عرض مشاركة واحدة
قديم 02-12-2011
  #1
admin
مدير عام
 الصورة الرمزية admin
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: uae
المشاركات: 717
معدل تقييم المستوى: 10
admin تم تعطيل التقييم
افتراضي ذاك يومٌ ولدتُ فيه

"ذاك يومٌ ولدتُ فيه"
الإسلام شرَّف موضوع المناسبة، لأن معناها: الحدث التاريخي الذي أتى أو يأتي في زمن ما، وينبغي على كل أمة ذات ارتباط بحدث ديني أو دنيوي، أن تعتـز بهذا الحدث
يجزم المختصون أن في مثل هذا اليوم (التاسع من شهر ربيع الأول) من عام 53 قبل الهجرة، الموافق 20 نيسان/ إبريل عام 571م ـ عام الفيل ـ ولد سيد الوجود؛ سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ . ويؤكد المتابعون أن شهر ربيع الأول قد ضم أحداثاً ومناسباتٍ نبوية متعددة، كالبعثة والهجرة ـ وغيرهما ـ والانتقال إلى الرفيق الأعلى. ولأنه الشهر الذي ولد فيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقوم الناس بالتعبير عن فرحتهم بهذه المناسبة بتجديد وتكثيف قراءة السيرة النبوية، وهو أمر مباح. من الأمور المطلوبة، ألا تكون السيرة مجرد ذكريات، أو أن تكون محصورة في أوقات معينة. ومن الأمور المرغوبة ألا نتوقف عند السيرة الزمنية فحسب، بل ينبغي أن نتجاوزها إلى مستوى النفع بالقدوة، والدعوة للاقتداء بالمثل العليا المتجددة في أخلاقه صلى الله عليه وسلم. فالسيرة النبوية ليست مجرد سرد تاريخي محبب إلى كل نفس، إنها أيام وأحداث من هز كيان البشرية، وأنقذها من شهواتها، ومزالق هواها، إنها سيرة الذي أخرج الله به الأمة من الظلام إلى النور.
إن من المعلوم للجميع بالضرورة، أنه ما من شيء إلا وضبطه الإسلام؛ فالإسلام من وظائفه أن يكون علما ومعرفة تحوي جميع احتياجات البشرية. ومع أن للعبادة المكانة العليا في الإسلام، إلا أن الإسلام ليس عبادة صورية فقط، بل هو دين يعالج العبادة نفسها من القضايا المتعلقة بالذكر والفكر. المناسبات في الإسلام لا تُترك فوضى بلا ضابط، مناسباتنا في الإسلام قضية هامة، فمن لا مناسبة له لا هوية له. ولا بد لنا من التأريخ لأن به تحدد نشأة الإنسان، وتطور العالم، وتحولاته. الإسلام شرَّف موضوع المناسبة، لأن معناها: الحدث التاريخي الذي أتى أو يأتي في زمن ما، وينبغي على كل أمة ذات ارتباط بحدث ديني أو دنيوي، خاص أو عام، محلي أو عالمي، أن تعتـز بهذا الحدث، وأن تعلم الأجيال الاعتزاز به، فهناك أجيال لا تدري عن ماضيها إلا اليسير، أو أقل منه، وهذا هو الذي يمكن تسميته بـ (الحجز التاريخي) الذي به تبتعد الأمة عن ماضيها. المناسبات عبارة عن إعادة ذكرى، اعتماداً على ربط الماضي بالحاضر ثم المستقبل، وليس المقصود ـ كما ذكرت آنفاً ـ مجرد السرد التاريخي، بل الأمر يتعدى ذلك ليصل إلى حب الله تعالى وحب نبيه وحب الدين وحب الوطن وحب المليك وحب المجتمع وحب الفرد. حري بنا أن نتعلم ونعلم، ونتفقه ونفقه، وحري بنا أن نجتمع ولا نبتدع؛ نجتمع لنصحح، ونبني ونرسخ معلوماتنا أمام العالم، أو على الأقل أمام بعضنا البعض.
إننا في حاجة للوعي بالواقع وبالحضارة وعلومها لأنها من ثمرات ديننا.
اليسر أصل الدين، ورحم الله أمير الشعراء؛ أحمد شوقي، الذي قال في قصيدته المشهورة (سلوا قلبي):
تجلى مولد الهادي وَعَمَّت
بَشائِرُهُ البَوادي وَالقِصابا
وَأَسدَتْ لِلبَرِيَّةِ بنتُ وَهبٍ
يَدًا بَيضاءَ طَوَّقَتِ الرِقابا
لقد وَضَعَتهُ وَهّاجًا مُنيرًا
كما تلد السَماواتُ الشِهابا.




عبدالله فدعق 2011-02-12 5:31 AM
__________________
اللهم يا من جعلت الصلاة على النبي قربة من القربات نتقرب اليك
بكل صلاة صليت عليه من اول النشأة الى ما لا نهاية الكمالات
admin غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس