عرض مشاركة واحدة
قديم 03-23-2011
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الملاحق - ملحق اميرداغ الاول


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 240
سبباً في حدوث عشرات الحوادث من امثال (منمن) 1 وحادثة (الشيخ سعيد) 2.
ولكن شخصاً مثلي واقف على عتبة القبر، لا علاقة له مع شئ من الدنيا، بل قد تجافى عنها، وفرّ من توجه الناس واقبالهم عليه، ولم تبق لديه رغبة في كسب الشهرة والعجب وامثالهما من الرياء، فلله الحمد والمنة بما لا يتناهى من الحمد والشكر.
ففي هذه الحالة لم تبق لإهانتهم غير القانونية لشخصي اية اهمية، احيل ذلك الى العلي والقدير. فأتفكر في الذين عذبوني بناء على شكوك و ظنون، وأتألم لحالهم تألماً حقيقياً فأقول: يا رب انقذ ايمان هؤلاء برسائل النور، وحوّل موتهم بسر القرآن من الاعدام الابدي الى تذكرة تسريح من الحياة. وانا بدوري اسامحهم واصفح عنهم واتنازل لهم عن حقي.
سعيد النورسي
***

[ لِمَ لم يُستجب الدعاء؟ ]
"جواب عن سؤال سألنيه باسم الكثيرين احد طلاب النور الصغار الذي يعاونني في اموري الشخصية"
سؤال: استاذي المحترم!
لِمَ لم يُستجب الدعاء والصلاة المقامة للاستسقاء، حيث تجمعت السحب عدة مرات ثم تفرقت دون انزال المطر؟
_____________________
1 هي حادثة مفتعلة في الاغلب، دبّرت من قبل حكومة مصطفى كمال اذ ادعت ظهور تمرد اسلامي انطلق من جامع في ناحية »منمن« كان يقوده شخص مختل العقل، وقد تم التنكيل باهالي تلك المدينة بقسوة، واستغلت الحادثة لضرب الشعور الاسلامي. - المترجم.
2 هو الشيخ سعيد المشهور بـ"بيران" كردي من شيوخ الطريقة النقشبندية، كان جده من خلفاء مولانا خالد الشهرزوري، قاد ثورة في الاقاليم الشرقية في تركيا ضد السلطة الحاكمة لاتجاهها المعادي للدين. نشبت ثورته في 1 / 2 / 1925 وتم القضاء عليها في 15 / 4 / 1925 وقُدم الشيخ الى محكمة الثورة فاصدرت عليه وعلى سبعة واربعين من مقربيه حكم الاعدام وتم تنفيذه عليهم في "دياربكر" في 29 / 6 / 1925 - المترجم.



الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 241
الجواب: ان انحباس المطر هو وقت هذا النوع من الدعاء والصلاة، وليس علّته وحكمته. فكما تُصلى صلاة الكسوف والخسوف عند الكسوف والخسوف، وكما تصلى صلاة المغرب عند غروب الشمس، كذلك انحباس المطر والجفاف هو وقت صلاة الاستسقاء ودعاؤه.
من المعلوم ان سبب العبادة والدعاء هو الامر الالهى، ونتيجتها رضاه تعالى، وفوائدها اخروية. فلو قُصدت من الصلاة والعبادة مقاصد دنيوية، وادّيت لاجلها فحسب فلا تقبل تلك الصلاة والعبادة. اذ كما لا تؤدى صلاة المغرب لاجل غروب الشمس ولا صلاة الخسوف لاجل انكشاف القمر، كذلك اداء صلاة الاستسقاء لأجل انزال المطر خطأ، اذ انزاله من امر الله، وواجبنا نحن تجاهه سبحانه العبودية والدعاء من دون التدخل بما هو موكول امره اليه تعالى.
ولكن على الرغم من ان النتيجة الظاهرة لصلاة الاستسقاء هي نزول المطر، فان نتيجتها الحقيقية والاصلية والنافعة وثمراتها الجميلة الطيبة هي:
ادراك الجميع ان الذي يربّيه ويغذّيه ليس والديه ولا محله ولا دكانه، بل من يرسل السحاب الثقال بالماء الثجاج، فهو الذي يرسل اليه الرزق. وحتى الطفل الصغير يدرك هذا المعنى الواسع بعقله الصغير، لما هو معتاد عليه من التوسل والرجاء كلما جاع. فالمعنى الذى ينطوي عليه الاستسقاء هو: ان الذى يدبّر أمر الدنيا الهائلة كدار صغيرة ويغذيني والاطفال جميعاً واهل الدار، ويبعث اليهم رزقهم انما هو سبحانه. فلا نفع من غيره إن لم يرزق هو سبحانه. فما علينا الاّ أن نتوسل اليه وحده.. وبهذا يقوى ايمان المرء.
ولهذه المناسبة ستُبين ست نقاط باختصار:
النقطة الاولى:
ان ثمن النعمة الالهية ورحمتها هو الشكر، ولكننا لم نؤد الشكر حقه. وكما لم نؤد ثمن الرحمة بالشكر جلبنا الغضب الالهي بظلمنا وعصياننا. وقد جعلت البشرية نفسها مستحقة للعقاب بما تقترف من ظلم ودمار وكفر وعصيان، وعوقبتْ من جراء ذلك بشتى انواع العقاب الصارم، فلا جرم ان يكون لنا حظ من ذلك العقاب.


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 242
النقطة الثانية:
ورد في حديث شريف ما معناه انه حتى الاسماك في جوف البحر تشتكي الى الله من الظالمين والعاصين بانقطاع المطر، وقلة ارزاقها بسبب ظلمهم..
نعم ان المظالم والذنوب التي ترتكب في هذا الزمان لا تدع مجالاً لطلب الرحمة من الله. وحتى الحيوانات الابرياء تتأذى من جرائها.
النقطة الثالثة:
تقول الآية الكريمة:
(واتقوا فتنة لا تصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصة) (الانفال: 25) اذ لو نجا الابرياء من مهالك المصيبة العامة نجاة خارقة، لفسدت حكمة الدين، الذي هو امتحان واختبار. وعند ذلك يصدّق الفاسدون - كأبى جهل - تصديق ابي بكر الصديق رضي الله عنه. ولأجل هذا يقاسي الابرياء ايضاً البلايا في المصيبة العامة.
النقطة الرابعة:
انه لكثرة اختلاط الحرام في الاموال والارزاق بسبب تفشي الحيل والغش والرشوة.. يُسلب الناس حق الترحم عليهم، بسبب الظلم او عدم الشكر او خلط الحرام باموالهم.
النقطة الخامسة:
ان رسائل النور في الاناضول وسيلة مهمة لدفع البلايا، اذ كما تدفع الصدقة البلاء، فان نشر رسائل النور وقراءتها صدقة كلية ووسيلة لدفع بلايا سماوية وارضية. وقد تبين ذلك بأمارات كثيرة ووقائع كثيرة، بل تحقق ذلك باشارات من القرآن الكريم.
النقطة السادسة:
ان انقطاع المطر مصيبة وبلاء، وجزاء عمل، فينبغي مقابلة هذا بالالتجاء الى الله تعالى والدعاء مع العبودية الخالصة في حالة من بكاء وانكسار قلب وحزن وتضرع كامل وندامة جادة وتوبة نصوح واستغفار من كل الذنوب، وان يجري ذلك كله ضمن دائرة السنة النبوية ومن دون تدخل البدع، وعلى الصورة التي تعينه الشريعة.


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 243
فأمثال هذه المصائب العامة - لكونها آتية من ذنوب معظم الناس - تندفع بقيام القسم الاعظم منهم بالتوبة والندامة والاستغفار.
***

[لا نجعل من الدين وسيلة لمكاسب دنيوية]
باسمه سبحانه
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الصديقين الاعزاء!
"جواب اضطررت الى كتابته عن سؤال
- مادي ومعنوي - ورد من عدة جهات"
سؤال:
لِمَ لا تكوّن علاقة ولا تمد وشائج ارتباط مع التيارات الجارية داخل البلاد وخارجها، ولا سيما مع الجماعات ذات الاهتمامات السياسية، بل ترفض ذلك وتمنع - ما وسعك - طلاب النور عن أي تماسٍ كان بتلك التيارات! والحال انك لو كونت علاقة معهم فان الوف الناس سيدخلون دائرة رسائل النور زرافات ووحداناً وسيسعون لنشر حقائقها الساطعة، فضلاً عن انك لا تكون هدفاً الى هذا الحد للمضايقات الشديدة التي لا مبرر لها؟
الجواب: ان أهم سبب لهذا الاجتناب وعدم الاهتمام بالتيارات الجارية، هو الاخلاص؛ الذي هو أساس مسلكنا، فالاخلاص هو الذي يمنعنا عن ذلك، لأن في زمن الغفلة هذا، ولاسيما من يحمل افكاراً موالية الى جهة معينة، يحاول ان يجعل كل شئ اداة طيعة لمسلكه، بل يجعل حتى دينه واعماله الأخروية وسائل لذلك المسلك الدنيوي. بينما الحقائق الايمانية والخدمة النورية المقدسة تأبى ان تكون وسيلة لأي شئ كان في الكون، ولا يمكن ان تكون لها غاية الاّ رضى الله سبحانه.
وفي الحقيقة، انه من الصعوبة بمكان، الحفاظ على سر الاخلاص في خضم الصراعات المتنافرة للتيارات الحالية، ومن العسير الحيلولة دون جعل الدين وسيلة


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 244
لمكاسب دنيوية، لذا فان أفضل علاج لهذا هو الاستناد الى العناية الالهية وتفويض الأمر الى توفيق رب العالمين بدلاً من الاستناد الى قوة التيارات الحالية.
وهناك سبب آخر - من جملة الاسباب الداعية لاجتنابنا هذا هو "الشفقة" - التي هي أساس من الأسس الاربعة لرسائل النور - اى عدم التلوث بظلم الآخرين واضرارهم.
اذ الانسان - بمضمون الاية الكريمة
(ان الانسان لظلوم كفار) (ابراهيم: 34) يرد معاملة المقابل له في هذا العصر بلا رحمة وبظلم شنيع مخالفاً بذلك الآية الكريمة:(ولا تزر وازرة وزر أخرى) (فاطر: 18) التي هي دستور الارادة الالهية. حيث تتغلب عليه العاطفة والانحياز الى جهة، وعندها لا يقصر عداءه على المجرم وحده ولا يأخذ بجريرته جميع اقاربه وحدهم، بل أيضاً يعاقب كل مَن له صلة بالمجرم من قريب أو بعيد، حتى انه اذا ما كان له سلطة أو حكم، يبيد قرية كاملة بالقنابل بجريرة مجرم واحد. بينما الانصاف يقتضي الاّ يُضحّى بحق برئ واحد بسبب مئة مجرم وان لا يُظلم ذلك البرئ بسببهم. ولكن الوضع الحالي يخالف الآية الكريمة فيقحم مئة من الأبرياء في بلايا واضرار بسبب بضع مجرمين، فمثلاً:
ان اهلاك والدين عجوزين لمن ارتكب خطأ، وتشريد أطفاله الصغار ودفعهم جميعاً الى هاوية الفقر والذل ومعاداتهم بالانحياز الى جهة ما مناف كلياً لأساس الشفقة على الخلق.
فمن جراء الانحياز الى التيارات الجارية - بين المسلمين - لا ينجو الابرياء من الظلم بل يشيع شيوعاً كلياً ولا سيما بالاسباب الداعية الى قيام الاضطرابات والثورات.
ولو كان الجهاد قائماً وهو جهاد اسلامي، فان حال أطفال الكفار تبقى على وضع آبائهم، وربما يكونون من الغنائم ويتمكن المسلمون ان يجعلوهم تحت امرتهم وملك يمينهم. ولكن لو ارتد احد داخل ديار المسلمين، فلا يُمتلك أطفاله قطعاً. ولا يجوز التجاوز على حقوقهم بأي شكل من الاشكال. لأن اولئك الأبرياء انما يرتبطون بالاسلام وبجماعة المسلمين، برابطة الاسلام، التي انقطعت عن والدهم.أما أولاد


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 245
الكفار فرغم انهم من أهل النجاة، فانهم يتبعون والدهم في الحقوق والحياة. لذا ربما يكونون اسراء أو مماليك عبيد في أثناء الجهاد الاسلامي.
***

[جواب قصير حول التوافق]
اذا كان في الشئ توافق، فانه يعدّ امارة صغيرة، بمعنى ان فيه قصداً وارادة، ولم يحدث مصادفةً. واذا حصل التوافق في عدة جهات فالامارة تتقوى. ولاسيما اذا كان التوافق بين شيئين خاصين من بين مئة احتمال وان بينهما علاقة قوية، فتصبح الاشارة الواردة من ذلك التوافق في حكم دلالة صريحة، وانه حصل بقصد وبارادة، ووجد لأجل مقصد معين، فلا احتمال فيه للمصادفة.
***

[حاجة الفطرة]
اخوتي الاعزاء الصديقين!
ان الأطفال الابرياء هم في مقدمة الذين سيكونون طلاباً حقيقيين لرسائل النور، وذلك وفق ما تقتضيه فطرتهم وتتطلبه الأوضاع الراهنة. لأن الطفل الذي لم يتلق في صغره درساً ايمانيا قويا يصعب عليه بعد ذلك أن يقر في روحه أركان الايمان والاسلام، بل يكون ذلك عسيراً عليه، شأنه شأن تقبل غير المسلم الاسلام، بل يستغرب من الاسلام اكثر منه، ولا سيما إن لم ير والديه على دين وتقوى، وربى ذهنه بالعلوم الدنيوية وحدها.
ففي هذه الحالة، يستثقل ذلك الطفل والديه بدل أن يبرّ بهما، ويكون بلاء عليهما، ويترقب موتهما! أما في الآخرة فلا يكون شفيعاً لهما، بل مدعياً عليهما قائلاً: "لِمَ لَمْ تنقذوا ايماني بتربيتي على الاسلام؟".
فبناء على هذه الحقيقة:


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 246
فان أسعد الأطفال هم أولاء الذين دخلوا ضمن دائرة رسائل النور، فيكونون أبناءبررة للوالدين وخداماً أمناء لهم، يقومون بين يديهم بالاحترام والتوقير اللائقين بهما، ويسجلون باعمالهم الصالحة حسنات في سجل حسنات والديهم بعد وفاتهم.. وفي الآخرة يكونون لهما شفعاء، كل حسب درجته.
ان القسم الثاني من طلاب النور: هم النساء اللائي يشعرن بحاجتهن الى رسائل النور في فطرتهن. ولاسيما من كان لهن شئ من التجافي عن الدنيا، وربما العزوف كلياً عنها، حيث قد بلغن من العمر مبلغاً.
فرسائل النور تكون لهن غذاء معنوياً؛ لأن احدى أسس رسائل النور، "الشفقة" التي هي من مظاهر اسم الله "الرحيم" وهي الخميرة والجوهر الخاص المغروز في فطرة النساء وميزتهن الأصيلة.
والقسم الثالث: هم المرضى والشيوخ المحتاجون الى رسائل النور- ولو بصورة غير فطرية - كحاجتهم الى الخبز والدواء. وذلك لأن رسائل النور توضح لهم الحياة الباقية وضوح الشمس في رابعة النهار، فضلا عن بيانها ماهية الحياة الدنيا من حيث فنائها. فالذين تأذت حياتهم الدنيوية بالمرض او بالشيخوخة والذين يظنون الموت اعداماً ابدياً، بما احاطت بهم من غفلة وضلالة. . فهؤلاء جميعاً بحاجة الى رسائل النورلما يجدون فيها من السلوان والعزاء ونور الرجاء،حتى يفضّل لديهم المرض والشيخوخة على الصحة والشباب.
سعيد النورسي
***

[نجاهد بنور القرآن]
اخواني الأعزاء الصدّيقين!
ان في موسم الصيف هذا، وفي زمن الغفلة هذا، وفي فترة الانشغال بهموم العيش، وفي اوان نيل الثواب الكبير من العبادات التي تؤدى في هذه الشهور الثلاثة، والصراع السياسي العاصف الذي يعصف في أرجاء الأرض كافة، دونه الصراع


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 247
بالسلاح.. في هذه الأثناء إن لم تكن هناك صلابة في منتهى القوة وثبات راسخ على اداء وظيفة النور المقدسة فسوف يعتري فتور وتعطل وتوقف في العمل. مما هو ليس بصالح رسائل النور.
اخوتي الاعزاء!
اعلموا يقيناً ان الوظيفة التي ينشغل بها طلاب رسائل النور مسألة أجلّ وأعظم من أعظم مسائل الكرة الارضية قاطبة، فلا تفتروا في مهمتكم الباقية، ملتفتين الى مسائل دنيوية مثيرة للاهتمام، اقرأوا كثيراً "المسالة الرابعة" من رسالة "الثمرة" كيلا تخور عزائمكم وتضعف قوتكم المعنوية.
نعم! ان جميع المسائل العظمى التي ينهمك بها أهل الدنيا انما تدور ضمن الدستور الظالم، دستور الجدال والصراع وفي نطاق الحياة الفانية، بابشع صورها واظلمها حتى يضحى في سبيلها بالمقدسات الدينية حصولاً على حطام الدنيا، لذا يلقيهم القدر الالهي في عذاب جهنم معنوية من خلال جرائمهم التي يرتكبونها.
اما رسائل النور وطلابها فان ما يسعون اليه وما هم مكلفون بادائه من مهمة انما هو لحياة باقية خالدة بدلاً من هذه الفانية. وهو اظهار حقيقة الموت أنه ستار امام الحياة الباقية، ذلك الجلاد الذي يرهبه عبدة الدنيا أشد رهبة..
ومن ثم اثبات ذلك بيقين جازم كمن يثبت حاصل ضرب الاثنين في اثنين يساوي أربعاً..
فقد أظهرت رسائل النور هذه الحقيقة الى الآن؛ من ان الموت أو الأجل ليس الاّ ستاراً ووسائل لبلوغ أهل الايمان السعادة الأبدية.
حاصل الكلام:
ان أهل الضلالة يكافحون في سبيل حياة دنيوية مؤقتة، اما نحن فنجاهد الموت بنور القرآن، لذا فان أعظم مسألة في نضالهم - لانها مؤقتة - لا تعادل أصغر مسألة من مسائلنا، لانها متوجهة الى البقاء والخلود..
وحيث انهم لا يتنازلون - ببلاهتهم - ويربأون بأنفسهم عن التدخل في مسائلنا العظمى، فلِمَ نتتبع بلهفة مسائلهم الصغيرة على حساب وظيفتنا المقدسة؟.


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 248
تدبروا في هذه الآية الكريمة:
(.. لا يضركم من ضلّ اذا اهتديتم) (المائدة: 105) بمعنى: ان ضلال الآخرين لا يضر هدايتكم، فلا تنشغلوا بها. وتأملوا في الدستور المهم من دساتير اصول الشريعة: (الراضي بالضرر لا ينظر له). أي: لا ينظر بعين العطف والشفقة لمن رضي بنفسه الضرر.
فما دامت الآية الكريمة والدستور القويم يمنعاننا من العطف على الراضين بالضرر على علم. فلابد ان نحصر أوقاتنا وجميع قوتنا واهتمامنا في وظيفتنا المقدسة. ولابد أن نعد كل ما هو خارج عنها اموراً لا تعنينا بشئ، فلا نضيّع وقتنا بها. لأننا نملك النور وحده، لا المطرقة والصولجان، فلا يبدر منا تعدٍ على حقوق أحد قطعاً، ولكن اذا ما اعتدي علينا، نظهر النور ونبينه. فنحن في حالة نوع من دفاع نوراني.
***

[الحقيقة القرآنية في الرسائل]
ان اجزاء رسائل النور قد حلّت أكثر من مائة من أسرار الدين والشريعة والقرآن الكريم، ووضحتها وكشفتها وألجمت اعتى المعاندين الملحدين وافحمتهم، واثبتت بوضوح كوضوح الشمس ما كان يظن بعيداً عن العقل من حقائق القرآن كحقائق المعراج النبوي والحشر الجسماني، اثبتتها لأشد المعاندين والمتمردين من الفلاسفة والزنادقة حتى ادخلت بعضهم الى حظيرة الايمان، فرسائل هذا شأنها لابد ان العالم - وما حوله - بأجمعه سيكون ذا علاقة بها، ولا جرم انها حقيقة قرآنية تشغل هذا العصر والمستقبل، وتأخذ جل اهتمامه، وانها سيف الماسيّ بتار في قبضة أهل الايمان..
***


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 249
[اعذار في مسألتين]
اخوتي الأعزاء!
انقاذاً لطلاب رسائل النور الضعفاء او حديثي العهد بها من الشكوك والشبهات ابيّن الآتي:
يشيع بعض العلماء السذج او بعض المعارضين لرسائل النور والموالين للبدع - بما تحيكه منظمات سرية من مؤامرات - نقائص كثيرة واخطاء كثيرة - اعترف بها - صدرت من شخصي تهويناً لشأني لينزلوا بها ضربتهم القوية على رسائل النور، صداً للحقائق التي لا تُجرح لرسائل النور. فهناك عشرون حادثة مهمة منذ عشرين سنة تؤيد هذا.. حتى اصبحوا السبب في زجّنا السجن مرتين. ولهذا اُعلن لأصدقائي ولطلاب رسائل النور ما يأتي:
اني اشكر ربي كثيراً ان جعلني لا اعجب بنفسي، ناهيك عن الاطراء والمزايدة لنفسي واعلمني نقائصي وذنوبي، فاطلب العفو عنها والخجل يتملكني راجياً ان يكون اخلاص الطلاب الميامين لرسائل النور وتفانيهم في الخدمة الايمانية وشفاعتهم المعنوية لي، كفارة لذنوبي.
فالذين يعترضون علي يجهلون عيوبي المستورة بل يتـذرعون ببعض اخطائى الظاهرة ويظنون ظناً خطأ ان رسائل النور ملكي، فيرومون اسدال الستار امام انوارها، وإعاقة إنتشارها فيقولون:
ان سعيداً لا يأتي الى صلاة الجمعة، ولا يطلق لحيته.. وامثالها من الانتقادات.
الجواب: مع اعترافي بكثير من التقصيرات والذنوب الاّ ان لي في هاتين المسألتين اعذاراً:
اولاً:
انني شافعي المذهب، وان احد شروط صلاة الجمعة حسب هذا المذهب هو ان يقرأ الفاتحة اربعون شخصاً مأموماً مع شروط اخرى ايضاً، لذا فلا تفرض عليّ الجمعة هنا. الاّ اننى اقلد المذهب الحنفي فأؤديها نافلة.

عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس