الموضوع: بنات الذوات
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-23-2012
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي بنات الذوات


حدّث رجل يُعرف بأبي عبيدة كان ينادم إسحاق بن إبراهيم المصعبي صاحب الشرطة ببغداد أيام المأمون والمعتصم والواثق والمتوكل، قال:




استدعاني إسحاق المصعبي ذات ليلة في نصف الليل، فخرجت طائر العقل حتى أتيت داره، فأُدخِلْتُ من دار إلى أخرى إلى أن أُدخلت دار الحرم، فاشتدَّ جزعي، وسمعت في الدهليز بكاء امرأة متخافتاً، وكان إسحاق جالساً على كرسي، وبين يديه سيف مسلول.
فقال: اجلس يا أبا عبيدة.

فسكن روعي، وجلست، فرمى إليّ برقاع أصحاب الشُّرط في الأرباع، يخبر كل واحد منهم بخبر يومه، وفي أكثرها كبسات وقعت، بنساء من بنات الوزراء والرؤساء من الكتّاب وبنات القُوّاد والأمراء، مع رجال على ريب، وإنهن مُحَصَّلات في الحبوس، ويُستأذن في أمرهن.

فقلت: قد وقفتُ على هذه الرقاع. فما يأمرني الأمير؟

فقال: إن هؤلاء كلهنَّ أجلُّ آباء مني، وأكثر حسباً ومالاً، وقد أفضى بهن الدّهر إلى ما قد رأيت، وقد وقع لي أن بناتي سيبلغن إلى هذا.

وقد جمعتهن - وهن خمس - بالقرب من هذا الموضع لأقتلهن كلهن الساعة وأستريح، فما ترى في هذا؟

فقلت: أيها الأمير، إن آباء هؤلاء المحبّسات أخطأوا في تدبيرهن، لأنهم خلّفوا عليهن النِّعم، ولم يحفظوهن بالأزواج، فخلون بأنفسهن ففسدن، ولو كانوا علّقوهن على الأكفاء ما جرى هذا منهن، والذي أراه أن تستدعي فلاناً القائد، فله خمسة بنين، كلهن جميل الوجه، حسن النشأة، فتزوج كل واحدة منهن بواحد، فتُكفَى العار والنار.

فقال: أحسنتَ يا أبا عبيدة! أنفذوا الساعة إليه.

فراسلتُ الرجل، فما طلع الفجر حتى حضر وأولاده، وعقدتُ النكاحَ لهم على بنات إسحاق في خطبة واحدة.

طرفة بن العبد:

إذا كنتَ في حـاجة مرســــــــــلاً

فــأرْسِلْ حَكِيماً، ولا تُوصِــــــــــهِ

وإنْ نـــاصحٌ منكَ يوماً دنــــــــــَا

فـــــــلا تنأَ عنه ولا تُقْصــــــــــهِ

وإنْ بـابُ أمر عليكَ التَــــــــــوَى

فشــــــاوِرْ لبيباً ولا تعصــــــــــهِ

وَذو الحـَقِّ لا تَنتَقِص حَقَّــــــــــهُ

فَـــــإِنَّ القَطيعَةَ في نَقصــــــــــِهِ

ولا تَذكُرِ الدّهْرَ، في مجْلــــــــــِسٍ

حــديثاً إذا أنتَ لم تُحصــــــــــهِ

ونُــــصَّ الحديثَ إلى أهلــــــــــه

فـــــــإن الوثيقة َ في نصــــــــــهِ

ولاتحرصَنّ فرُبَّ امــــــــــــــــرئ

حَريصٍ، مُضاعٍ على حِرصِــــــــــهِ




إسماعيل حسن ديب
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس