عرض مشاركة واحدة
قديم 10-23-2014
  #1
ضياء الروح
محب فعال
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 61
معدل تقييم المستوى: 10
ضياء الروح is on a distinguished road
افتراضي الهجرة إلى وجه الله

هناك هجرة عالية وهى أن يهاجر المؤمن من الكونين إلى مكون الأكوان عز وجل وهى الهجرة بتوفيق الله من الدنيا والآخرة إلى وجه الله ، فهى هجرة قلبية أى بالنية ، أى أن الإنسان لا يقصد عند نية أى عمل دنيا كالشهرة والسمعة والرياء ولا يقصد به ثواب ولا جنات فى الآخرة ولكن يقصد به وجه الله

وهذه المعاملة الأعلى التى ذكر الله فيها أهل الصُفة وقال فيهم لحَبيبه ومُصطفاه عليه أفضل الصلاة وأتم السلام: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} الكهف28

عملهم كله طلباً لوجه الله وهذه المعاملة الأجمل والأكمل والأعلى وهى هجرة الأفراد الذين فروا إلى الله: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} الذاريات50

إذن يجب على الإنسان فى بداية كل عام هجرى أن يراجع هجرته لينظر ماذا فعل فيها ، ويرجع مرة أخرى ليهاجر من جديد فلو هجرت فى كل عام خُلُقاً سيئاً واحداً ولم تعد إليه أبداً ياهناك ، فلو هجرت فى عام الكذب مثلاً ولم أعد إليه مرة أخرى ثم هجرت خلقا آخر وهكذا فسيأتى يوم أكون تخلقت فيه بأخلاق الحبيب: {فحافظ على منهج المختار فى العقد تنسقُ} ويدخل فى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ} الفتح29

لكن من يترك نفسه هملاً لا يراجع أخلاقه ولا أعماله ولا نياته فهذا سيندم وعند نفَسه الأخير سيقول: {يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ} الزمر56

فلابد للإنسان أن يراجع سلوكياته وأخلاقه ونواياه وطواياه وأعماله وأحواله حتى يزنها بميزان رسول الله صلى الله عليه وسلم