عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-2009
  #2
صبا الجمال
عضو شرف
 الصورة الرمزية صبا الجمال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 915
معدل تقييم المستوى: 16
صبا الجمال is on a distinguished road
افتراضي رد: القائد المجاهد الصوفي الأمير عبد القادر الجزائري




دولة الأمير عبد القادر

وقد بادر الأمير عبد القادر بإعداد جيشه ، ونزول الميدان ليحقق انتصارات متلاحقة على الفرنسيين ، وسعى في ذات الوقت إلى التأليف بين القبائل وفض النزاعات بينها ، وقد كانت بطولته في المعارك مثار الإعجاب من العدو والصديق فقد رآه الجميع في موقعة "خنق النطاح" التي أصيبت ملابسه كلها بالرصاص وقُتِل فرسه ومع ذلك استمر في القتال حتى حاز النصر على عدوه ، وأمام هذه البطولة اضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة معه وهي اتفاقية "دي ميشيل" في عام 1834، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر ، وبذلك بدأ الأمير يتجه إلى أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها ، وقد نجح الأمير في تأمين بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ فرنسي بقوله :
" يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا ، على رأسه تاج من ذهب، دون أن يصيبه أذى
!!".
وقبل أن يمر عام على الاتفاقية نقض القائد الفرنسي الهدنة ، وناصره في هذه المرة بعض القبائل في مواجهة الأمير عبد القادر ، ونادى الأمير قي قومه بالجهاد ونظم الجميع صفوف القتال، وكانت المعارك الأولى رسالة قوية لفرنسا وخاصة موقعة "المقطع" حيث نزلت بالقوات الفرنسية هزائم قضت على قوتها الضاربة تحت قيادة "تريزيل" الحاكم الفرنسي
.
ولكن فرنسا أرادت الانتقام فأرسلت قوات جديدة وقيادة جديدة ، واستطاعت القوات الفرنسية دخول عاصمة الأمير وهي مدينة "المعسكر" وأحرقتها ، ولولا مطر غزير أرسله الله في هذا اليوم ما بقى فيها حجر على حجر، ولكن الأمير استطاع تحقيق مجموعة من الانتصارات دفعت فرنسا لتغيير القيادة من جديد ليأتي القائد الفرنسي الماكر الجنرال "بيجو"؛ ولكن الأمير نجح في إحراز نصر على القائد الجديد في منطقة "وادي تفنة" أجبرت القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة جديدة عُرفت باسم "معاهد تافنة" في عام 1837م.
وعاد الأمير لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع وتنظيم شؤون البلاد ، وفي نفس الوقت كان القائد الفرنسي "بيجو" يستعد بجيوش جديدة ، ويكرر الفرنسيون نقض المعاهدة في عام 1839م ، وبدأ القائد الفرنسي يلجأ إلى الوحشية في هجومه على المدنيين العزل فقتل النساء والأطفال والشيوخ ، وحرق القرى والمدن التي تساند الأمير ، واستطاع القائد الفرنسي أن يحقق عدة انتصارات على الأمير عبد القادر ، ويضطر الأمير إلى اللجوء إلى بلاد المغرب الأقصى ، ويهدد الفرنسيون السلطان المغربي ، ولم يستجب السلطان لتهديدهم في أول الأمر ، وساند الأمير في حركته من أجل استرداد وطنه ، ولكن الفرنسيين يضربون طنجة وموغادور بالقنابل من البحر ، وتحت وطأة الهجوم الفرنسي يضطر السلطان إلى طرد الأمير عبد القادر ، بل ويتعهد للفرنسيين بالقبض عليه.
يبدأ الأمير سياسة جديد في حركته ، إذ يسارع لتجميع مؤيديه من القبائل ، ويصير ديدنه الحركة السريعة بين القبائل فإنه يصبح في مكان ويمسي في مكان آخر حتى لقب باسم "أبا ليلة وأبا نهار"، واستطاع أن يحقق بعض الانتصارات ، ولكن فرنسا دعمت قواتها بسرعة ، فلجأ مرة ثانية إلى بلاد المغرب ، وكانت المفاجأة أن سلطان المغرب وجه قواته لمحاربة الأمير، والحق أن هذا الأمر لم يكن مفاجأة كاملة فقد تعهد السلطان لفرنسا بذلك ، ومن ناحية أخرى ورد في بعض الكتابات أن بعض القبائل المغربية راودت الأمير عبد القادر أن تسانده لإزالة السلطان القائم ومبايعته سلطانًا بالمغرب، وعلى الرغم من انتصار الأمير عبد القادر على الجيش المغربي ، إلا أن المشكلة الرئيسية أمام الأمير هي الحصول على سلاح لجيشه ، ومن ثم أرسل لكل من بريطانيا وأمريكا يطلب المساندة والمدد بالسلاح في مقابل إعطائهم مساحة من سواحل الجزائر : كقواعد عسكرية أو لاستثمارها ، وبمثل ذلك تقدم للعرش الإسباني ولكنه لم يتلقَ أي إجابة، وأمام هذا الوضع اضطر في النهاية إلى التفاوض مع القائد الفرنسي "الجنرال لامور يسيار" على الاستسلام على أن يسمح له بالهجرة إلى الإسكندرية أو عكا ومن أراد من اتباعه، وتلقى وعدًا زائفًا بذلك فاستسلم في 23 ديسمبر 1847م، ورحل على ظهر إحدى البوارج الفرنسية، وإذا بالأمير يجد نفسه بعد ثلاثة أيام في ميناء طولون ثم إلى إحدى السجون الحربية الفرنسية، وهكذا انتهت دولة الأمير عبد القادر، وقد خاض الأمير خلال هذه الفترة من حياته حوالي 40 معركة مع الفرنسيين والقبائل المتمردة والسلطان المغربي.


الأمير الأسير

ظل الأمير عبد القادر في سجون فرنسا يعاني من الإهانة والتضييق حتى عام 1852م ثم استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله ، وأقام له المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ووجهاء فرنسا، ويتناول الأمير كافة الشئون السياسية والعسكرية والعلمية ، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته ، ودُعي الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنًا ثانيًا له ، ولكنه رفض ، ورحل إلى الشرق، حيث استنانبول والسلطان عبد المجيد، والتقى فيها بسفراء الدول الأجنبية ، ثم استقر به المقام في دمشق منذ عام 1856م وفيها أخذ مكانة بين الوجهاء والعلماء ، وقام بالتدريس في المسجد الأموي كما قام بالتدريس قبل ذلك في المدرسة الأشرفية ، وفي المدرسة الحقيقية.
وفي عام 1276/1860 تتحرك شرارة الفتنة بين المسلمين والنصارى في منطقة الشام ، ويكون للأمير دور فعال في حماية أكثر من 15 ألف من النصارى ، إذ استضافهم في منازله.


وفاته

وافاه الأجل بدمشق في منتصف ليلة 19 رجب 1300هـ/ 24 من مايو 1883 عن عمر يناهز 76 عامًا

وقد دفن بجوار الشيخ ابن عربي بالصالحية.




من مؤلفات الأمير عبد القادر



1 - "المقراض الحاد لقطع لسانالطاعن في دين الإسلام من أهل الباطل والإلحاد" وهي رسالة كتبها في سجنه بفرنسا.

2 - "ذكرى العاقل وتنبيه الغافل" وهي رسالة للأكاديمية الفرنسية عندما انتخبته عضوًا فيها.


3 - "المواقف" وهو في التصوف.



4 - تعليقات على حاشية جده "عبد القادر بن خدة" في علم الكلام.!


5 - رسائل وإجابات على أسئلة في العديد من الموضوعات والفنون .



أخوانـــــي أحببــــــت سيرتـــــــه

العطــــره فنقلتهـــا لكـــــــــم


أدعــــــــــو لـــــــــــــــه


ولنــا بالمغفــــــرة


صبا الجمال غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس