عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2012
  #22
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني


الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين، وبعد:


"- (
أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نكرم العلماء ونجلهم ونوقرهم ولا نرى لنا قدرة على مكافأتهم ولو أعطيناهم جميع ما نملك، أو خدمناهم العمر كله، وهذا العهد قد أخل به غالب طلبة العلم والمريدين في طريق الصوفية الآن حتى لا نكاد نرى أحدا منهم يقوم بواجب حق معلمه، وهذا داء عظيم في الدين مؤذن باستهانة العلم وبأمر من أمرنا بإجلال العلماء صلى الله عليه وسلم، فصار أحدهم يفخر على شيخه حتى صار شيخه يداهنه ويمالقه حتى يسكت عنه، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وقد بلغنا عن الإمام النووي أنه دعاه يوما شيخه الكمال الإربلي ليأكل معه، فقال يا سيدي أعفني من ذلك. فإن لي عذرا شرعيا فتركه، فسأله بعض إخوانه ما ذلك العذر فقال أخاف أن تسبق عين شيخي إلى لقمة فآكلها وأنا لا أشعر.


وكان رضي الله عنه إذا خرج للدرس ليقرأ على شيخه يتصدق عنه في الطريق بما تيسر ويقول اللهم استر عني عيب معلمي حتى لا تقع عيني له على نقيصة ولا يبلغني عنه عن أحد رضي الله عنه
.

ثم من أقل آفات سوء أدبك يا أخي مع الشيخ أنك تحرم فوائده، فإما بكتمها عنك بغضا فيك وإما أن لسانه ينعقد عن إيضاح المعاني لك، فلا تتحصل من كلامه على شيء تعتمد عليه عقوبة لك، فإذا جاءه شخص من المتأدبين معه انطلق لسانه له لموضع صدقة وأدبه معه، فعلم أنه ينبغي للطالب أن يخاطب شيخه بالإجلال والإطراق وغض البصر كما يخاطب الملوك ولا يجادله قط بعلم استفادة منه في وقت آخر على سبيل التعرف؛ فيقول يا سيدي سمعناكم تقررون لنا أمس خلاف هذا فماذا تعتمدون عليه من التقريرين الآن حتى نحفظه عنكم ونحو ذلك من الألفاظ التي فيها رائحة الأدب، وكذلك ينبغي له أن لا يتزوج امرأة شيخه سواء كانت مطلقة في حياته أو بعد مماته، وكذلك لا ينبغي له أن يسعى على وظيفته أو خلوته أو بيته بعد موته فضلا عن حياته إلا لضرورة شرعية ترجح على الأدب مع الشيخ، وكذلك لا ينبغي أن يسعى على أحد من أصحاب شيخه أو جيرانه فضلا عن أولاده، فإن الواجب على كل طالب أن يحفظ نفسه عن كل ما يغير خاطر شيخه في غيبته وحضوره.


وسيأتي في هذا الكتاب أيضا في أثناء عهود البيع فراجعه، وكذلك بسطنا الكلام بنقول العلماء على ذلك في عهود المشايخ. {والله عزيز حكيم}.


- روى ابن ماجه وابن خزيمة مرفوعا:
إنما يلحق المؤمن من علمه وعمله وحسناته بعد موته علم علمه ونشره.

وروى مسلم وأبو داود والترمذي مرفوعا:
من دل على خير فله مثل أجر فاعله أو قال عامله.

وروى البزار والطبراني مرفوعا:
الدال على خير كفاعله.

وروى مسلم وغيره مرفوعا:
من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا.

وروى الحاكم مرفوعا عن علي رضي الله عنه في قوله تعالى:
{قوا أنفسكم وأهليكم نارا}. قال: علموا أهليكم الخير. والله تعالى أعلم." اهـ.



يتبع إن شاء الله تعالى مع العهد التالي...


والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس