عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2008
  #24
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

"وقد وردت أدعية كثيرة يشير إليها رسول الله صلى الله ‏عليه وآله وسلم أن فيها الاسم الأعظم، وهي بالنسبة ‏لصاحبها الذي نال سرَّها وخصوصيتها ‏(1) .‏


وفي الحقيقة: أن سرَّ الاسم الأعظم لا يؤخذ من الكتب، ‏وإنما يؤخذ من أفواه العارفين، الذين رفعت لهم الحجب، فإن ‏كل إنسان له استعدادٌ لاسم يخصُّه ينال به الإسعاد:-‏


فمنهم: من يهيمه الجمال فيحظى بالوصال.‏


ومنهم: من يهذِّبه الجلال فيفوز بالكمال.‏


ومنهم: من يكون دواؤه في اسمه "الواسع، القادر".‏


ومنهم: من يكون عطاؤه في اسمه "المانع، القاهر".‏


فابحث عن العارفين لتحظى بالكنـز الدفين (2) ‏." اهـ100


اقتباس:================== الحاشية =================‏


" (1) - ‏: منها على سبيل المثال لا الحصر : ما أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجة من ‏حديث أسماء بنت زيد:" إن اسم الله العظم في قوله تعالى:‏‎ {وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ ‏إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ }وأوائل آل عمران في قوله:‏‎ {اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ ‏الْقَيُّومُ }‏.


وروي في سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، عن بُريدةَ رضي ‏اللّه عنه؛ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سمع رجلاً يقول: اللَّهمّ إني أسألك بأني ‏أشهدُ أنك أنتَ اللّه لا إِلهَ إِلاّ أنتَ الأحدُ الصمدُ الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له ‏كفواً أحد. فقال: "لَقَدْ سألْتَ اللَّهَ تَعالى بالاسْمِ الَّذي إذَا سُئِلَ بِهِ أعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ ‏أجابَ" وفي == رواية "لَقَدْ سألْتَ اللَّهَ باسْمهِ الأعْظَمِ" قال الترمذي: حديث حسن. ‏وأخرج الديلمي : أن اسم الله العظم في آيات آخر سورة الحشر – كما مر -. ‏


‏ وفي مجمع الزوائد: وعن أنس بن مالك قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بأبي عياش ‏زيد بن الصامت الزرقي وهو يصلي وهو يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا ‏إله إلا أنت، يا منان يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام. فقال رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم: "لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا ‏سئل به أعطى". رواه أحمد والطبراني في الصغير ورجال أحمد ثقات إلا أن ابن ‏إسحاق مدلس وإن كان ثقة.


وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والنسائي ‏والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس بن مالك قال: كنت مع رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم جالسا في الحلقة ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد تشهد ودعا، ‏فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك، لا شريك ‏لك، المنان، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني ‏أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي ‏به أجاب، وإذا سئل به أعطي".


‏ وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن ماجة وابن الضريس عن بريدة قال: دخلت ‏مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ويدي في يده، فإذا رجل يصلي يقول: ‏اللهم إني أسألك بأنك أنت الله لا إله إلا نت الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم ‏يولد ولم يكن له كفوا أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد دعا الله ‏باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب".


وعن أنس بن مالك ‏عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دخل على عائشة ذات غداة فقالت: بأبي وأمي يا ‏رسول الله، علمني اسم الله الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى، فأعرض ‏النبي صلى الله عليه وسلم بوجهه، فقامت فتوضأت فقالت: اللهم إني أسألك من ‏الخير كله، ما علمت منه وما لم أعلم، وباسمك العظيم الذي إذا دعيت به أجبت ‏وإذا سئلت به أعطيت. فقال:"والله إنها لفي هذه الأسماء". رواه الطبراني في ‏الأوسط. ‏


‏ وتطول الروايات في هذا الباب تأصيلاً وتفريعاً وتعليقاً، وإلحاقاً ، واستنتاجاً، وليس من ‏مقصودنا هنا غير أنه مما تحسن الإشارة إليه ما ورد ثابتاً من أن اسم الله الأعظم جاء ‏في دعاء يونس:‏{‏ لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ‏}، وفي دعاء آدم ‏وحواء عليهما السلام:‏‎ {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِن ‏الْخَاسِرِينَ ‏}‏ وهناك آثار أخرى سترد في ثنايا هذا الكتاب عن المحدثين والأولياء ‏والصالحين رجال البركة والمدد. وقد ألف كثير من الئمة والمحدثين، وأهل الله العارفين ‏رسائل كثيرة ، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر تبركاً:

‏ 1 - جواب من استفهم عن اسم الله الأعظم لابن بنت الميلق. ‏
‏ 2 – الدر المنظم في الاسم الأعظم للإمام السيوطي.‏
‏ 3 – غاية المغنم في الاسم الأعظم لابن الدريهم. ‏
‏ 4 – القول الأتم في الاسم الأعظم – للإمام السخاوي.‏
‏ 5 – لباب المغنم في معنى الاسم الأعظم لسيدي عمر اليافي.‏
‏ 6 – السر الملهم في بيان معرفة الاسم الأعظم لمحمود أبو الشامات.‏
‏ 7 - التوحيد الأفخم بالتوسل بالاسم الأعظم لحسن بن رضوان.‏
‏ 8 – العقد المنظم في الاسم الأعظم – لابن طولون.‏
‏ 9 – بهجة النور الأتم في بيان اسم الله الأعظم لمحمد بن عمر الغزي.‏
‏ 10 – في رياض الاسم الأعظم – للشيخ محمد زكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية ‏رضي الله عن الجميع، ونفعنا بهم وأمدنا بإمداداتهم.


(2) ‎ ‎‏: وفي كلامه هذا حثٌّ منه - رضي الله عنه - على ضرورة صحبة المشايخ العارفين ، ‏والبحث عنهم أنى وجدوا، لينال المحب الصادق حظه منهم في تدريب النفس على ما ‏تكره، وامتثال ما تؤمر، لأن هذا الأمر لا يكون إلا على يد شيخ مربٍّ، عارف ‏بدقائق النفس، ومداخل الشيطان، ليصف لمريده الدواء الشافي، من كتاب الله تعالى، ‏وسنة رسوله، ومجاهدة الشيطان وجنده من الإنس والجان، ومخالفة الهوى، وما إلى ‏ذلك من قواطع تكون في طريق المريد أثناء سلوكه إلى رب العالمين، ومن لم يكن له ‏في هذا الأمر شيخ فلا يطمع في النجاح والفلاح، والوصول لا يكون إلا على يد شيخ ‏مربٍّ صادق من شيوخ التربية ولو لم يكن هذا الشيخ من أساطين العلم، فالمعلوم ‏والمجرب عبر سلسلة كثير من الأئمة العارفين أن أكثرهم كانوا من الذين حصلوا ما ‏هو مطلوب من العلوم الشرعية الضرورية لإقامة العبادات على وجهها الصحيح ، ثم ‏اشتغلوا بتهذيب نفوسهم، وترقيتها، إلى أن وصلوا إلى ما وصلوا إليه، فكان من ‏تلاميذهم ومريديهم كبار الأئمة من علماء الظاهر، منهم سيدي أبي الحسن الشاذلي ‏مع شيخه سيدي عبد السلام بن مشيش - وقد كان رضي الله عنه من أساطين العلم ‏‏- وكذلك سيدي ومولاي العربي بن أحمد الدرقاوي الشاذلي مع شيخه سيدي علي ‏الجمل، وكذلك سيدي الإمام الشعراني مع سيدي علي الخواص – رضي الله عنهما ، ‏وكذلك سيدي محمد بن المبارك مع سيدي عبد العزيز الدباغ، وغيرهم كثير كثير ‏مبارك، لا يتسع له المجال هنا. رضي الله عنهم وأرضاهم وأمدنا بمددهم، ونفعنا ‏ببركتهم في الدارين بجاه سيد الكونين صلى الله عليه وآله وسلم. ‏" اهـ100




(يتبع إن شاء الله تعالى مع: أسباب السعادة.... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس