عرض مشاركة واحدة
قديم 01-30-2009
  #1
هيثم السليمان
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: دير الزور _ العشارة
المشاركات: 1,367
معدل تقييم المستوى: 17
هيثم السليمان is on a distinguished road
افتراضي تفسير الذكر في القرآن الكريم

تفسير الذكر في القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير الذكر على ثمانية عشر وجهاً : العمل الصالح , الذكر باللسان , الذكر بالقلب , ذكر الأمر , الحفظ , العِظة , الشرف , الخبر , الوحي , القرآن , التوراة , البيان , اللوح المحفوظ , التفكر , الصلوات الخمس , صلاة واحدة , التوحيد , الرسول .
فوجه منها :
الذكر ؛ يعني به العمل الصالح ؛ قوله تعالى في سورة البقرة : { فاذكروني أذكركم } يعني اذكروني بالطاعة أذكركم بخير , أي أطيعوني .
والوجه الثاني : الذكر باللسان ؛ قوله تعالى في سورة النساء : { فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله } يعني باللسان { قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم } , ونظيره في آل عمران كقوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة : { فاذكروا الله كذكركم آباءكم }يعني الذكر باللسان , وكقوله تعالى في سورة الأحزاب : { يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً } يعني باللسان .
والوجه الثالث : الذكر ؛ يعني بالقلب ؛ قوله تعالى في سورة آل عمران : { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا ...} يعني ذكروا الله في أنفسهم .
والوجه الرابع : اذكروني ؛ يعني اذكر أمري عند فلان ؛ قوله تعالى في سورة يوسف : { اذكرني عند ربّك } أي اذكر أمري , كقوله تعالى في سورة مريم : { واذكر في الكتاب مريم } , { واذكر في الكتاب إبراهيم } يقول : يا محمد اذكر لأهل مكة أمر إبراهيم , وكذلك أمر موسى ,و مريم , وإسماعيل , وإدريس في نظائره .
والوجه الخامس : الذكر ؛ يعني الحفظ ؛ قوله تعالى في سورة البقرة : { خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه } يعني واحفظوا ما فيه , ونظيره فيها , ونحوه كثير .
والوجه السادس : الذكر ؛ يعني العِظة ؛ قوله تعالى في سورة الأنعام " { فلمّا نسوا ما ذكّروا به } أي ما وُعِظوا به , ونظيره في سورة الأعراف :{ فلمّا نسوا ما ذكّروا به } , كقوله تعالى في سورة يس : { أإن ذكّرتم } أي وُعِظتم , وكقوله عزَّ وجلَّ في سورة ق : { فذكّر بالقرآن من يخاف وعيد } يعني فَعِظْ بالقرآن , وكقوله سبحانه في سورة الغاشية : { فذكّر إنما أنت مذكّر } يعني عِظْ , إنما أنت وعظ , ونحوه كثير .
والوجه السابع : الذكر ؛ يعني الشرف ؛ قوله تعالى في سورة الزخرف : { وإنه لذكر لك } أي لشرف لك , { ولقومك } , كقوله تبارك وتعالى في سورة المؤمنين :{ بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون } يعني { بل أتيناهم } بشرفهم , وكقوله تعالى في سورة الأنبياء : { لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم } يعني شرفكم .
والوجه الثامن : الذكر ؛ يعني الخَبَرَ ؛ قوله تعالى في سورة الأنبياء : { هذا ذكر مَنْ معي وذكر مَنْ قبلي } يعني هذا خبر مَنْ معي وخبر مَن قبلي , كقوله سبحانه في سورة { والصافات } : { لو أنّ عندنا ذكراً من الأولين } أي خبراً من الأولين , وكقوله تعالى في سورة الكهف : { قل سأتلو عليكم منه ذكراً } يعني خبراً .
والوجه التاسع : الذكر ؛ يعني الوحي ؛ قوله تعالى في سورة ص : { أأنزل عليه الذكر من بيننا } يعني الوحي , وكقوله سبحانه في سورة الصافات : { فالتاليات ذكراً } يعني الوحي , وكقوله تعالى في سورة الحِجر : { يا أيّها الذي نُزِّل عليه الذكر } أي الوحي , وكقوله تعالى في سورة المرسلات : { فالملقيات ذكراً } يعني وحياً .
والوجه العاشر : الذكر ؛ يعني القرآن ؛ قوله تعالى في سورة الحِجر : { إنّا نحن نزّلنا الذكر } , كقوله تعالى في سورة الأنبياء : { وهذا ذكر مبارك أنزلناه } يعني القرآن , وكقوله تعالى في سورة الزخرف : { أفنضرب عنكم الذكر صفحاً } يعني القرآن , ونحوه كثير .
والوجه الحادي عشر : الذكر ؛ يعني التوراة ؛ قوله تعالى في سورة الأنبياء : { فاسألوا أهل الذكر } يعني أهل التوراة ؛ عبد الله بن سلام وأصحابه .
والوجه الثاني عشر : الذكر ؛ يعني اللوح المحفوظ ؛ قوله تعالى في سورة الأنبياء : { ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر } يعني اللوح المحفوظ .
والوجه الثالث عشر : الذكر ؛ يعني البيان ؛ قوله عزَّ وجلَّ في سورة ص : { والقرآن ذي الذكر } يعني ذا البيان , كقوله تعالى في سورة الأعراف : { أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم } يعني البيان ,وكقوله تعالى في سورة ص أيضاً : { هذا ذكر } يعني بياناً , وكقوله تعالى في سورة الأنبياء : { هذا ذكر مَنْ معي وذكر من قبلي } يعني بيانه .
والوجه الرابع عشر : الذكر ؛ يعني التفكر ؛ قوله تعالى في سورة صاد : { إن هو إلا ذكر للعالمين } يعني تفكراً , ونظيره في سورة : { إذا الشمس كوِّرت } : { إن هو إلا ذكر للعالمين } يعني تفكراً , ومثله في سورة يس .
والوجه الخامس عشر : الذكر ؛ يعني الصلوات الخمس ؛ قوله تعالى في سورة البقرة : { فإذا أمنتم فاذكروا الله كما لم تكونوا تعلمون } يعني صَلُّوا لله الصلوات الخمس , كقوله تعالى في سورة النور : { رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله } يعني عن الصلوات الخمس .
والوجه السادس عشر : الذكر ؛ يعني الصلاة الواحدة ؛ قوله تعالى في سورة الجمعة : { فاسعوا إلى ذكر الله } يعني صلاة الجمعة , كقوله تعالى في سورة ص : { إنّي أحببتُ حُبَّ الخير عن ذكر ربّي } يعني صلاة العصر وحدها .
والوجه السابع عشر : الذكر ؛ يعني التوحيد ؛ قوله تعالى في سورة طه : { ومن أعرض عن ذكري } يعني توحيدي , ونظيره في سورة الزخرف : { ومن يَعْشُ عن ذكر الرحمن } يعني عن توحيد الرحمن { نقيّض له شيطاناً فهو له قرين } .
والوجه الثامن عشر : الذكر ؛ يعني به الرسول ؛ قوله تعالى في سورة الطلاق : { قد أنزل الله إليكم ذكراً } { رسولاً يتلو عليكم آيات الله مُبَيِّنات } , كقوله تعالى في سورة الأنبياء : { ما يأتيهم من ذكر من ربهم } يعني الرسول .

وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً بقدر ذات عظمته في كلِّ وقت وحين , كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون

الوجوه والنظائر لألفاظ كتاب الله العزيز ومعانيها
أبو عبد الله الحسين بن محمد الدَّامَغَانيّ

التعديل الأخير تم بواسطة هيثم السليمان ; 01-30-2009 الساعة 03:24 PM
هيثم السليمان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس