الموضوع: من أذى لي وليا
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-18-2008
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: من أذى لي وليا

تقول: أنا لا أعلم أنه ولي. أنت لا تعلم أنه ولي، ولكنك لا تعلم أيضاً أنه فاسق، لا تعلم أيضاً أنه منحرف، أنت تجهل حاله، فلماذا لا تحتاط لدينك؟ هذا بالنسبة لمن لا نعلم عنهم إلا الاستقامة، بالنسبة لمن لا نتبين فيهم إلا دلائل القرب من الله عز وجل، مع العلم أنه ليس في الناس بعد الرسل والأنبياء معصومون، فكيف بأناس تائهين عن صراط الله؟ هؤلاء يجوز لي أن أغتابهم؟ هل يجوز لي أن أجلس مجلساً تلو مجلس تلو مجلس لأمزق أعراضهم؟ لأمزق سمعتهم في نفوس الناس؟ تقول: إنهم فسقة.


صحيح ربما كانوا فعلاً فسقة، لكن هل أنت موقن أن فاسق هذا اليوم سيموت وهو فاسق؟ بل هل أنت موقن أنك أنت يا أيها الغيور على دين الله والمستقيم على صراط الله أموقن أنت أنك ستموت على هذه الحالة ولن تموت أفسق الناس وأبعد الناس عن صراط الله عز وجل؟


كم من أناس فاسقين نظرنا بعد أيام أو أشهر أو سنوات وإذا بهم من أصلح الناس، ومن أقرب الناس إلى الله سبحانه وتعالى، لماذا تغامر وتخالف أمر الله؟ لماذا لا تطرق باب هؤلاء التائهين واحداً إثر آخر لتجلس إليهم فتكسب مثوبة الحوار معهم، وتكسب مثوبة الأمر لهم بالمعروف والنهي لهم عن المنكر؟ لماذا؟ ليس هنالك من جواب إلا جواب واحد: أن المسألة في الصورة غيرة على حرمات الله، ولكنها في الحقيقة وواقع الأمر استجابةٌ لرعونات النفس، واستجابةٌ للهاجس النفسي والمزاج اللذين يتحكمان في كثير من الأحيان بالناس، هذه حقيقة وصدق الله القائل: {بَلِ الإِنْسانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ، وَلَوْ أَلْقَى مَعاذِيرَهُ} [القيامة: 75/14-15].


أنا عندما أجلس في المجالس وأفتح باب الحديث على مصراعيه تمزيقاً لأعراض الناس، وإيغالاً في الغيبة في حق فلان وفلان وفلان من الناس؛ فلان أخطأ، فلان روى حديثاً منكراً ونسبه إلى البخاري ومسلم، فلان يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنا عندما أقول هذا الكلام أعلم ما الذي يدفعني إلى هذا الكلام، ولكني لا أعلن ذلك للآخرين، أنا أعلم أن هنالك غيظاً يتحكم في قلبي، أريد أن أشفي غيظي هذا بهذا السلوك، أنا أعلم أن هنالك حقداً على طائفة من عباد الله عز وجل لأسباب نفسية، كيف السبيل إلى أن أُبْرِد لظى هذا الحقد؟ هذه هي الطريقة. ربما لا يعلم الناس وربما يغترون بظاهر كلامي أنها غيره على دين الله عز وجل، ولكني أعلم ما الذي يدفعني إلى ذلك {بَلِ الإِنْسانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ، وَلَوْ أَلْقَى مَعاذِيرَهُ} [القيامة: 75/14-15].


يا عباد الله إنني أحذر نفسي، وأحذركم، وأحذر إخوة لنا يطيلون ألسنتهم في حق أناس لا نعلم عنهم إلا الصلاح، ونَحْسِب أنهم من أولياء الله عز وجل، ولا نتألّى على الله سبحانه وتعالى، أحذر نفسي وأحذركم وأحذرهم من الاستمرار في هذا المنهج، ومن تجاهل كلام الله عز وجل: ((من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب)) فإن الذي يركب رأسه في السير على هذا الطريق مخالفاً أمر الله عز وجل، مستخفاً بتحذير الله عز وجل لابد أن يجد أمامه النتيجة التي لا يتوقعها، لابد أن يجد أمامه مقومات الهلاك وأسبابه تتربص به، ولا بد أن يقع في سوء الخاتمة، ولقد شاهدنا ورأينا نماذج كثرة تدل على هذا الذي أقوله لكم وإلا فما معنى إعلان الله الحرب على هؤلاء الناس؟ كم وكم رأينا أناساً إذا جلسوا في مجالسهم التي يجلسونها لم يطب لهم إلا أن يستحضروا سيرة فلان من الناس لينهشوا عِرضه ولحمه غيبة باسم الدين باسم الغيرة على دين الله عز وجل. ورأينا خواتيم حياتهم شيئاً تقشعر لها الجلود، هذه حقيقة. فإما أن يهدي الله عز وجل هؤلاء الذين يسلكون هذه المسالك الخطرة - وأسأل الله لنا ولهم الهداية - وإما إن ظلوا راكبي رؤوسهم على هذا المنهج فإن عاقبة وخيمة تنتظرهم، ولسوف يجعل الله عز وجل منهم عبرة لعباد الله الصالحين.


عباد الله: عندما تحدثنا قبل أسبوعين عن الفئة الأولى التي أعلن الله عز وجل الحرب عليها، وهم الذين يستمرئون أكل الربا كان علي أن أتحدث عن الفئة الثانية التي أعلن الله عز وجل أيضاً الحرب عليها، وأنا لا أعلم أن هنالك فئة ثالثة غير هاتين الفئتين. أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس