عرض مشاركة واحدة
قديم 05-17-2012
  #4
فاروق العطاف
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 107
معدل تقييم المستوى: 16
فاروق العطاف is on a distinguished road
افتراضي رد: الحركة في الذكر

جزاكم الله خير الجزاء :
هناك أدلة كثيرة تدل على جواز الحركة في الذكر :
الدليل الأول:أن الأصل هو جواز الحركة في كثير من العبادات ولا نعلم عبادة تبطل بكثرة الحركة إلا الصلاة فقط للنصوص الدالة على تحريم ذلك .واما سائر العبادات فلا يوجد نص يمنع من كثرة الحركة لا في عبادة الصيام ولا الحج ولا العمرة ولا الذكر ولا غيرها من العبادات .


الدليل الثاني:أن الغرض من الحركة أثناء الذكر هو تنشيط الذاكرين والقاعدة الشرعية تنص على أن الأمور بمقاصدها فمادام أن كثرة الحركة مما يساعد على النشاط في الذكر فلا وجه لتحريمها.بل تحريمها قول على الله تعالى بلا علم .


فلو لم يكن إلا هذين الدليلين لكفى في جواز الحركة أثناء الذكر فكيف وقد وردت أحاديث وآثار تدل على استحباب ذلك فمنها:

الدليل الثالث: ما جاء في كتاب إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة للحافظ البوصيري رحمه برقم الحديث: 5862
وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُوسَى ، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، ثَنَا دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يُقَالَ إِنَّهُ مَجْنُونٌ " ، رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : ثَنَا زُهَيْرٌ ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى , فَذَكَرَهُ ، وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : ثَنَا سُرَيْجٌ ، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِث ِ, أَنَّ دَرَّاجًا حَدَّثَهُ فَذَكَرَهُ ، وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ , فِي صحيحه ، وَالْحَاكِمُ , وَقَالَ : صَحِيحُ الْإِسْنَادِ ، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، وَتَقَدَّمَ فِي الْبَابِ . انتهى وحسنه الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى .وصححه الذهبي في التلخيص على المستدرك عند تعليقه على الحديث رقم 1839من كتاب الدعاء والتكبير من كتاب المستدرك .ج1ص677

وبالتأكيد أنه لا يقال للذاكر مجنون إلا إذا حصل منه حركة مخالفة لمألوفات الناس االغافلين،وإن كانت لا تخالف الشريعة وإنما خالفت ما اعتاده الناس من الدعة والسكون وقلة الذكر.


الدليل الرابع : جاء في كتاب الزهد لابن المبارك رحمخه الله :أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ أَخُو حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، حَتَّى يَظُنَّ الْمُنَافِقُونَ أَنَّكُمْ مُرَاءُونَ " . انتهى
ورواه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير من طريق عبد الله بن احمد.ولفظه "اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ إِنَّكُمْ تُرَاءُونَ " .


وهذا هو الواقع اليوم والحمد لله على كل حال.

وقد روى عبدالله بن أحمد في " زوائد الزهد " ( ص 382 ) ومن طريقه أبونعيم في " الحلية " ( ج 2 / ص 124 ) من طريق يزيد بن يزيد - يعني ابن جابر - قال : كان أبومسلم الخولاني يكثر أن يرفع صوته بالتكبير حتى مع الصبيان ، وكان يقول :
" اذكر الله حتى يرى الجاهل أنك مجنون " .


وهذا هو الحديث من مصادره الأصلية :
http://www.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=970&hid=5862&pid=402644
وهنا من كتاب المسند للإمام أحمد رحمه الله:
http://www.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=121&hid=11461&pid=672356

وهو هنا من كتاب الزهد لابن المبارك بالفظ الآخر:
http://www.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=25&hid=1011&pid=


الدليل الخامس:وهو (حديث موقوف) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ شَمِرٍ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ أَبِي أَرَاكَةَ ، قَالَ : صَلَّيْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَلاةَ الْفَجْرِ ، فَلَمَّا سَلَّمَ انْفَتَلَ عَنْ يَمِينِهِ ، ثُمَّ مَكَثَ كَأَنَّ عَلَيْهِ كَآبَةً حَتَّى إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ عَلَى حَائِطِ الْمَسْجِدِ قِيدَ رُمْحٍ ، قَالَ ، وَحَائِطُ الْمَسْجِدِ أقصر مما هو الآن ، قَالَ : ثُمَّ قَلَبَ يَدَهُ ، وَقَالَ : " وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ فَمَا أَرَى الْيَوْمَ شَيْئًا يُشْبِهُهُمْ ، لَقَدْ كَانُوا يُصْبِحُونَ صُفْرًا غُبْرًا بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ أَمْثَالُ رُكَبِ الْمِعْزَى ، قَدْ بَاتُوا سُجَّدًا وَقِيَامًا يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ يُرَاوِحُونَ بَيْنَ جِبَاهِهِمْ وَأَقْدَامِهِمْ ، فَإِذَا أَصْبَحُوا فَذَكَرُوا اللَّهَ مَادُوا كَمَا تَمِيدُ الشَّجَرُ فِي يَوْمِ رِيحٍ ، وَهَمَلَتْ أَعْيُنُهُمْ حَتَّى تَبُلَّ ثِيَابَهُمْ ، وَاللَّهِ لَكَأَنَّ الْقَوْمَ بَاتُوا غَافِلِينَ " ، ثُمَّ نَهَضَ فَمَا رُئِيَ يَضْحَكُ حَتَّى ضَرَبَهُ ابْنُ مُلْجَمٍ عَدُوُّ اللَّهِ الْفَاسِقُ ." رواه ابن أبي الدنيا في كتابه "التهجد" (1ـ211) ورواه أبو نُعيم في "الحلية" (1ـ76)

والشاهد هو قوله "فَإِذَا أَصْبَحُوا فَذَكَرُوا اللَّهَ مَادُوا كَمَا تَمِيدُ الشَّجَرُ فِي يَوْمِ رِيحٍ " ولاشك أن الشجرة إذا هبت الريح تتحرك حركة شديدة .
وراجع شرح الحافظ ابن رجب للحديث الخمسين من كتابه (جامع العلوم والحكم )


شبهة :يزعم المتنطعون أن التفاعل مع الذكر بحركة شديدة يخدش وقار المسلم وينقص من كرامته؟!!!
الجواب:أن هذا من تلبيس الشيطان عليهم وما عهدناهم أكثروا الذكر لا بحركة ولابدون حركة بل هم فقط يتنافسون في همز المسلمين ولمزهم والاستهزاء بهم .
ثم لو كانت شدة الحركة تخدش كرامة المسلم كما يزعمون لكانت حركات الصلاة من ركوع وسجود تخدش الوقار، ولكن الهرولة بين العلمين أثناء السعي تخدش تلك الكرامة الزائفة ،ولكان التزاحم في الطواف والتجرد من المخيط يخدش الوقار .
فتكون النتيجة أن يغيروا من عبادات الإسلام لإنها تخدش وقار المسلم وتنقص من كرامته كما يظنون والأمثلة فى ذلك كثيرة .

فنقول لهؤلاء إن المانع الحقيقي لهم إنما هو تعالي النفس التي جبلت على التفلت من التذلل والعبودية لله تعالى والعبرة إنما هي بالشرع لا بأهواء النفوس وتعاليها قال تعالى ((تلك الدار الآخرة نجعلها للذين
لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين )

التعديل الأخير تم بواسطة فاروق العطاف ; 05-17-2012 الساعة 04:27 PM
فاروق العطاف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس