عرض مشاركة واحدة
قديم 12-25-2008
  #9
ابوعبدالله
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: دير الزور - الكرامة
المشاركات: 2,061
معدل تقييم المستوى: 18
ابوعبدالله is on a distinguished road
افتراضي رد: حديث الهجرة من سيرة ابن هشام

بلاد في طريق الهجرة

وذكر أن دليلهما سلك بهما عسفان . قال المؤلف رضي الله عنه وقد روي عن كثير أنه قال سمي عسفان لتعسف السيول فيه وسئل عن الأبواء الذي فيه قبر آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم : لم سمي الأبواء ؟ فقال لأن السيول تتبوأه أي تحل به وبعسفان فيما روي كان مسكن الجذماء ورأيت في بعض المسندات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بعسفان وبه الجذماء فأسرع المشي ولم ينظر اليهم ، وقال إن كان شيء من العلل يعدي فهو هذا وهذا الحديث هو من روايتي ، لأنه في مسند الحارث بن أبي أسامة ، وقد تقدم اتصال سندي به وكنت رأيته قبل في مسند وكيع بن الجراح وليس فيه إسناد .

فصل

وذكر أن دليلهم سلك بهم أمج ثم ثنية المرة ، كذا وجدته مخفف الراء مقيدا ، كأنه مسهل الهمزة من المرأة . وذكر لقفا بفتح اللام مقيدا في قول ابن إسحاق ، وفي رواية ابن هشام : لفتا ، واستشهد ابن هشام بقول معقل [ بن خويلد ] الهذلي
نزيعا محلبا من أهل لفت
لحي بين أثلة فالنجام
وألفيت في حاشية الشيخ على هذا الموضع قال لفت بكسر اللام ألفيته في شعر معقل هذا في أشعار هذيل في نسختي ، وهي نسخة صحيحة جدا ، وكذلك ألفاه من وثقته وكلفته أن ينظر فيه لي في شعر معقل هذا في أشعار هذيل مكسور اللام في نسخة أبي علي القالي المقروءة على الزيادي ثم على الأحول ثم قرأتها على ابن دريد رحمه الله وفيها صريحا محلبا ، وكذلك كان الضبط في هذا الكتاب قديما ، حتى ضبطه بالفتح عن القاضي ، وعلى ما وقع في غيرها . انتهى كلام أبي بحر . وقد ذكر أبو عبيد البكري : لفتا ، فقيده بكسر اللام كما ذكر أبو بحر وأنشد قبله
لعمرك ما خشيت ، وقد بلغنا
جبال الجوز من بلد تهام
صريحا محلبا البيت .
وذكر المواضع التي سلك عليها ، وذكر فيها مجاجا بكسر الميم وجيمين وقال ابن هشام : ويقال فيها : مجاج بالفتح وقد ألفيت شاهدا لرواية ابن إسحاق في لقف ، وفيه ذكر مجاحا بالحاء المهملة بعد الجيم وهو قول محمد بن عروة بن الزبير :
لعن الله بطن لقف مسيلا
وجاحا وما أحب مجاحا
لقيت ناقتي به وبلقف
بلدا مجدبا وأرضا شحاحا
هكذا ذكره الزبير بن أبي بكر ولقف آخر غير لفت فيما قال البكري .
وذكر مرجح الجيم على الحاء وذكر مدلجة تعهن بكسر التاء والهاء والتاء فيه أصلية على قياس النحو فوزنه فعلل إلا أن يقوم دليل من اشتقاق على زيادة التاء أو تصح رواية من رواه تعهن بضم التاء فإن صحت فالتاء زائدة كسرت أو ضمت وبتعهن صخرة يقال لها : أم عقي عرفت بامرأة كانت تسكن هناك فمر بها النبي صلى الله عليه وسلم واستسقاها فلم تسقه فدعا عليها فمسخت صخرة فهي تلك الصخرة فيما يذكرون .
وذكر الجداجد بجيمين ودالين كأنها جمع جدجد وأحسبها آبارا ففي الحديث أتينا على بئر جدجد قال أبو عبيد : الصواب بئر جد أي قديمة وقال الهروي عن اليزيدي وقد يقال بئر جدجد قال وهو كما يقال في الكم كمكم وفي الرف رفرف .
وذكر العبابيد كأنه جمع عباد وقال ابن هشام : هي العبابيب كأنها جمع : عباب من عببت الماء عبا ، فكأنها - والله أعلم - مياه تعب عبابا أو تعب عبا . وذكر الفاجة بفاء وجيم وقال ابن هشام : هي القاحة بالقاف والحاء .

قصة أوس بن حجر

وذكر قدومهم على أوس بن حجر وهو أوس بن عبد الله بن حجر الأسلمي وبعضهم يقول فيه ابن حجر وهو قول الدارقطني ، والمعروف ابن حجر بضم الحاء وقد تقدم في المبعث ذكر من اسمه حجر في أنساب قريش ، ومن يسمى : حجرا من غيرهم بسكون الجيم ومن يسمى الحجر بكسر الحاء فانظره هنالك عند ذكر خديجة وأمها ، ولا يختلف في أوس بن حجر أنه بفتحتين .
وذكر أن أوسا حمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جمل له يقال له ابن الرداء وفي رواية يونس بن بكير بن إسحاق يقال له الرداح وفي الخطابي أنه قال لغلامه مسعود وهو مسعود بن هنيدة اسلك بهم المخارق بالقاف قال والصحيح المخارم يعني : مخارم الطريق وفي النسوي أن مسعودا هذا قال فكنت آخذ بهم أخفاء الطريق .
وفقه هذا أنهم كانوا خائفين فلذلك كان يأخذ بهم أخفاء الطريق ومخارقه وذكر النسوي في حديث مسعود هذا : أن أبا بكر قال له ائت أبا تميم فقل له يحملني على بعير ويبعث إلينا بزاد ودليل يدلنا ، ففي هذا أن أوسا كان يكنى أبا تميم وأن مسعودا هذا قد روى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحفظ عنه حديثا في الخمس وحديثا في صلاة الإمام بالواحد والاثنين ذكره النسوي في هذا الحديث غير أنه قال في مسعود هذا : غلام فروة الأسلمي . وقال أبو عمر قد قيل في أوس هذا إن اسمه تميم ويكنى أبا أوس فالله أعلم .
وروي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لمسعود حين انصرف إلى سيده مر سيدك أن يسم الإبل في أعناقها قيد الفرس فلم تزل تلك سمتهم في إبلهم وقد ذكرنا في شرح قصيدة أبي طالب عند قوله موسمة الأعضاد أسماء السمات كالعراض والخباط والهلال وذكرنا قيد الفرس ، وأنه سمة في أعناقها ، وقول الراجز
كوم على أعناقها قيد الفرس
تنجو إذا الليل تدانى والتبس

النزول بقباء

قال ابن إسحاق : فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عروة بن الزبير ، عن عبد الرحمن بن عويمر بن ساعدة قال حدثني رجال من قومي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : لما سمعنا بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة ، وتوكفنا قدومه كنا نخرج إذا صلينا الصبح إلى ظاهر حرتنا ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله ما نبرح حتى تغلبنا الشمس على الظلال فإذا لم نجد ظلا دخلنا ، وذلك في أيام حارة .
حتى إذا كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم جلسنا كما كنا نجلس حتى إذا لم يبق ظل دخلنا بيوتنا ، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخلنا البيوت فكان أول من رآه رجل من اليهود ، وقد رأى ما كنا نصنع وأنا ننتظر قدوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علينا ، فصرخ بأعلى صوته يا بني قيبلة هذا جدكم قد جاء . قال فخرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في ظل نخلة ، ومعه أبو بكر رضي الله عنه في مثل سنه وأكثرنا لم يكن رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل ذلك وركبه الناس وما يعرفونه من أبي بكر ، حتى زال الظل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أبو بكر فأظله بردائه فعرفناه عند ذلك .

متى قدم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة ؟

كان قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة من ربيع الأول وفي شهر أيلول من شهور العجم ، وقال غير ابن إسحاق قدمها لثمان خلون من ربيع الأول وقال ابن الكلبي خرج من الغار يوم الاثنين أول يوم من ربيع الأول ودخل المدينة يوم الجمعة لثنتي عشرة سنة وكانت بيعة العقبة أوسط أيام التشريق .


المصدر : موقع السيرة

التعديل الأخير تم بواسطة ابوعبدالله ; 12-26-2008 الساعة 02:52 PM
ابوعبدالله غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس