماني، متحف موقع دورا أوروبوس، وهو مشروع يموّله الاتحاد الأوروبي جزئياً في إطار برنامج الإرث الثقافي التدريبي والذي تبلغ ميزانيته مليوني يورو.
هذا وألقت الآنسة "فابيين بوسون" رئيس قسم التنمية الاجتماعية والبشرية في البعثة كلمةً في الافتتاح قالت فيها: "تؤمن البعثة الأوروبية إيماناً عميقاً بأهمية قيمة الإرث الثقافي في سوريا وبالحاجة إلى ترويجه".
"إن برنامج الإرث الثقافي التدريبي والذي انتهى رسمياً في شهر كانون الأول عام 2004 دام عامين ونصف العام. بمساعدة البعثات الأوروبية، تم تنفيذ ستة عشر مشروعاً في مجال الآثار شملت نشاطات متنوعة متعلقة بالحفريات والترميم وكذلك نقلاً قيّماً جداً للمهارات، مع التركيز الخاص على تبادل الخبرات وإنتاج معرفة جديدة بين السوريين وأقرانهم الأوروبيين".
"في دورا أوروبوس، هدف المشروع إلى تدريب كل من المهندسين المعماريين و علماء الآثار من المديرية العامة للمتاحف والآثار".
واستطردت بوسون" قائلة: "كلّي رجاء في أن يساعد هذا المشروع في زيادة عدد زائري تلك المناطق النائية والرائعة مثل دورا أوروبوس، ليس بهدف التنمية الاقتصادية المحلية وحسب، بل أيضاً لأن نتائج هذا المشروع تعبير مثالي عما يؤتيه التعاون بين سوريا وأوروبا من ثمار".
وأيضاً تجدر الإشارة إلى أن بعثة المفوضية الأوروبية تموّل أيضاً برنامجاً بقيمة 3.1 ملايين يورو، و يهدف إلى ترويج سوريا بصفتها قبلة السياحة الثقافية.

وماذا بعد:
أما وقد تعرفنا على كنز جديد من كنوزنا الثقافية والحضارية، أفلا يجدر بنا أن نروج لما لدينا من غنى!؟
آلا يمكن أن نحلم بيوم قريب تكون فيه هذه المناطق مخدمة بشكل كامل، بحيث يستطيع السوري أولاً ومن ثم السائح الأجنبي، القيام برحلة واحدة إلى كل من تدمر ودورا أوروبوس وماري والعودة إلى الرصافة فحلب وسمعان العمودي والمدن الميتة؟ أين المدراس والجامعات والمنظمات الشعبية والنقابات من الترويج لما نملك؟ ألا يحق لنا المطالبة بكنوزنا الموجودة في متاحف العالم؟
إنها أسئلة برهن الجميع آملين أن تجد أذاناً صاغية.

أما أنت أيها السوري، فلا تنتظر من يعرفك على حضارة أجدادك، بل تمثل بهؤلاء الأجداد، وارفع شراعك وتعرف بنفسك على كنوزك. احمل أبجدية هذه الحضارة وانشرها في كل مكان. أنت تحمل في جنباتك عبق الإنسان الإنسان، عبق من أهدى العالم أول أبجدية وأول نوتة موسيقية وأول قانون مكتوب وأول ألعاب رياضية وأول كنيسة وأول... وما زال لديك الكثير الكثير... افتخر بما لديك ولا تبخسه، فحضارتك هي ذاتك، وانتمائك لهذه الأرض هو انتمائك لجسدك، فلا تذهب بعيداً ببحثك عن ذاتك وجسدك.

الأبجدية الجديدة
مالك الحداد

المراجع:
• سيمون جيمس – دورا أوروبوس بومباي الصحراء السورية.
• أرشيف متحف اللوفر.
• أرشيف جامعة يالي.
• المفوضية الأوروبية في دمشق







:cool:.jpg" border="0">








_________________
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس