عرض مشاركة واحدة
قديم 01-23-2009
  #1
أبو يوسف
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 518
معدل تقييم المستوى: 16
أبو يوسف is on a distinguished road
افتراضي مالي و لهذا الأمر ( أين المشكلة ؟! )

أفكار مبعثرة (2 )

مالي و لهذا الأمر
بعث السلطان أحمد الأول العثماني إلى شيخ الإسلام إذ ذاك محمد بن سعد الدين يسأله عن سبب الخلل الطارئ على كيان الأمة و شؤون الرعية مع النصر الموعود للمسلمين . فأخذ الشيخ الخط من يد كبير الحجاب وكتب تحته (( مالي و لهذا الأمر )) . و أعاد الورقة إلى السدة السلطانية ، فاغتاظ السلطان ، حيث ظن أن شيخ الإسلام لم يلتفت إلى سؤاله ، فاستحضره و أخذ يعاتبه و يقول : كيف تقول (( أنا مالي )) ؟ فقال شيخ الإسلام : كلّا بل أجبت عن السؤال أدق جواب ! فمتى كانت عناية رجال الدولة و أفراد الأمة بما يخصهم أنفسهم فقط دون التفاف إلى ما يعم ضرره الجميع أو يشمل نفعه ، قائلين مالي و لهذا الأمر ؟ فقد طمّت البلية و عمّت المصيبة . (( باختصار و تصرف من مقالات الإمام الكوثري ))
أعظم بلية

كانت أعظم بلية في القرن الماضي سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية ، نتيجة ثلاثة ويلات :
1 – تقسيم أرض الخلافة إلى دويلات صغيرة .
2 – نشر القوميات بين شعوب هذه الدويلات .
3 _ نشر العلمانية .
و منذ ذلك الحين و قبله بكثير ، والعلماء و الدعاة والمفكرون يكتبون ويصرخون ويبينون المخاطر ، ولكن ما النتيجة
((لا يزداد الأمر إلا شدة ،ولا يزداد الناس إلا شحاً،وما من عام إلا والذي بعده شرٌّ منه))(( حديث أنس رواه ابن كثير في التفسير)) .
إذاً أين المشكلة ؟ في الرأس ، أم في القلب ، أم في الجسد ...
قيل : الأمة ثلاثة أقسام : الرأس : وهم الحكام ، و القلب : وهم العلماء ، و الجسد : وهم الشعوب .
أما الحكام : فلا تعليق ...
و أما الجسد ( الشعب )فهم أقسام :
*منهم عن الصراط ناكصون * ومنهم عن الخير معرضون * ومنهم في غفلة ساهون * ومنهم في حيرة يتخبطون *ومنهم من لا يسمعون * ومنهم من لا يعملون * ومنهم من انشغل برزقه فقط * ومنهم للخير فاعلون : وقليلاً ما هم .
صدق فيهم قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : { ولكنّكم غثاء كغثاء السيل } (( رواه أبو داوود وأحمد ))
و أما القلب ( العلماء ) فهم أقسام :
فمنهم علماء خنادق ، ومنهم علماء فنادق ، ومنهم من أخلد إلى الأرض ، ومنهم من اشتغل بدعوة غير المسلمين ، ومنهم من همه الجهاد ، و منهم من همه التزكية ، ومنهم من شغله التكفير و التبديع ، ومنهم من لا هم له ، ومنهم ...
(( كل حزب بما لديهم فرحون ))
الفراهيدي يُشخّص
قال الخليل الفراهيدي : إنك لا تعرف خطأ معلّمك حتى تجلس عند غيره . (( الأوائل : للعسكري ))
فأكثر من ينتسب للعلم يرى الإسلام من منظاره و على ميزانه هو فقط ، و أنه على الصراط المستقيم وغيره في الجحيم مقيم ، و أنه يمثل وسطية و روح الإسلام ، و غيره بين إفراط و تفريط .
ولو علم هؤلاء أن في الناس خير ماداموا على الكتاب والسنة ، و أن في الاختلاف رحمة ، وأن مائدة الإسلام تتسع للجميع إن جاؤوا بشرط هذه المائدة ، وهي قوله عزّ وجلّ :(( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً و لا يشرك بعبادة ربه أحدا )) أي ما كان خالصاً لله ، و صحيحاً موافقاً للسنة ، لنلنا خيراً كثيراً .
ونقول لهم : (( لو سكت من لا يعلم لسقط الاختلاف )) (( لباب الآداب : لأسامة بن منقذ ))
إ
ذاً أين المشكلة ؟ ابحثوا... وأخبروني ...
__________________
خَليليَّ وَلّى العمرُ مِنّا وَلَم نَتُب = وَنَنوي فعالَ الصالِحات وَلَكِنّا

التعديل الأخير تم بواسطة أبو يوسف ; 01-23-2009 الساعة 03:05 PM
أبو يوسف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس