عرض مشاركة واحدة
قديم 12-25-2008
  #3
ابوعبدالله
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: دير الزور - الكرامة
المشاركات: 2,061
معدل تقييم المستوى: 18
ابوعبدالله is on a distinguished road
افتراضي رد: حديث الهجرة من سيرة ابن هشام


اجتماع قريش للتشاور في أمر النبي صلى الله عليه وسلم

ذكر فيه تمثل إبليس - حين أتاهم - في صورة شيخ جليل وانتسابه إلى أهل نجد . قوله في صورة شيخ جليل يقول جل الرجل وجلت المرأة إذا أسنت قال الشاعر
وما حظها أن قيل عزت وجلت
ويقال منه جللت يا رجل بفتح اللام وقياسه جللت لأن اسم الفاعل منه جليل ، ولكن تركوا الضم في المضاعف كله استثقالا له مع التضعيف إلا في لببت ، فأنت لبيب حكاه سيبويه بالضم على الأصل .
وإنما قال لهم إني من أهل نجد فيما ذكر بعض أهل السيرة لأنهم قالوا : لا يدخلن معكم في المشاورة أحد من أهل تهامة لأن هواهم مع محمد فلذلك تمثل لهم في صورة شيخ نجدي وقد ذكرنا في خبر بنيان الكعبة أنه تمثل في صورة شيخ نجدي أيضا ، حين حكموا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أمر الركن من يرفعه " ، فصاح الشيخ النجدي : يا معشر قريش : أقد رضيتم أن يليه هذا الغلام دون أشرافكم وذوي أسنانكم فإن صح هذا الخبر فلمعنى آخر تمثل نجديا ، وذلك أن نجدا منها يطلع قرن الشيطان كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قيل له وفي نجدنا يا رسول الله ؟ قال " هنالك الزلازل والفتن ومنها يطلع قرن الشيطان " ، فلم يبارك عليها ، كما بارك على اليمن والشام وغيرها ، وحديثه الآخر أنه نظر إلى المشرق فقال إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان وفي حديث ابن عمر أنه حين قال هذا الكلام ووقف عند باب عائشة ونظر إلى المشرق فقاله وفي وقوفه عند باب عائشة ناظرا إلى المشرق يحذر من الفتن وفكر في خروجها إلى المشرق عند وقوع الفتنة تفهم من الإشارة واضمم إلى هذا قوله عليه السلام حين ذكر نزول الفتن أيقظوا صواحب الحجر والله أعلم .
وذكر تشاورهم في أمر النبي صلى الله عليه وسلم وأن بعضهم أشار بأن يحبس في بيت وبعضهم بإخراجه عليه السلام من بين أظهرهم ونفيه ولم يسئ قائل هذا القول وقال ابن سلام الذي أشار بحبسه هو أبو البختري بن هشام والذي أشار بإخراجه ونفيه هو أبو الأسود ربيعة بن عمرو ، أحد بني عامر بن لؤي ، وقول أبي جهل نسيبا وسيطا ، هو من السطة في العشيرة وقد تقدم في باب تزويجه خديجة معنى الوسيط وأين يكون مدحا .

مما يقال عن ليلة الهجرة

فأتى جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه . قال فلما كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون عليه فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانهم قال لعلي بن أبي طالب " نم على فراشي وتسج ببردي هذا الحضرمي الأخضر ، فنم فيه فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم " ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام في برده ذلك إذا نام .
قال ابن إسحاق : فحدثني يزيد بن زياد ، عن محمد بن كعب القرظي قال لما اجتمعوا له وفيهم أبو جهل بن هشام فقال وهم على بابه إن محمدا يزعم أنكم إن تابعتموه على أمره كنتم ملوك العرب والعجم ، ثم بعثتم من بعد موتكم فجعلت لكم جنان كجنان الأردن ، وإن لم تفعلوا كان له فيكم ذبح ثم بعثتم من بعد موتكم ثم جعلت لكم نار تحرقون فيها .
قال وخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ حفنة من تراب في يده ثم قال " أنا أقول ذلك أنت أحدهم " ، وأخذ الله تعالى على أبصارهم عنه فلا يرونه فجعل ينثر ذلك التراب على رءوسهم وهو يتلو هؤلاء الآيات من يس : يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم تنزيل العزيز الرحيم إلى قوله فأغشيناهم فهم لا يبصرون حتى فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هؤلاء الآيات ولم يبق منهم رجل إلا وقد وضع على رأسه ترابا ، ثم انصرف إلى حيث أراد أن يذهب فأتاهم آت ممن لم يكن معهم فقال ما تنتظرون هاهنا ؟ قالوا : محمدا ، قال خيبكم الله قد والله خرج عليكم محمد ، ثم ما ترك منكم رجلا إلا وقد وضع على رأسه ترابا ، وانطلق لحاجته أفما ترون ما بكم ؟
قال فوضع كل رجل منهم يده على رأسه فإذا عليه تراب ثم جعلوا يتطلعون فيرون عليا على الفراش متسجيا ببرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم فيقولون والله إن هذا لمحمد نائما ، عليه برده . فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا فقام علي - رضي الله عنه - عن الفراش فقالوا : والله لقد كان صدقنا الذي حدثنا .
وأما قوله على بابه يتطلعون فيرون عليا وعليه برد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيظنونه إياه فلم يزالوا قياما حتى أصبحوا ، فذكر بعض أهل التفسير السبب المانع لهم من التقحم عليه في الدار مع قصر الجدار وأنهم إنما جاءوا لقتله فذكر في الخبر أنهم هموا بالولوج عليه فصاحت امرأة من الدار فقال بعضهم لبعض والله إنها للسبة في العرب أن يتحدث عنا أنا تسورنا الحيطان على بنات العم وهتكنا ستر حرمتنا ، فهذا هو الذي أقامهم بالباب حتى أصبحوا ينتظرون خروجه ثم طمست أبصارهم عنه حين خرج وفي قراءة الآيات الأول من سورة يس من الفقه التذكرة بقراءة الخائفين لها اقتداء به عليه السلام فقد روى الحارث بن أبي أسامة في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر فضل يس أنها إن قرأها خائف أمن أو جائع شبع أو عار كسي أو عاطش سقي حتى ذكر خلالا كثيرة

التعديل الأخير تم بواسطة ابوعبدالله ; 12-26-2008 الساعة 02:44 AM
ابوعبدالله غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس