عرض مشاركة واحدة
قديم 08-13-2008
  #11
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

نتابع كتاب الوصايا للشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي رضي الله عنه



[وصية:

عليك بأداء الأوجب من حق الله وهو أن لا تشرك به شيءً من الشرك الخفي الذي هو الاعتماد على الأسباب الموضوعة ولا ركون إليها بالقلب والطمأنينة بها وهي سكون القلب إليها وعندها فإن ذلك من أعظم رزية دينية في المؤمن وهو قوله والله أعلم من باب الإشارة (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) يعني والله أعلم به هذا الشرك الخفي الذي يكون معه الإيمان بوجود الله والنقص في الإيمان بتوحيد الله في الأفعال لافي الألوهة فإن ذلك هو الشرك الجلي الذي يناقض الإيمان بتوحيد الله في الألوهه بوجود الله ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قال ( أتدرون ما حق الله على العباد أن يعبدوه لا يشركوا به شيئاً ) فأتى بلفظة شيء وشيء نكرة فدخل فيه الشرك الجلي والخفي ثم قال ( أتدرون ما حقهم على الله إذا فعلوا ذلك أن لا يعذبهم ) فاجعل بالك من قوله ( أن لا يعذبهم ) فإنهم لم يشركوا بالله شيئاً لم يتعلق لهم خاطر إلا بالله إذ لم يكن لهم توجه إلا إلى الله وإذا أشركوا بالله الشرك الناقض للإسلام أو الشكر الخفي الذي هو النظر إلى الأسباب المعتادة فإن الله قد عذبهم بالاعتماد عليها لأنها معرضة للفقد ففي حال وجودها يتعذبون بتوهم فقدها وبما ينقص منها وإذا فقدوها تعذبوا بقدها فهم معذبون على كل حال في وجود الأسباب وفقدها وإذا لم يشركوا بالله شيءً من الأسباب استراحوا ولم يبالوا بفقدها ولا بوجودها فإن الذي اعتمدوا عليه وهو الله قادر على إتيان الأمور من حيث لا يحتسبون كما قال تعالى (( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب )) وله قال في ذلك بعضهم نظماً وهو




1

2
ومن يتق الله يجعل لـه
كما قال من أمره مخرجا
يرزقه من غير حسبانه
وإن ضاق أمر به فرجا



فمن علامة التحقق بالتقوى أن يأتي رزقه من حيث لا يحتسب وإذا أتاه من حيث يحتسب فما تحقق بالتقوى ولا اعتمد على الله فإن معنى التقوى في بعض وجوهه أن نتخذ الله وقاية من تأثير الأسباب في قلبك باعتمادك عليها والإنسان أبصر بنفسه وهو يعلم من نفسه بمن هو أوثق وبما تسكن إليه نفسه ولا يقول إن الله أمرني بالسعي على العيال وأوجب علي النفقة عليهم فلا بد من الكد في الأسباب التي جرت العادة أن يرزقهم الله عندها فهذا لا يناقض ما قلناه فنحن إنما نهيناك عن الاعتماد عليه بقلبك والسكون عندها ما قلنا لك لا تعمل بها ولقد نمت عند تقييدي هذا الوجه ثم رجعت إلى نفسي وأنا أنشد بيتين لم أكن أعرفهما قبل ذلك وهما






1

2
لا تعتمد إلا على الله
فكل أمـر بيـد لله
وهذه الأسباب حجابه
فلا تكن إلا مـع الله



فانظر في نفسك فإن وجدت أن القلب سكن إليها فاتهم إيمانك وأعلم أنك لست ذلك الرجل وإن وجدت قلبك ساكناً مع الله واستوى عندك حالة فقد السبب وحالة وجوده ولكن مع الفقد يكون ذلك فاعلم أنك ذلك الرجل الذي آمن ولم يشرك بالله شيءً وأنك من القليل فإن رزقك من حيث لا تحتسب فذلك بشرى من الله إنك من المتقين ومن سر هذه الآية أن الله وأن رزقك من السبب المعتاد الذي في خزانتك وتحت حكمك تصريفك ولا بد مما بيدك ومن الحاصل عندك فما رزقك إلا من حيث لا تحتسب وإن أكلت وارتزقت من ذلك الذي بيدك فاعلم ذلك فإنه معنى دقيق ولا يشعر به إلا أهل المراقبة الإلهية الذين يراقبون بواطنهم وقلوبهم فإن الوقاية ليست إلا لله تمنع العبد من أن يصل إلى الأسباب بحكم الاعتماد على الله عز وجل وهذا هو معنى قوله (( يجعل له مخرجاً )) فهذا مخرج التقوى في هذه الآية وهي وصية: الله عبده وأعلامه بما هو الأمر عليه .]

[وصية:

عليك بأداء الأوجب من حق الله وهو أن لا تشرك به شيءً من الشرك الخفي الذي هو الاعتماد على الأسباب الموضوعة ولا ركون إليها بالقلب والطمأنينة بها وهي سكون القلب إليها وعندها فإن ذلك من أعظم رزية دينية في المؤمن وهو قوله والله أعلم من باب الإشارة (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) يعني والله أعلم به هذا الشرك الخفي الذي يكون معه الإيمان بوجود الله والنقص في الإيمان بتوحيد الله في الأفعال لافي الألوهة فإن ذلك هو الشرك الجلي الذي يناقض الإيمان بتوحيد الله في الألوهه بوجود الله ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قال ( أتدرون ما حق الله على العباد أن يعبدوه لا يشركوا به شيئاً ) فأتى بلفظة شيء وشيء نكرة فدخل فيه الشرك الجلي والخفي ثم قال ( أتدرون ما حقهم على الله إذا فعلوا ذلك أن لا يعذبهم ) فاجعل بالك من قوله ( أن لا يعذبهم ) فإنهم لم يشركوا بالله شيئاً لم يتعلق لهم خاطر إلا بالله إذ لم يكن لهم توجه إلا إلى الله وإذا أشركوا بالله الشرك الناقض للإسلام أو الشكر الخفي الذي هو النظر إلى الأسباب المعتادة فإن الله قد عذبهم بالاعتماد عليها لأنها معرضة للفقد ففي حال وجودها يتعذبون بتوهم فقدها وبما ينقص منها وإذا فقدوها تعذبوا بقدها فهم معذبون على كل حال في وجود الأسباب وفقدها وإذا لم يشركوا بالله شيءً من الأسباب استراحوا ولم يبالوا بفقدها ولا بوجودها فإن الذي اعتمدوا عليه وهو الله قادر على إتيان الأمور من حيث لا يحتسبون كما قال تعالى (( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب )) وله قال في ذلك بعضهم نظماً وهو






1

2
ومن يتق الله يجعل لـه
كما قال من أمره مخرجا
يرزقه من غير حسبانه
وإن ضاق أمر به فرجا




فمن علامة التحقق بالتقوى أن يأتي رزقه من حيث لا يحتسب وإذا أتاه من حيث يحتسب فما تحقق بالتقوى ولا اعتمد على الله فإن معنى التقوى في بعض وجوهه أن نتخذ الله وقاية من تأثير الأسباب في قلبك باعتمادك عليها والإنسان أبصر بنفسه وهو يعلم من نفسه بمن هو أوثق وبما تسكن إليه نفسه ولا يقول إن الله أمرني بالسعي على العيال وأوجب علي النفقة عليهم فلا بد من الكد في الأسباب التي جرت العادة أن يرزقهم الله عندها فهذا لا يناقض ما قلناه فنحن إنما نهيناك عن الاعتماد عليه بقلبك والسكون عندها ما قلنا لك لا تعمل بها ولقد نمت عند تقييدي هذا الوجه ثم رجعت إلى نفسي وأنا أنشد بيتين لم أكن أعرفهما قبل ذلك وهما




1

2
لا تعتمد إلا على الله
فكل أمـر بيـد الله
وهذه الأسباب حجابه
فلا تكن إلا مـع الله



فانظر في نفسك فإن وجدت أن القلب سكن إليها فاتهم إيمانك وأعلم أنك لست ذلك الرجل وإن وجدت قلبك ساكناً مع الله واستوى عندك حالة فقد السبب وحالة وجوده ولكن مع الفقد يكون ذلك فاعلم أنك ذلك الرجل الذي آمن ولم يشرك بالله شيءً وأنك من القليل فإن رزقك من حيث لا تحتسب فذلك بشرى من الله إنك من المتقين ومن سر هذه الآية أن الله وأن رزقك من السبب المعتاد الذي في خزانتك وتحت حكمك تصريفك ولا بد مما بيدك ومن الحاصل عندك فما رزقك إلا من حيث لا تحتسب وإن أكلت وارتزقت من ذلك الذي بيدك فاعلم ذلك فإنه معنى دقيق ولا يشعر به إلا أهل المراقبة الإلهية الذين يراقبون بواطنهم وقلوبهم فإن الوقاية ليست إلا لله تمنع العبد من أن يصل إلى الأسباب بحكم الاعتماد على الله عز وجل وهذا هو معنى قوله (( يجعل له مخرجاً )) فهذا مخرج التقوى في هذه الآية وهي وصية: الله عبده وأعلامه بما هو الأمر عليه .]


يتبع بعون الله0000
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس