عرض مشاركة واحدة
قديم 03-23-2011
  #10
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الملاحق - ملحق اميرداغ الاول

الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 320
لقد استدعاني مصطفى كمال الى آنقرة لاجل تكريمي وجعلي واعظاً عاماً لجميع الولايات الشرقية. فذهبت الى آنقرة، الاّ ان المواد الثلاث الآتية جعلتني اتخلّى عن محبته ومودته. فعانيت العذاب طوال عشرين سنة في حياة الانزواء ولم اتدخل في امورهم الدنيوية.
المادة الاولى:
لقد أظهر بأفعاله انه هو الذي اخبر عنه الحديث الشريف الوارد حول ظهور شخص في آخر الزمان يسعى للاضرار بالاعراف الاسلامية. وفسرت هذا الحديث الشريف قبل ست وثلاثين سنة، ثم ظهر معناه مطابقاً في هذا الشخص. وله ايضاح في المادة الثالثة في دفاعاتي امام المحكمة.
المادة الثانية:
ان وجود شئٍ ما وتعميره وحياته، قائم بوجود جميع اركان ذلك الشئ او شروطه، بينما عدمه وتخريبه وموته يكون بفساد شرط واحد. هذه قاعدة حقيقية حتى اصبحت مضرب الامثال في ألسنة الناس: "التخريب اسهل من التعمير".
فبناء على هذه القاعدة الرصينة فان النقائص الفاضحة والدمار الرهيب الظاهر نابعة من اخطاء ذلك القائد. اما الانتصارات الباهرة فهي صادرة من بطولة الجيش فبينما ينبغي ان يكون الامر اسناد السيئات اليه ومنح الحسنات الى الجيش، الاّ ان الامر يكون بخلاف هذا كلياً، اذ تُسند حسنات الجماعة الى من في رأس الامر ويسند شر ذلك الشخص الى الجماعة. وهذا ظلم شنيع.
المادة الثالثة:
ان اسناد حسنات الجماعة وانتصارات الجيش الى القائد الآمر، واعطاء ذنوب ذلك الآمر الى الجماعة بأكملها يعني التهوين من شأن الوف الحسنات وجعلها حسنة واحدة، وجعل الخطأ الواحد الوف الاخطاء. إذ كما ان فوجاً من الجيش لو قتلوا عدواً شرساً فان كل فرد من افراد ذلك الفوج يُمنحون مرتبة المجاهد، ولكن لو اعطيت تلك الرتبة الى آمرهم فقط فان ألف رتبة من رتب "المجاهد" تنزل الى رتبة واحدة فقط. فلو حصلت جريمة قتل نتيجة خطأ ارتكبه قائد ذلك الفوج ثم أُسندت


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 321
هذه الجريمة الى الفوج كله، فان تلك الجريمة الواحدة تتضاعف وتكون في حكم الوف الجرائم، فيصبح الف جندي مثلاً مسؤولين عنها، ومستحقين العقاب عليها.
كذلك الأمر هنا، فان الاخطاء الجسيمة واضحة امام الأعين، فان لم تسند الى ذلك الرجل الميت الذي ارتكبها، واحيلت الى جيش عظيم كريم اظهر جهاده في سبيل احقاق الحق في العالم اجمع وصدّق بسيوفه ودمائه شهادة عزته وكرامته واعلائه لراية القرآن منذ خمسمائة سنة بل منذ الف سنة، فان تلك الذنوب تزداد الى الالوف بعدد اركان ذلك الجيش. فيلطخ الماضي المجيد لذلك الجيش ويشوهه تشويهاً رهيباً مسوّداً تاريخه بلون قاتم مما يجعل جيش هذا العصر مسؤولاً ويذوب خجلاً امام الجيش البطل للعصور السابقة.
وكذلك لو اسندت الانتصارات الباهرة والمفاخر المستحصلة الحاضرة الى رجل واحد فانها تبقى جزئية، وتصبح الحسنات والمجاهدات التي هي بعدد الاركان والافراد في حكم شخص واحد. وينطفئ ذلك الضياء الساطع ويزول ولا يصبح كفارة للذنوب.
فلأجل هذه الاسباب تركت مودّة ذلك الرجل، وكسبت مودة ذلك الجيش الذي خدمت في صفوفه خدمة فعلية مؤثرة، وفي زمان دقيق حرج، وسعيت برسائل النور للمحافظة على شرف ذلك الجيش الذي هو اسمى الف مرة من اي شخص كان.
سعيد النورسي
في اميرداغ
***
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس