عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-2011
  #3
المطري
محب جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 26
معدل تقييم المستوى: 0
المطري is on a distinguished road
افتراضي رد: قل إنما انا بشر مثلكم (استرواح)


قال تعالى (قل إنما أنا بشر مثلكم ) في الأحكام المعيشية من أكل وشرب ونكاح ووو ومفارق لنا بقوله (يوحى إليّ) هنا لست مثلكم لخصوصيته بالوحي ولتعلق الوحي بالتوحيد , وجاء قوله جليّ صريح في ذلك لنهيه للصحابة بقوله ((((لا تواصلوا , قالوا: إنك تواصل ,- قال لست مثلكم-, إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني , فلم ينتهوا عن الوصال , قال : فواصل بهم النبي صلى الله عليه وسلم يومين , أو ليلتين , ثم راوا الهلال , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : - لو تأخر الهلال لزدتكم - , كالمكني بهم))) فالحقيقة المحمدية لها وجهان وجه للحق ووجه للخلق
فقوله عليه الصلاة والسلام (يطعمني ويسقيني) فهو (مثلنا) ظاهرا في أكله وشربه كما ذكرنا وهو مثلنا من هذا الوجه
وقوله (أبيت عند ربي ) ليس مثلنا من هذا الوجه , فتجلت معاني حقيقة بشريته في قوله (إني أبيت عند ربي )
فبشريته ليست كبشريتنا من هذا الوجه ومن حيث ما اختصه به – سبحانه –لكن ذلك الإختصاص لا يخرجه من كونه بشر , كي لا تحجبك خصوصيته عن بشريته ولا بشريته عن خصوصيته
فلا تطغي بالميزان (والسماء رفعها ووضع الميزان ) فأمره بإثبات بشريته بقوله (قل إنما أنا بشر ) كما جاء في قصه الرجل الذي جاءه صلى الله عيه وسلم فلما شاهد جمال طلعته وسباه نور حضرته ارعد فقال: (هون عليك فإني لست بملك إنما أنا ابن إمرة من قريش كانت تأكل القديد )) ولم يقل له إنما أنا - رسول الله - فأنظر كيف أخفى خصوصيته صلى الله عليه وسلم وأظهر له بشريته كي يعيده من الفناء في حضرة أنواره إلى بقاء الفناء في مشاهدة بشريته فقال ( أناابن إمرة ) وقال عليه الصلاة والسلام ( تنام عيناي لا ينام قلبي ) فعبوديته ليست كعبوديتنا, وتوحيده ليس كتوحيدنا وذكره ليس كذكرنا وعبادته ليست كعبادتنا وإيمانه ليس كإيماننا ودعاءه ليس كدعائنا , قال تعالى (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ) فهو الانسان الكامل بعبوديته والعبد الخالص بتوحيده صلوات ربي وسلامه عليه قال عليه الصلاة والسلام ( لي ساعة مع ربي لا يسعني فيها ملك مقرب أو نبي مرسل ) ) من حيث فنائه وترقيه في مقام عبوديته
في مراتب التوحيد, صلى الله عليه وسلم الذي لا يستطيعه نبي ولا رسول أو ملك وفي هذا المعنى قال جبريل عليه السلام (لو تقدمت لاحترقت ولو تقدمت لاخترقت) وهو عروج روح وجسد ,فهل تظن انه كان كأجسادنا في عروجه من حيث قوله تعالى (وإنا إلى ربنا لمنقلبون ) ؟!!
قال تعالى (قل هذه سبيلي ادعوا الى الله على بصيرة انا ومن تبعني وسبحان الله وما انا من المشركين ) فقوله(قل ) من حضرة رسالتك (هذه سبيلي) فنسب السبيل للحبيب صلى الله عليه وسلم
(انا ) الدالة على ذات الحبيب , وذات المخلوق أسم صورة صفة وفعل , وكذلك كان صلى الله عليه وسلم داعياً إلى الله ,باطنا وظاهرا لا يعرف غير مولاه , فأسمه محمد صلى الله عليه وسلم المشتقة من الحمد , وصفته عبد , (إنما أنا عبد أكل كما يأكل العبد ) كما جاء في الحديث - تنبه - , وفعله وعمله لله الواحد الفرد
( ومن تبعني ) غير مُعّرفه من حيث لا ظهور لهم إلا بدعوة سيدهم وقدوتهم ( وما انا من المشركين ) ولم يقل وما نحن من المشركين
إذ ليس بمقدورهم ان يوحدوا كتوحيده صلى الله عليه وسلم
وهنا إشارة دقيقة
(أدعوا إلى الله) في عالم الأسماء فالدعوة حاصلة بين الداعي و المدعو
( وسبحان الله )التسبيح والتنزيه في عالم الصفات وهو عالم جمع لطيف دقيق وجميع معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء حاصلة فيه من حيث جواز اتصاف العبد بصفات الخالق (مجازياً ) أعني انه تعالى (كريم ) كذلك جاز للعبد ان يتصف بهذه الصفة , لكن صفة الحق مغايرة لصفة الخلق فوجب تسبيحه وتنزيهه سبحانه عن ذلك
(وما أنا من المشركين) عالم الذات , فما كملت الإنسانية وما تمت العبودية كما جمعت في ذات الحبيب صلى الله عليه وسلم
فما ثمة سوى عبد واحد في حضرة الواحد - جل جلاله –
فقوله (أنا )ألأولى (إنما أنا بشر مثلكم ) و(أنا) الثانية (يوحى إليّ)فافهم
فالدعوة شريعة
التسبيح طريقه
والتوحيد حقيقة
قال عليه الصلاة والسلام )..... الوسيلة درجة في الجنة لا تنبغي سوى لعبد من عباد الله وأرجوا أن أكون هو ومن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة )إشارة إلى حاله ومقامه في ما تقدم صلوات ربي وسلامه عليه
وصلى الله على الحبيب المصطفى وعلى اله وصحبه أهل الوفا




المطري غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس