عرض مشاركة واحدة
قديم 04-05-2012
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي في ذكر من نزل في قبورهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

ولم ينزل في قبر أَحد قط إِلا في خمسة قبور: منها قبور ثلاث نسوة، وقبرا رجلين، منها قبر بمكة، وأَربعة بالمدينة: قبر خديجة زوجته، وقبر عبد الله المزني الذي يقال له: عبد اللّه ذو البجادين، وقبر أم رومان أُم عائشة بنت أَبي بكر، وقبر فاطمة بنت أَسد بن هاشم أُمّ عَليّ.
فأَما ذو البجادين، فإن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لما أَقبل مهاجراً إِلى المدينة وسلك ثنية الغابر وَعُرَت عليه الطريق وغلُظت، فأَبصره ذو البجادين، فقال لأَبيه: دعني أَدُلُهم على الطريق فأَبى، ونزع ثيابه فتركه عريانًا، فاتَخذ عبد اللّه بجَادًا من شعْر فطرحه على عورته، ثم عَدَا نحوهم، فأخذ بزمام راحلة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وأَنشأً يرجز ويقول:

هذا أَبو القاسم فاستقيمي

تَعرَّضي مَدَارِجًا وسُومي

تَعرُّضَ الجوزاء للنجوم




قال: وقد روى عبد العزيز هذه الأَبيات ليسار غلام بُرَيْدَة بن الخصيب، فإما أَن تكون لأحدهما وتمَثَّلَ بها الآخر، وِإما أَن تكون لغيرهما وتمثلا بها جميعًا.
وكان عبد العزيز كثير الغلط في حديثه، لأَنه أَحرق كتبه، فإنما كان يحدّث بحفظه.
قال عبد العزيز: فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة اشتكى ذو البجادين، فمرّضه رسول الله- صلى الله عليه وسلم ثم هلك، فكَفَنَه وصلى عليه، ودخل في قبره.
�وأَما فاطمة بنت أَسد، أُم علي بن أَبي طالب، فإن عبد العزيز حدَث، عن عبد الله بن جعفر بن المسْوَر بن مَخْرَمة، عن عمرو بن ذُبْيَان، عن محمد بن علي بن أَبي طالب قال: لما استقر بفاطمة، وعلم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إِذا تُوُفَيَت فأَعلموني. فلما تُوُفيت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأَمر بقَبْرها، فَحُفرَ في موضع المسجد الذي يقال له اليوم قبر فاطمة، ثم لحد لها لحدًا، ولم يَضْرَح لها ضريحًا، فلما فرغ منه نزل فاضطجع في اللّحد وقرأَ فيه القرآن، ثم نزع قميصه، فأَمر أَن تُكَفَن فيه، ثم صلى عليها عند قبرها فكبر تسعًا وقال، ما أعفيَ أَحدٌ من ضغطة القبر إلا فاطمة بنت أَسد. قيل: يا رسول الله، ولا القاسم. قال: ولا إِبراهيم. وكان إِبراهيم أَصغرهما.
حدثنا عبيد بن إِسحاق الفطار قال: حدثنا القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل قال، حدثني أَبي عبدُ الله بن محمد- قال ولم يَدْعُه قط إِلاّ أَباه وهو جده- قال، حدثنا جابر بن عبد الله رضي اللّه عنهما قال: بينما نحن جلوسٌ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذ أَتى آتٍ فقال: يا رسول اللّه، إِن أُمّ عليّ وجعفر وعقيل قد ماتت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوموا بنا إِلى أُمّي. فقمنا وكأَن على رؤُوس مَنْ مَعه الطيْر، فلما انتهينا إِلى الباب نزع قَميصَه فقال: إِذا غسلتموها فأَشعروها إِياه تحت أكَفانها. فلما خرجوا بها جعل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم مرة يحمل، ومرة يتقدم، ومرة يتأَخر حتى انتهينا إِلى القبر، فتَمَعَك في اللحد ثم خرج فقال: أَدخلوها باسم الله، وعلى اسم الله. فلما أَن دفنوها قام قائمًا فقال: "جزاكِ الله من أمٍّ وَرَبيبَة خيرًا، فنِعْمَ الأُم، ونِعْمَ الربيبةُ كنتِ لي. قال: فقلنا له- أَو قيل له: يا رسول الله، لقد صنعتَ شيئين ما رأَيناك صنعتَ مثلهما قط. قال: ما هو. قلنا: بنزعك قميصك، وتَمَعُكك في اللّحد. قال: أَما قميصي فأَردت أَلا تمسَها النار أَبدًا إِن شاءَ اللّه، وأَما تمعُّكي في اللحد فأَردت أَن يوسع الله عليها قبرها.



ــــــــــــــ


نقلاً عن كتاب تاريخ المدينة المنورة لابن شبة ص 35
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس