عرض مشاركة واحدة
قديم 03-23-2011
  #3
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الملاحق - ملحق امير داغ الثاني

الملاحق - ملحق أميرداغ/2، ص: 340
قدّرها الاعداء، فحالوا دون انتشارها، والاصدقاء الذين لا يريدون ان تفلت منهم فرصة اقتنائها. وشاهدنا ان هذه الرسالة "اللوامع" هي بمثابة بذور ونوي لقسم مهم من رسائل النور حيث تضم حكماً بليغة موجزة تحمل في طيّها حقائق اجتماعية عظيمة وردت باسلوب سهل ممتنع لا يمكن تقليده وبشكل منظوم كالمنثور، لم يوفق الىه اديب ولا مفكر، فيقرأها القاري بسهولة ويسر منثوراً من دون ان يورد الى خاطره النظم. وقد ألّفتْ في عشرين يوماً من ايام شهر رمضان المبارك بالعمل ساعة او ساعتين يومياً وذلك قبل سبع وثلاثين عاماً. وهي من ناحية الادب شبيهة بالمثنوي الرومي. وقد اخبرت عن امور ستتحقق مضامينها بعد ثلاثين سنة. فوضعنا اشارات في ثلاثين موضعاً من هذا القبيل، مما يدل على ان هذه "اللوامع" مبشّرة برسائل النور وفهرستها ومزرعتها وانموذجها.
***

بشرى .. وتنبيه!
"رسالة خاصة بأركان مدرسة الزهراء الحاليين"
"بشرى مهمة الى العجائز..
وتنبيه للآنسات اللائي يفضلن البقاء عازبات".
ان مفهوم الحديث (عليكم بدين العجائز) يحث على الاقتداء بدينهن، بمعنى ان الايمان الراسخ في آخر الزمان يكون لدى العجائز.
ولما كان أحد الاسس الاربعة لرسائل النور: "الشفقة" .. وان النساء هن رائدات الشفقة والحنان - حتى تضحي أشدهن تخوفاً بروحها، انقاذاً لطفلها - وان الولدات والاخوات المحترمات يواجهن في هذا الوقت أحداثًا جسامًا.. فقد اُلهم قلبي: أنه يلزم بيان حقيقة فطرية تخص الآنسات من طالبات النور بالرغم من أنها لا يجوز البوح بها أو نشرها، اذ هي خاصة جداً باللائي يرغبن البقاء في حياة العزوبة، أو اضطررن اليها . فأقول:
با بناتي ويا اخواتي!


الملاحق - ملحق أميرداغ/2، ص: 341
ان زماننا هذا لا يشبه الأزمنة الغابرة، فلقد تمكّنت التربية الحديثة "الاوروبية" في المجتمع عوضاً عن التربية الاسلامية، طوال نصف قرن من الزمان. اذ بينما الذي يتزوج ليحصن نفسه من الآثام وليجعل زوجته صاحبته الابدية ومدار سعادته الدنيوية، بدافع من تربية الاسلام، تراه يجعل تلك الضعيفة المنكوبة، بتأثير التربية الاوربية، تحت سطوته و تحكّمه الدائم، ويحصر حبه لها في عهد شبابها وحده، وربما يزجها في عنت ومشقات تفوق كثيراً ما هيأ لها من راحة جزئية. فتمضي الحياة في عذاب وآلام، ولاسيما ان لم يكن الزوج كفؤاً - بالاصطلاح الشرعي - حيث الحقوق الشرعية لا تراعى . واذا ما تداخلت المنافسة والغيرة والتقليد فالبلاء يتضاعف.
وهكذا فالذي يدفع الى هذا الزواج اسباب ثلاثة: السبب الأول:
لقد وضعت الحكمة الالهية ميلا وشوقا في الانسان لإدامة النسل. ووضع أجرة لاداء تلك الوظيفة الفطرية، وهي اللذة. فالرجل ربما يتحمل مشاق ساعة لأجل تلك اللذة التي تدوم عشر دقائق - ان كانت مشروعة - بينما المرأة، تحمل في بطنها الطفل حوالي عشرة أشهر، مقابل تلك المتعة التي تدوم عشر دقائق، فضلا عما تتحمل من مشقات طوال عشر سنوات من اجل طفلها. بمعنى ان تلك اللذة التي تدوم عشر دقائق تزيل أهمية ذلك الميل الفطري، حيث تسوق الى هذه المصاعب الكثيرة والمتاعب المستمرة.
فيجب اذاً الاّ تدفع المرأة الى الزواج احاسيسها ودوافعها النفسية وميلها الفطري. السبب الثاني:
ان المرأة محتاجة فطرة الى من يعينها في أمور العيش، لضعف في خلقتها. فمن الأولى لها أن تسعى لكسب نفقتها بنفسها - كما هي الحال لدى نساء القرى - وذلك أفضل لها بعشرات المرات من ان تدفعها تلك الحاجة الى الرضوخ لسيطرة زوج نشأ على تربية غير اسلامية - كما في ايامنا الحاضرة - واعتاد على الاكراه والفساد، وربما تحاول الزوجة كسب رضاه بالتصنع وبالاخلال بعبادتها واخلاقها


الملاحق - ملحق أميرداغ/2، ص: 342
التي هي مدار حياتها الدنيوية والاخروية. كل ذلك لأجل تلك المعيشة البسيطة الزهيدة.
وحيث ان الخالق الرحيم والرزاق الكريم يرسل لهن رزقهن مثلما يرسل رزق الصغار من الاثداء. فليس من شأن طالبة النور اذن البحث عن زوج تارك للصلاة، فاقد للاخلاق، والرضوخ له من التصنع لأجل ذلك الرزق. الثالث:
ان في فطرة المرأة حب الاولاد وملاطفتهم، والذي يقوي هذا الميل الفطري ويسوق الى الزواج هو خدمة الولد لها في الدنيا، وشفاعته لها يوم القيامة، وارساله الحسنات اليها بعد وفاتها. الا ان التربية الاوروبية التي حلت محل التربية الاسلامية في الوقت الحاضر، تجعل واحداً او اثنين من كل عشرة ابناء ، ابناً باراً بوالدته، ويسجل حسنات في صحيفة أعمالها بأدعيته الطيبة وأعمال البر، ويشفع لها - ان كان صالحاً - يوم القيامة، فيكافئ حقا شفقة والدته، بينما الثمانية الباقية من العشرة يهملون هذه الحالة.
لذا فإن هذا الميل الفطري والشوق النفساني في حب الاولاد ومداعبتهم لا ينبغي ان يدفع المرأة في الوقت الحاضر الى تحمل مصاعب هذه الحياة الشاقة، ان لم تكن مضطرة اليها اضطراراً قاطعا.
فبناء على هذه الحقيقة التي أشرنا اليها، اخاطب بناتي من طالبات النور اللائي يرغبن في حياة العزوبة، ويفضلن البقاء باكرات، فأقول:
يجب ألاّ يبعن أنفسهن رخيصات سافرات كاشفات، عندما لا يجدن الزوج المؤمن الصالح ذا الاخلاق الحسنة الملائم لهن تماماً، بل عليهن البقاء في حياة العزوبة ان لم يجدن ذلك الزوج الكفء، كما هو حال بعض طلاب النور الابطال، حتى يتقدم لطلبها من يلائمها ممن تربى بتربية الاسلام، وله وجدان حي، ليكون رفيق حياة ابدية يليق بها. وذلك لئلا تفسد سعادتها الاخروية لأجل لذة دنيوية طارئة فتغرق في سيئات المدنية.
سعيد النورسي
***


الملاحق - ملحق أميرداغ/2، ص: 343
[نشر الانوار]اخوتي الاعزاء الاوفياء!
اولاً: نبارك مولودكم النبوي الشريف بقلوبنا وارواحنا.
ثانياً: سيبارك العالم الاسلامي نجاحكم الباهر في نشر الانوار ،رسائل النور، وها قد بدأت تباشيره. اذكر أنموذجاً منه:
أتاني وزير المعارف الباكستاني، لاخذ قسم من رسائل النور. وقال: سأسعى لنشر هذه الرسائل النورية بين تسعين مليوناً من المسلمين. وعلى الرغم من الدعايات المغرضة التي يشيعها المنافقون حولنا، فان الانوار تنتشر في اماكن بعيدة كأوروبا وآسيا. بل اُعلن في المانيا عن مجموعة "ذو الفقار" بعد ظهورها مباشرة. وفي داخل البلاد تُقرأ مجموعة "عصا موسى" و"ذوالفقار" بشوق كامل، غير آبهين بالحظر الذي فرض على الرسائل من قبل رئيس الوزراء ووزير الداخلية. واغلب القراء هم من "آنقرة".
ولقد قرر مدراء السجون في عدة ولايات: سنجعل السجون مدارس نورية، لاصلاح المساجين كما صلحوا في سجن "دنيزلي" "وآفيون".
ثالثاً: ان اخانا "برهان" عليه رحمة الله، هو من ابطال رسائل النور الاميين. فاعزّي اقاربه واسبارطه وطلاب مدرسة الزهراء بوفاته. وقد سمعت الخبر قبل ستة ايام تقريباً. ودعوت له في هذه الايام الف مرة، حيث كنت اذكره في دعواتي و في وردي: اجرنا من النار.. ما يقرب من اربعمائة مرة. واهدي ثوابه كله الى "برهان".
رابعاً: لقد باشرت رسائل النور بفضل الله بإنارة المدارس الحديثة، اذ جلبت طلابها الى صفوف طلاب رسائل النور وجعلتهم ناشرين ومالكين لها اكثر من طلاب المدارس الشرعية الذين سيكونون باذن الله طلاباً لرسائل النور ايضاً وبالتدريج، حيث ان رسائل النور بضاعتهم الحقيقية وحصيلة مدارسهم. وقد بدأت تباشير الرغبة والشوق الى الرسائل لدى كثير من المفتين والعلماء. فيلزم لأهل التكايا ايضاً وهم اهل الطرق الصوفية ان ينوروا تلك الرسائل.


الملاحق - ملحق أميرداغ/2، ص: 344
لقد كنت اقول: ان هذا الزمان ليس زمان الطريقة، فالبدع تحول دون ذلك، مفكراً في حقائق الايمان وحدها. ولكن الزمان اظهر انه يلزم لكل صاحب طريقة - بل الألزم له - ان يدخل دائرة رسائل النور التي هي اوسع الطرق وتضم خلاصة الطرق الاثنتي عشرة المهمة ضمن دائرة السنة النبوية الشريفة. حيث ان الذي غرق في الخطايا والذنوب من اهل الطريقة لا يلج في الالحاد بسهولة ولا يقهر قلبه. ولهذا فهم لا يتزعزعون ابداً فيمكنهم اذن ان يكونوا طلاب رسائل النور حقاً، بشرط الاّ يدخلوا - حسب المستطاع - في البدع ولا يرتكبوا الآثام التي تحول دون التقوى وتجرحها.
خامساً: ان اخطر شئ في هذا الزمان هو الإلحاد والزندقة والفوضى والارهاب. وليس تجاه هذه المخاطر الاّ الاعتصام بحقائق القرآن. وبخلاف ذلك لا يمكن بحال من الاحوال ان تجابه هذه المصيبة البشرية التي دفعت الصين الى احضان الشيوعية في زمن قصير. ولا يمكن اسكاتها بالقوى السياسية والمادية، فليس الاّ الحقائق القرآنية التى تستطيع ان تدفع تلك المصيبة.
***

[وظيفتنا العمل ومن الله التوفيق]باسمه سبحانه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ابداً دائمًا
اخوتي الاعزاء الاوفياء، يا شباب النور الابطال!
اولاً : نبارك خدماتكم الجليلة الخارقة في آنقرة وغيرها من الاماكن ملء ارواحنا وكياننا. حقاً لقد اصبحتم وسيلة لصحوة مهمة لدى الكثيرين و لا سيما في اهل المدارس الحديثة بما يفوق آمالنا. ان ما انجزتموه من خدمات في انقرة لا يمكن ان تتحقق الاّ في عشر سنوات فاقتنعوا بما اديتموه من مهمة، لئلا يصيب الخور والوهن قوتكم المعنوية من جراء حوادث تافهة، بل لا بد ان تكون وسيلة لبلوغ وسائل اخرى لتزييد سعيكم ونشاطكم.


الملاحق - ملحق أميرداغ/2، ص: 345
ففي مثل تلك الاماكن التي يتصارع فيها اكثر من عشرين تياراً من التيارات السياسية والاجتماعية لاجل مصالح شخصية او لأغراض شتى، فان عملكم في سبيل القرآن والايمان وتبنّي طلاب الجامعة بتقدير واعجاب لرسائل النور، قد ابهج قلوب جميع طلاب النور بل سيبهج قلب العالم الاسلامي جمعاء.
ان ثوابكم عظيم في خدماتكم الكلية هذه كثواب المرابط في ظروف قاسية في الحدود تجاه الاعداء. اذ تعادل ساعة من المرابطة سنة من العبادة.
فانتم مثل اولئك المرابطين - وكذا طلاب النور في جامعة استانبول - قد قمتم باعمال جسام في زمن قصير، فلئن لم تقطفوا ثمرات سعيكم كلها، فاكتفوا بها قانعين.
نعم، كما ان انسحاب بعض الضعفاء اثناء الجهاد يثير الحماس ويحرك النخوة البطولية لدى الشجعان الغيورين. فعلى طلاب رسائل النور المضحين ان يُقبلوا اكثر على الغيرة والثبات والسعي المتواصل اكثر من قبل لدى انسحاب المرتابين.
نعم، انكم استرشدتم فطرة بحقيقة عظيمة من حقائق رسائل النور، فضعوا تلك الحقيقة نصب اعينكم وهي:
ان وظيفتنا العمل للايمان والقرآن باخلاص. أما احراز التوفيق وحمل الناس على القبول ودفع المعارضين، فهو مما يتولاه الله سبحانه. نحن لا نتدخل فيما هو موكول الى الله، حتى اذا غُلبنا فلا يؤثر هذا في قوانا المعنوية وخدماتنا. وينبغي القياس وفق هذه النقطة. فقد قيل لجلال الدين خوارزم شاه وهو القائد العظيم في عهده: ستنتصر على جنكيزخان. فقال: ان مهمتنا الجهاد، اما جعلنا غالبين او مغلوبين فهذا ما يتولاه الله سبحانه، ولا اتدخل انا فيه.
فأنتم يا إخوتي قد اقتديتم بهذا البطل، فتستمرون في العمل باخلاص دون ان ينال منكم الضعف والوهن شيئاً.
***


الملاحق - ملحق أميرداغ/2، ص: 346
[لا وسط بين الكفر والايمان]انه لا وسط بين الكفر والايمان، ففي هذه البلاد وتجاه مكافحة الشيوعية فليس هناك غير الاسلام؛ وليس هناك وسط. لان التقسيم الى يمين ويسار ووسط، يقتضي ثلاثة مسالك. وهذا قد يصدق لدى الانكليز والفرنسيين، اذ يمكنهم ان يقولوا اليمين الاسلام واليسار الشيوعية والوسط النصرانية. الاّ ان الذي يجابه الشيوعية - في هذه البلاد - ليس الاّ الايمان والاسلام. فليس هناك دين ومذهب آخر يجابهها الاّ التحلل من الدين والدخول في الشيوعية، لان المسلم الحقيقي لا يتنصّر ولا يتهوّد، بل - اذا خلع دينه - يكون ملحداً فوضوياً ارهابياً.
كما ادرك وزير المعارف والعدل هذه الحقيقة سيدركها باذن الله سائر الاركان في الحكومة حق فهمها، فيحاولون الاستناد الى قوة الحق والحقيقة والقرآن والايمان بدلاً من اليمين واليسار، وينقذون باذنه تعالى هذا الوطن من الكفر المطلق والزندقة ومن دمارهم الرهيب. فنحن نتضرع اليه تعالى بكل كياننا ان يوفقوا في ذلك.
***

[برقية من الفاتيكان]الفاتيكان 22 شباط 1951
مقام البابوية الرفيع
السكرتير الخاص
رئاسة القلم الخاص رقم 232247
سيدي! تلقينا كتابكم المخطوط الجميل "ذوالفقار" بوساطة وكالة مقام البابوية باستانبول، وتم تقديمه الى حضرة البابا الذي رجانا أن نبلغكم بالغ سروره من هذه الالتفاتة الكريمة منكم، ودعواته من الله عز وجل ان يشملكم بلطفه وفضله. ونحن ننتهز هذه الفرصة لنبلغكم احتراماتنا.
التوقيع
رئاسة سكرتارية الفاتيكان
***


الملاحق - ملحق أميرداغ/2، ص: 347
[حول "ولدان مخلدون"]لقد ورد في سؤال اخينا: ورد في بعض التفاسير لدى الآية الكريمة: (يطوف عليهم ولدان مخلّدون) (الانسان:19) "ان جميع اهل الجنة، من الاطفال الصغار حتى الشيوخ الهرمين سيكونون في الثالث والثلاثين من العمر".
وحقيقة هذا والله اعلم هي:
ان صراحة الآية الكريمة بـ
(ولدان) تفيد ان الاطفال الذين لم يؤدوا الفرائض الشرعية ندباً على وجه السنة والنافلة - حيث لم تفرض عليهم - وتوفوا قبل البلوغ سيخلّدون في الجنة اطفالاً صغاراً محبوبين بما يليق بالجنة.
والوارد في الشريعة ايضاً: امر الوالدين اولادهما بالصلاة والصيام والحث على الصلاة متى ما بلغوا السابعة من العمر والاكراه عليها في العاشرة منه لاجل التعليم والتدريب.
بمعنى ان الاطفال الذين يؤدون الفرائض - كالصلاة والصيام - اعتباراً من السن السابعة الى حدّ البلوغ ندباً - وهي لم تفرض عليهم بعد - سيكونون في الثالث والثلاثين من العمر ليجازوا كالكبار الملتزمين بالدين.
فقسم من التفاسير لم يميز هذه النقطة بل عمّمها على جميع الاطفال فظنوا حكم الآية عامًا مع انه خاص..
***

تذكير اعضاء المجلس النيابي المتدينين الغيارىان مصلحة الاسلام والبلاد تقتضي قبل كل شئ اقرار قانون حرية المتدينين، وتنفيذه فوراً في المدارس. لأن هذا التصديق يُكسب هذه البلاد القوة المعنوية لأربعين مليوناً من المسلمين في روسيا واربعمائة مليوناً من المسلمين عامة ويجعل تلك القوة الهائلة ظهيرة لنا. اذ مما لا شك فيه ان الحقائق القرآنية والإيمانية هي التي صدّت اعتداء روسيا علينا - قبل اعتدائها على امريكا والانكليز - بمقتضى عداوتها


الملاحق - ملحق أميرداغ/2، ص: 348
لنا منذ الف عام، لذا فمن الالزم لمصلحة هذه البلاد التمسك بتلك الحقائق القرآنية والايمانية وجعلها سداً قرآنياً قوياً -كقوة سد ذي القرنين - لصد تيار الالحاد المعتدي. ذلك لان الالحاد الذي استولى على روسيا وعلى نصف الصين - لحد الآن - وعلى نصف اوروبا قد وقف تجاهنا عند حده. ولم توقفه الا الحقائق الايمانية والقرآنية. وإلاّ فلا تملك المحاكم التي لا تعاقب الاّ واحداً من الف من المخربين القوة الكافية لإيقاف القوة المعنوية المدمرة لروسيا. حيث أن الدمار المعنوي الذي يبيح اموال الاغنياء للفقراء والسائبين، ويبيح اعراض اهل الغيرة والشرف للشباب الطائشين والذي استولى في فترة قصيرة على نصف اوروبا.. لا توقفه الاّ قنابل معنوية تنسفه نسفاً، وما هي الاّ قنابل ذرية معنوية عظيمة لحقائق القرآن والايمان، التي توقف تيار اليسار الجارف.
وبخلافه لا يمكن ايقاف تلك القوة المدمرة الهائلة - بمعاقبة واحد من الف - من قبل المحاكم.
ان الصحوة الحاصلة في البشرية نتيجة الحربين العالميتين ابانت بأن الامة لا تعيش بلا دين. فلن تبقى روسيا بلا دين ولا تستطيع ذلك، ولا تعود الى النصرانية. فلربما تصالح القرآن او تتبع ذلك الكتاب المبين الذي يقصم الكفر المطلق ويستند الى الحق والحقيقة والى الحجة والدليل ويقنع العقل والقلب. وعند ذلك لا تحارب اربعمائة مليوناً من اهل القرآن.
سعيد النورسي
***

[وفي كل شىء له آية]اخوتي الصديقين المتفكرين الاعزاء!.
أولا: لقد حصلت لدي القناعة التامة- بناء على امارات كثيرة - ان الملحدين المتسترين يغررون ببعض الموظفين الرسميين، فيبرزون لهم باصرار رسالة "مرشد الشباب" من بين رسائل ضخمة خاصة بالنور، ويتخذونها موضع اتهام. فيذيقني أولئك عنتاً ومضايقة منذ سنة ونصف السنة.


الملاحق - ملحق أميرداغ/2، ص: 349
فلقد تيقنت ان سبب ذلك هو ما في تلك الرسالة من "نكتة توحيدية في لفظ هو" اذ ان هذا البحث قد كشف سر التوحيد ووضّحه توضيحاً يقطع به دابر الكفر المطلق، ولا يدع مجالا لأية شبهة لدى قسم منهم.
ولما لم يجد اولئك الملحدون المتسترون حيلة تجاه هذا البحث القيّم، دبروا المكايد للحيلولة دون انتشار الرسالة، وحجبها رسميا.
ولقد ألقيت قبل يوم درسا على اركان مدرسة الزهراء، حول نقاط من البحث المذكور. أبيّن لكم ثلاثا منها فقط.النقطة الاولى:
ان وظيفة سامية جليلة من وظائف الهواء، هي كونه وساطة انتشار الكلمات الطيبة، وأقوال الايمان، ذات الحقائق والمغزى الحكيم، كما تتوضح بالآية الكريمة
(اليه يصعد الكَلمُ الطيب..) (فاطر: 10) حتى يغدو الهواء صحيفة من صحائف القدرة الالهية، تتبدل تلك الصحيفة باستنساخ قلم القدر فيها وانتشار تلك الكلمات باذن إلهي، وذلك لاجل إسماع الملائكة والروحانيات في كرة الهواء كلها حتى صعودها الى العرش الاعظم.
فما دامت وظيفة الهواء المهمة السامية، وحكمة خلقه، تكمن في هذا.. وقد أَضحى سطح الارض شبيها بمنزل واحد، بوساطة الراديو - هذه النعمة الالهية العظيمة التي أسديت الى البشرية - فلا شك أن البشرية ستقدم شكراً شاملا عاما لربها تجاه ما أنعم عليها من نعمة كبرى، فتجعل تلك النعمة - نعمة الراديو - قبل كل شئ وسيلة لنقل الكلمات الطيبة، من قرآن كريم وحقائقه أولاً، ومن دروس الايمان والاخلاق الفاضلة، والكلام النافع الضروري للحياة البشرية.
اذ لولا هذا الشكر - أي إن لم تجد تلك النعمة شكراً مثل هذا - فستصبح تلك النعمة نقمة للبشرية. اذ كما ان الانسان محتاج للاستماع الى الحقائق فهو محتاج أيضا الى شئ من اللهو والترفيه، ولكن يجب ان تكون حصة هذا الترفيه المفرح الخُمْس مما ينقله الهواء. وبخلافه تقع منافاة لسر حكمة الهواء، حيث يؤدي الى دفع الانسان الى أحضان الكسل وحب الراحة والخمول والسفه،ويسوقه الى عدم إتمامه

عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس