عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2008
  #30
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

"ولقد كان ســيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ‏ يحب الماء البارد ، لأن فيه سرَّ "الحي"، "اللَّطيف"، ‏‏"الجميل".‏


ويحب اللَّحم (2) ، لأنَّ فيه سرَّ "المقيت"،"القوي"، ‏‏"الكريم".‏


واللحم أرقى من النبات، والنبات أرقى من الجماد، ‏فاللحم فيه معارف واسعة، وأسرار نافعة.‏


وكان صلى الله عليه وآله وسلم يحب الحلوى (3) ، لما فيها ‏من معنى:"الودود"، "الرحيم"،" الحكيم" ما ينبِّه العقول إلى ‏سرِّ من حلاَّها ورقَّاها، فتشرق أنوار موجدها البديع، ‏ويتجلَّى الحبيب للعبد المطيع.‏


وكان يحبُّ الطِّيب (4) ، لظهور أنوار أسمائه:"اللطيف"،، ‏‏"الجميل".‏


وكان يحب النساء (5) ، لظهور أنوار أسمائه - سبحانه ‏وتعالى -:"المصوِّر"، "الحفيظ"، "القريب".‏


فارحم المرأة فإن المرأة مظهر من مظاهر القادر القريب، ‏قال تعالى:‏‎ { هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ ‏يَشَاء} (6) ‏.‏


وفي ثدي المرأة مظهر من مظاهر العناية المدهشة، فهو ‏ينبوع اللبن الذي هو أساس حياة كل حي، فهو ‏مظهر"المقيت" النافع "الحنَّان". ‏


وفؤادها مظهر من مظاهر الرحمة الكبرى على أبنائها، ‏وتحمُّلها المشقَّة في التربية، والصبر، والسهر، وتلك المعاني لا ‏توجد في الرجل.‏


وفي الحديث الصحيح: (من تزوَّج فقد كمل نصف ‏دينه)‏ ( 7 ) ‏.‏


وكان يحب العسل: لظهور اسمه "الشافي"‏ ( 8 ) ‏.‏


ويحب السواك (9)‏ : لظهور اسمه "الواقي".


فاطرح المباني فهي قشور،وتنعَّم بالمعاني فهي نورٌ على نور.‏" اهـ126

اقتباس:====================== الحاشية ==================


(1) ‎ ‎‏:‏‎ ‎قال العلامة المناوي في "فيض القدير بشرح الجامع الصغير للإمام السيوطي" الحديث ‏رقم 6508:جاء في الحديث الشريف أنه صلى الله عليه وآله وسلم (كان أحب ‏الشراب إليه الحلو البارد) الماء العذب كالعيون والآبار الحلوة فإنه كان يستعذب له ‏الماء أو الممزوج بعسل أو المنقوع في تمر وزبيب. قال ابن القيم: والأظهر أنه يعمها ‏جميعها ولا يشكل بأن اللبن كان أحب إليه لأن الكلام في شراب هو ماء أو فيه ماء ‏وإذا جمع الماء هذين الوصفين أعني الحلاوة والبرد كان من أعظم أسباب حفظ الصحة ‏ونفع الروح والكبد والقلب وتنفذ الطعام إلى الأعضاء أتم تنفيذ وأعان على الهضم. ‏وقال في عارضة الأحوذي : كان يشرب الماء البارد ممزوجاً بالعسل فيكون حلواً بارداً ‏وكان يشرب اللبن ويصب عليه الماء حتى يبرد أسفله. رواه الإمام أحمد في المسند، ‏والترمذي في سننه في كتاب الأشربة عن سيدتنا عائشة وقال: الصحيح عن الزهري ‏مرسلاً والحاكم في المستدرك في الأطعمة (عن عائشة) وتعقبه الذهبي بأنه من رواية ‏عبد اللّه بن محمد بن يحيى بن عروة عن هشام عن أبيه عن عائشة وعبد اللّه هالك ‏فالصحيح إرساله اهـ.‏


(2) ‎ ‎‏: قال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء: أنه صلى الله عليه وآله وسلم ( كان ‏أحب الطعام إليه اللحم ويقول: "هو يزيد في السمع، وهو سيد الطعام في الدنيا ‏والآخرة، ولو سألت ربي أن يطعمنيه كل يوم لفعل" أخرجه أبو الشيخ من رواية ابن ‏سمعان قال: سمعت من علمائنا يقولون: كان أحب الطعام إلى رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم اللحم... الحديث. والترمذي في الشمائل من حديث جابر: "أتانا النبي ‏صلى الله عليه وسلم في منزلنا فذبحنا له شاة فقال "كأنهم علموا أنا نحب اللحم" ‏وإسناده صحيح. وروى ابن ماجه من حديث أبي الدرداء بإسناد ضعيف: "سيد طعام ‏أهل الدنيا وأهل الجنة اللحم".‏


(3) ‎ ‎‏: في الحديث الشريف عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه:" كان يحب الحلواء ‏والعسل". رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وأبو داود في سننه، والترمذي في ‏سننه، والنسائي، وابن ماجة بسندهم عن سيدتنا عائشة رضي الله عنها. انظر: الجامع ‏الصغير للإمام السيوطي - الحديث 6999

.‏
(4) ‎ ‎‏: حديث: "كان صلى الله عليه وآله وسلم يحب الطيب والرائحة الطيبة ويكره ‏الروائح الرديئة".أخرجه النسائي من حديث أنس: "حُبِّبَ إليَّ النساء والطِّيب". وأبو ‏داود، والحاكم من حديث عائشة: "أنها صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم جُبَّةً ‏من صوف فلبسها فلما عرق وجد ريح الصوف فخلعها وكان يعجبه الريح الطيبة". ‏‏== لفظ الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين ولابن عدي من حديث عائشة: ‏‏"كان يكره أن يوجد منه إلا ريح طيبة".انظر : تخريج الحافظ العراقي لأحاديث ‏الإحياء – متاب آداب المعيشة وأخلاق النبوة.‏


(5) ‎ ‎‏: ‏ورد في الحديث الشريف عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (ما أحببت من عيش ‏الدنيا إلا الطيب والنساء) قال العلامة المناوي في "فيض القدير بشرح الجامع الصغير": ‏ومحبته لهما لا تنافي الزهد فإن الزهد ليس بتحريم الحلال كما سلف ومحبته للطيب ‏لكونه للملائكة بمنزلة القرى والنساء لنقل ما بطن من الشريعة مما لم يطلع عليه ‏الرجال.


‏ تنبيه: قال ابن عربي قدس الله سره العزيز: ما ورد قط عن نبي من الأنبياء أنه حبب إليه ‏النساء إلا محمد وإن كانوا رزقوا منهن كثيراً كسليمان وغيره لكن كلامنا في كونه ‏حبب إليه النساء وذلك أنه كان منقطعاً إلى ربه لا ينظر معه إلى كون يشغله عنه به ‏فإن النبي صلى اللّه عليه وسلم مشغول بالتلقي من اللّه ورعاية الأدب فلا يتفرغ إلى ‏شيء دونه فحبب إليه النساء عناية من اللّه بهنَّ فكان يحبهن لكون اللّه حببهن إليه، ‏واللّه جميل يحب الجمال.‏


(6) ‎ ‎‏: سورة آل عمران – الآية رقم 6.‏


(7) ‎ ‎‏: حديث: (من تزوج فقد استكمل نصف الإيمان) وفي رواية:" نصف دينه"، (فليتق ‏اللّه في النصف الباقي) جعل التقوى نصفين نصفاً تزوجاً ونصفاً غيره، قال أبو حاتم: ‏المقيم لدين المرء في الأغلب فرجه وبطنه وقد كفي بالتزوج أحدهما قال الطيبي: وقوله ‏فقد استكمل جواب، والشرط فليتق اللّه عطف عليه أو الجواب الثاني والأول عطف ‏على الشرط فعليه السبب مركب والمسبب مفرد فالمعنى أنه معلوم أن التزوج نصف ‏الدين فمن حصله فعليه بالنصف الباقي وهذا أبلغ لإيذائه بأنه معلوم مقدر وعلى ‏الوجه الآخر إعلام بذلك فلا يكون مقدراً وعلى الأول السبب مفرد والمسبب ‏مركب. رواه الطبراني في معاجيمه الثلاثة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه. انظر: ‏فيض القدير شرح الجامع الصغير للعلامة المناوي – الحديث رقم 8591.‏


( 8 ) ‎ ‎‏: حديث: كان يحب العسل ويأكله. متفق عليه من حديث عائشة: كان يحب الحلواء ‏والعسل... الحديث. وفيه قصة شربه العسل عند بعض نسائه. انظر: الحافظ العراقي ‏‏– تخريج أحاديث الإحياء.‏


‎ (9)‎‏: وأمر به وحضَّ عليه في سائر الحالات خاصة عند الصلوات فقال صلى الله عليه وآله ‏وسلم: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة). رواه الإمام ‏مالك، والإمام أحمد في مسنده، والبخاري ومسلم في صحيحيهما. والترمذي وابن ‏ماجة في سننهما وغيرهم.‏"اهـ126



( يتبع إن شاء الله تعالى مع: "فالخلائق من التراب ، ولكن ظهر فيهم العجب العجاب‏... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس