عرض مشاركة واحدة
قديم 10-23-2008
  #30
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 78 } لا يمكن العثور على شئ في طريق القوم إلا بعد السير فيه ، ولا يمكن السير الصحيح إلا بمساعدة من سلك الطريق قبله ، ولو كان يمكن السير بدون دليل لما أرسل الله خاتم الأنبياء والمرسلين ، ولما جعل النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه وراثاً بعد التحاقه بالرفيق الأعلى ، فكل وارث تنور بنوره صلى الله عليه وسلم وهو بدوره ينور الطريق لمن سلك الطريق معه ، ويكون حريصاً عليه حتى يوصله إلى المقصود ، والمقصود أن يكون عبداً لله مجرداً من كل الحظوظ . وسير بدون مجاهدة لا يكون ، ومجاهدة بدون عبادة موافقة للشرع لا تكون ومجاهدة بدون مخالفة للنفس الأمارة بالسوء وَهمٌ ، ومجاهدة بدون بذل الغالي في سبيل الله لا تكون ، وهذا لا يكون إلا بالمحبة ، ومحبة بلا طاعة لا تكون ، سواء ثقلت العبادة والطاعة على النفس أم خفت ، فلا بد من اتباع الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم حتى تحصل المحبة منه إلينا قال تعالى : { قُلْ إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } سورة ال عمران /31
هذا الخطاب الإلهي كل واحد يسمعه
ـــــــــــــــــــــــــ ص 75 ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
كثيراً ولكنه صار عادة عندنا ، ولم نتفكر في عظمة هذا الكلام ، وفي عظمة قائله سبحانه وتعالى ، كلنا مخاطب بهذه الآية الكريمة ، علينا أن نترك أنفسنا ونرجع إلى الله تعالى ، من تعلقنا بحظوظنا ، ونتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم ، علينا أن نطرح التعب ، ولا يمكن طرح التعب إلا بتذوقنا حلاوة العبادة الحاصلة من الطاعة ، نسأل الله عزوجل أن يوفقنا لذلك .
{ 79 } الإنسان بدون طريقة ودخول مع القوم ـــ مع سلامة الإيمان ـــــ قد يدخل الجنة . ولكنه لا يدخل الجنة بدون إيمان ، وأغلى شئ على المؤمن إيمانه المستقر في قلبه ، وكما أن أحدنا لا يحب أن يُؤذي محبوبه ، كذلك يجب على المؤمن أن لا يؤذي إيمانه ، ويتأذى الإيمان بحظوظ النفس ، وحظوظها كثيرة ، فلا تضروا إيمانكم بحظوظ أنفسكم ، ولا تكونوا ضعفاء أمام أنفسكم ، حتى يكون إيمانكم ضعيفاً ، بل قوّوا هذا الإيمان بالتمسك بالكتاب واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عندها يتولاكم الله ، قال تعالى : { وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ } سورة الاعراف /196

{ 80 } سلوك هذا الطريق المبارك لا يكون إلا بالمجاهدة للنفس ، وقطع شهواتها ، وقتل هواها ، بالتكاليف الشرعية . والتكاليف الشرعية فوق رقابنا كالسيف الحاد ، فإذا ما خالف العبد
ـــــــــــــــــــــــــــــ ص 76 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقد عرض نفسه لقطع رقبته بسخط ربه عزوجل عليه ، والعياذ بالله تعالى . وتلك المجاهدة وإن كان فيها مشقة على النفس ، فإنها تزول بحلاوة الطاعة والقرب من الله تعالى ، كمن تزول أتعابه في الدنيا برؤية الدراهم والدنانير في نهاية عمله .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس