عرض مشاركة واحدة
قديم 08-12-2008
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

د ـ الخيارات الثلاثة:

" وجاء عمر بن سعد بن أبي وقاص ـ وقد ولاه عبيد الله بن زياد على العسكر ـ وطلب من عبيد الله أن يعفيه من ذلك. فأبى فقال الحسين: اختاروا واحدة من ثلاث. إما أن تدعوني، فألحق بالثغور، وإما أن أذهب إلى يزيد، أوأردَّ إلى المدينة. فقبل عمر ذلك، وكتب به إلى عبيد الله .."

لقد حاول أن يتجنَّب المأساة في خيارات كريمة لا تمس شخصه، وكان من هذه الخيارات أن يمضي إلى يزيد.

هـ ـ رفضه خيار الذل:

" فكتب إليه ـ أي عبيد الله بن زياد لعمر بن سعد ـ : لا ولا كرامة حتى يضع يده في يدي. فقال الحسين: لا والله. وقاتل، فقتل أصحابه منهم بضعة عشر شاباً من أهل بيته. قال : ويجيء سهم فيقع بابن صغير له...".

هـ ـ الحسين عليه السلام يُحدّد قتلته:

"... فيقع ـ أي السهم ـ بابن صغير له، فجعل يمسح الدم عنه، ويقول: اللهمَّ احكم بيننا وبين قومنا، دعَوْنا لينصرونا، ثم يقتلوننا. ثم قاتل حتى قتل، قتله رجل مذحجي، وحزَّ رأسه".

و ـ قاتل الحسين باع دينه كله بعرض من الدنيا قليل:

"... وحزَّ رأسه. ومضى به إلى عبيد الله، فقال:

أوْقِر ركابي فضَّةً وذهبا فقد قتلت الملكَ المُحَجَّبا
قتلتُ خيرَ الناس أماً وأبا.



فقاتل الحسين ـ لعنه الله تعالى ـ يعرف أنه قتل خَيْرَ من في الأرض من أجل أن يملأ ركابه ذهباً وفضة.

ز ـ رأس الحسين عليه السلام عند يزيد:

" فوفده ـ أي أُوفد القاتل ـ إلى يزيد ومعه الرأس، فَوُضعَ بين يديه، وعنده أبو بَرْزَة الأسلمي. فجعل يزيد ينكث بالقضيب على فيه، ويقول:

نفلق هاماً من رجال أعزَّة علينا وهم كانوا أعق وأظلما([1]

قال: فقال أبو برزة: ارفع قضيبك، لقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فاه على فيه".

ح ـ محمد بن علي رضي الله عنهما يوضِّح موقف يزيد:

" قال: وسرَّح عمر بن سعد بحريمه وعياله إلى عبيد الله، ولم يكن بقي منهم إلا غلام([2] كان مريضاً مع النساء، فأمر به عبيد الله ليقتل. فطرحت عمته زينب نفسها عليه. وقالت: لا يقتل حتى تقتلوني، فَرَقَّ لها، وجهّزهم إلى الشام. فلما قدموا على يزيد، جمع مَنْ كان بحضرته، وهنَّؤوه. فقال رجل أحمر أزرق ـ ونظر إلى صبية منهم ـ فقال: هَبْها لي يا أمير المؤمنين. فقالت زينب: لا ولا كرامة إلا أن تخرج من دين الله. فقال له يزيد: كف.

ثم أدخلهم إلى عياله. فجهَّزهم. وحملهم إلى المدينة)([3

إلى هنا عن أحمد بن جناب.

ط ـ وفي رواية عن الليث بن سعد قال:

" أبى الحسين أن يستأسر، فقاتلوه فقتلوه، وقتلوا بنيه وأصحابه الذين قاتلوا معه بمكان يقال له: (الطف). وانطلق بعليِّ بن الحسين، وفاطمة بنت حسين، وسكينة بن حسين، إلى عبيد الله بن زياد. وعليٌّ يؤمئذ غلام قد بلغ، فبعث بهم إلى يزيد بن معاوية. فأمر بسكينة فجعلها خلف سريره لئلا ترى رأس أبيها وذوي قرابتها، وعلي بن الحسين في غُلِّ فوضع رأسه، فضرب على ثنيتي الحسين فقال:

نفلق هاماً من رجالٍ أحبةٍ إلينا وهم كانو أعقَّ وأظلما

فقال علي بن حسين:{ وما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير}. فثقل على يزيد أن يتمثل ببيت شعر، وتلا علي بن الحسين آية من كتاب الله عز وجل. فقال يزيد: بل { بما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}.

فقال علي: أما والله لو رآنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مغلولين لأحبَّ أن يخلينا من الغُل. قال : صدقت. فحلوهم من الغل.

فقال: ولو وقفنا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم على بُعْد لأحبَّ أن يُقَرِّبنا. قال: صدقت، فقرَّبوهم.

فجعلت سكينة وفاطمة يتطاولان لتريا رأس أبيهما، وجعل يزيد يتطاول في مجلسه ليستر رأسه. ثم أمر بهم فجُهِّزوا وأصلح إليه وأخرجوا إلى المدينة) مجمع الزوائد للهيثمي3/195. وقال : رواه الطبراني ورجاله ثقات.

سابعاً: موقف يزيد على لسانه:

محمد بن جرير قال: حدثت عن أبي عبيدة ، حدثنا يونس بـن حـبـيـب، قال: " لما قَتَلَ عبيد الله بن زياد الحسينَ وأهله، بعث برؤوسهم إلى يزيد. فسُرَّ بقتلهم أولاً، ثم إنه لم يلبث حتى ندم على قتلهم، فكان يقول: وماذا عليَّ لو احتملت الأذى، وأنزلت الحسين معي، وحكَّمته فيما يريد، وإن كان عليَّ في ذلك وهْن، حفظاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ورعاية لحقه، لعن الله ابن مرجانة ـ يعني عبيد الله بن زياد ـ فإنه أحرجه وأضطره، وقد كان سأل أن تخلى سبيله أن يرجع من حيث أقبل، أو يأتيني فيضع يده في يدي، أو يلحق بثغر من الثغور، فأبى ذلك عليه وقتله، فأبغضني بقلته المسلمون، وزَرَع لي في قلوبهم العداوة" سير أعلام النبلاء 3/317.

وصدق يزيد. فقد أبْغَضْاَه، وَزُرِعَت في قلوبنا العداوة له. خصوصاً أنه لم ينل عبيد الله بسوء، وأبقاه والياً عنده حتى ليقول عنه المحدثون:" ليس بأهل أن يروى عنه" لما فعل بالحسين وأهل المدينة.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس