وصية من سيدنا الشيخ احمد فتح الله جامي 2012-04-22
بسم الله الرحمن الرحيم
قال سيدي الشيخ أحمد فتح الله جامي حفظه الله ورعاه في اتصال هاتفي في
2012-04-22 الدكتور نبيل
الحمد لله رب العالمين ,والصلاة والسلام على سيد المرسلين,وآله وصحبه أجمعين وبعد:
نرجو الله تعالى جل وعلا أن يحفظنا وإياكم والمؤمنين بجاه الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام.
هذه مصيبة ,بلاء كبير , لا بد أن نرجع إلى الله تعالى.
هذه فتنة كبيرة لا يدفعها إلا الله تعالى , وهي ليس خارج علمه جل وعلا .
الله جل جلاله سبحانه وتعالى منزه عن الغرض في أفعاله وأحكامه
لأنه منزه عن الاحتياج إلى عمل العباد. ولكنه سبحانه وتعالى يوجه إلى الأصوب والأعلى والأفضل
وإذا لم يعمل العبد بموافقة رضاه جل وعلا , هذا جزاؤه عليه , لا ينقص من الله تعالى شيئاً .بموافقته جل وعلا ولا يزيد شيئاً
وبمخالفته لا ينقص شيئاً, لأنه ليس محتـاجاً إلى عـمـل العـبـد, وعـمـل العـبـد الصالح, ربُّنا لـيـس محتاجاً إليه.فإذا لم يكن ربنا سبحانه وتعالى محتاجاً إليه, بقي الإنسان إذا لم يوجهه الله إلى رضاه سبحانه وإلى رسوله 
هذا باعتقاد العبد يكون ظلماً إذا عذبه بدون تبيين وإرسال الرسل ,لذا ربنا لا يعذب أحداً بدون إرسال الرسل وبدون القرآن والكتب السماوية وبدون تبيـين .قال تعالى:(وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً) هذه هي الحكمة من أحكامه سبحانه وتعالى ليقيم الحجة على العبد, وإلا فإنه جل وعلا ليس له غـرض,وليس محتاجاً إلى أحد من خـلـقـه حتـى يـكـون له غـرض
.له حكمةٌ وليس له غرض سبحانه وتعالى.
وفي صحيح مسلم عن سيدنا أبي ذر 
عن النبي فيما يرويه عن الله تبارك وتعالى:(يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار , وأنا أغفر الذنوب جميعا , فاستغفروني أغفر لكم , يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني , ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني , يا عبادي لو أن أولكم وآخركم , وإنسكم وجنكم , كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم , ما زاد ذلك في ملكي شيئا , يا عبادي لو أن أولكم وآخركم , وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد (منكم) ما نقص ذلك من ملكي شيئا).
فإذا عذب يكون هذا بالعدل منه سبحانه وتعالى .وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن
مسعود قال:قال رسول الله :(ليس أحد أحب إليه المدح من الله عز وجل من أجل ذلك مدح نفسه . وليس أحد أغير من الله عز وجل من أجل ذلك حرم الفواحش, وليس أحد أحب إليه العذر من الله عز وجل من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل).
وفي زيارة سابقة في هذا المعنى قال سيدنا حفظه الله :الله جل وعلا خلق للنار أهلها فأبو جهل لعنه الله لا يصلح إلا لجهنم , والله تعالى في سابق علمه يعلم أن
أبا جهل طينة خبيثة لا تصلح إلا لجهنم , كالفحم . ولكن لو عذبه الله تعالى بدون تبليغ لقال يا رب لِمَ أدخلتني النار , وأدخلت أبا بكر الجنة ؟ ولكن الذي قاله رسول الله لسيدنا أبي بكر قاله لأبي جهل لعنة الله عليه وعلى من اتبعه إلى يوم الدين ولذا لا يستطيع أن يعترض على الله جل وعلا يوم القيامة.
قال تعالى (اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب) سورة غافر17.
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 04-28-2012 الساعة 12:38 PM