عرض مشاركة واحدة
قديم 01-23-2010
  #117
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

الرَّقِيبُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الحاضر الذي لا يغيبُ، الذي يراقب الخطرات والدقائق والخفيات، وليس ذلك إلا للحق سبحانه، ومتى شاء الله أن يصافي عبداً بأنوار "القريب" ويختصّه بخالص الحب، أشرق على قلبه أنوار "الرقيب"، وكتبه لحضرته حبيب، فيراقب القلب من دخول الأغيار، ويراقب النفس من الغرور بالآثار، ويراقب الرب وعظمة الجبَّار، وعند ذلك يكون متخلِّقاً بنور اسمه"الرقيب" (1) .

ولأهل المعرفة معراجٌ على أنوار هذا الاسم، فكلُّ مريدٍ لا يراقب نفسه، ويتيقَّظ لأنفاسه، ويحترس من الشيطان لا يُعَد سالكاً في الطريق، وإن كان مجاهداً في ظاهر الأمر (2) .

فراقبِ النيةَ في الأعمال، واحترس من العلة والعمل لغير الله، وراقب الله في التجارة والصناعة، وراقب ربك في أخيك، فلا تظهر عيبه." اهـ



الدُّعـــــاءُ


" إلهي ... أنت الرقيب لحركات الأكوان، العليم بخطرات قلوب الإنس والجان، أشرق على قلبي بنور اسمك الرقيب، حتى تتزكى نفسي وتتحلى بالتقريب، وامنحني عيوناً تراقب نعمك الظاهرة، وتلاحظ أسرارك الباهرة. إلهي .... احفظني من شر إبليس الذي ينسيني المراقبة، ويحل عقدة المحاسبة، فأكون محاطاً بنور الرقيب، طائعاً لأمرك مجيب، إنك على كل شيء قدير.وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم"
. " اهـ


(يتبع إن شاء الله تعالى مع: الإسم الشريف "المُجِيبُ جَلَّ جلالُهُ... )


(1) : يرى حجة الإسلام الغزالي رضي الله عنه أن وصف المراقبة للعبد إنما يحمد إذا كانت مراقبته لربه بقلبه، وذلك بأن يعلم أن الله رقيبه وشاهده على كل شيء، ويعلم أن نفسه عدو له، وأن الشيطان عدو له، وأنهما ينتهزان منه الفرص حتى يحملاه على الغفلة والمخالفة، فيأخذ منهما حذره بأن يلاحظ مكامنهما أو تلبيسهما ومواضع انبعاثهما، حتى يسد عليهما المنافذ والمجاري، فهذه هي مراقبته. ويرى سادتنا الصوفية رضي الله عنهم ونفعنا بمحبتهم: أن المراقبة هي أن يصير الغالب على العبد ذكره بقلبه أن الله مطلع عليه دائماً، فيخاف سطوات عقوباته في كل نَفَس، ويهابه في كل وقت، ولقد سئل بعض القوم رضي الله عنهم: بم يستعين الرجل على غض بصره عن المحظورات؟. فأجاب قائلاً : بعلمه أن رؤية الحق تعالى سابقة على نظره ذلك المحظور.

(2) : فأساس المراقبة العلم باطلاع الله على ما في طوايا الضمير ودخائل القلب، وإقامة العبد على استحضار هذا العلم هي المسماة في عرف العلماء بمراقبته لله تعالى، وهذه المراقبة هي بفضل الله مفتاح كل خير، لأن العبد إذا تيقن أن الحق مراقب لأفعاله، مبصر لأحواله، سامع لأقواله، مطلع على ضمائره وخفاياه، خاف عقابه في كل حال، وهابه في كل مجال، علماً منه بأنه الرقيب القريب، والشاهد الذي لا يغيب.

كان لبعض المشايخ جمع من التلامذة، وكان قد خص واحداً منهم بمزية التربية. فقالوا: ما لسبب فيه؟ فقال الشيخ: أبينه لكم. ثم دفع إلى كل واحد من تلامذته طيراً، وقال: اذبحه بحيث لا يراك أحد، فمضوا ثم رجع كل واحد منهم وقد ذبح طيره، وجاء ذلك التلميذ بالطير حياً، فقال الشيخ: هلاّ ذبحته؟ فقال: أمرتني أن أذبحه حيث لا يراني أحد، ولم أجد موضعاً لا يراني الله فيه، فقال الشيخ: لهذا السبب أخصه بمزيد من التربية. " اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس