عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-2008
  #5
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: جواهر من كلام الشيخ احمد جامي

يقول سيدي الشيخ أبو الفاروق أحمد جامي حفظه الله تعالى:

الشيخ الذي يُرِي مريديه الكرامات يوجّههم إلى نفسه. عليه أن يوجّههم إلى الله وإلى اتّباع الرّسول عليه الصّلاة والسّلام. فَسِرُّ الطّريق يسري في المريد، والشيخُ يوجهه إلى الشّريعة ؛ وهذه هي الكرامة.
بالاشتغال بالكرامات ينسى الإنسان المؤثِّرَ ويبقى مع المؤثَّر. وظيفة أهل الله تعالى ليست اشتغالهم بالكرامات، بل توجيه المؤمنين إلى شريعة الله تعالى وسنّة نبيّهم عليه الصّلاة والسّلام، حتّى تحصل لهم محبّة الرّسول صلى الله تعالى عليه وسلم، ومنه ينتقلون إلى محبّة الله تعالى، حينذاك تحصل العبوديّة.
الاشتغال بالكرامات ضد هذا. فمن وجَّه النّاس إلى الكرامات فهو يوجِّه إلى نفسه. والكرامات ليست مقصودة لكنها تُعطى. وإذا حصل لبعض المشايخ أو لبعض النّاس كرامات يتوجّه النّاس إليه، بدلاً من أن يتوجهوا إلى أنفسهم بإصلاحها وترك الأخلاق الذّميمة. ويخافون من ذلك الشّيخ لكرامته. ليس الشيخ بالمقصود ولا كرامته بالمقصودة.
كثير من النّاس يدَّعون الطّريقة ويتعلّقون بالكرامات، وأفراد طريقتهم أكثرهم لا يشتغلون بتزكية أنفسهم التي لا بدّ منها. يقولون: هذا ولي الله! فإن لم يكن لك في تلك الولاية تزكية نفسك ومعرفة ربّك والوصول إلى الحقيقة، ما معنى أن يكون شيخك قطباً؟
و ثمرة توجيه النّاس إلى كتاب الله و ربّ النّاس العبوديّةُ.
الذي تعبده هو الذي خلقك، وإذا شاء وأراد يزرع فيك ما تحتاج إليه، وهو أعلم بما تحتاج إليه. عِلمُك محدود وعلمُه محيط بعواقب الأمور كلِّها.
النفس لا تُزكَّى بالكرامات حتّى تتعلّق بها، بل هي من الحظوظ الدّينيّة. وعلى السالك أن يترك إرادته الدينيّة والدنيويّة والأخرويّة بالكليّة، ولا يتعلّق إلاّ بما كُلِّف به من الكتاب والسنّة.
مسلك ومشرب الذين يتعلّقون بالكرامات بعيد من العبوديّة. وإذا كنت عبداً للمعبود كما أسلفنا فهو يزرع فيك.
بعض الأولياء الكبار عُرِضت عليه القطبيّة فردَّ واستعذر وقال: أنا أحبّ أن أعبد الله وأكون عبداً له. فإن قلتَ: القطبيّة ألا تستلزم العبوديّة؟ نقول: نعم، لكن فيها مرتبة ؛ فهُم يهربون من هذا المنصب لئلاّ يطلبوا الحظوظ الأخرويّة.
تتعلّقون بالكرامات وتنسون عبوديَّتكم! العبوديّة هي المقصودة. قال الله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا}[الفرقان / 63]. ما وصفهم بظهور الكشف والكرامات والمقامات، بل كلَّفهم بالشّريعة المحمّديّة.
هذه الآية تضرب وجوهنا وتقول: تتركون ما وصفكم به ربُّكم وتتعلَّقون بغير ذلك!
فعلى كلِّ واحد منّا أن يعرف ما كُلِّف به ولا يدّعي ما ليس موجوداً فيه، فهذه دعوى باطلة، حفظنا الله وإيّاكم جميعاً.
الكرامة التي تظهر على يد الشيخ ليست له، ليست ملكه، وإنّما هي للطريقة ؛ فإذا كان يوجّه إلى الله وإلى رسوله وإلى الطّريق فهذه هي الكرامة.
أكملُ طرق الولاية اتّباعُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس هناك طريق أشرق ولا أضوأ ولا أنور ولا أوضح من طريق الاتّباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 10-08-2008 الساعة 11:25 AM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس