خاطرة .. في أذكار المصطفى صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله , والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى اله وصحبه اهل الوفا
نعمة الحمد والشكر من أعظم ِنعَم الله على عباده وهي باب المزيد ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) فـ –- الحمد -- الذي لا ينبغي إلا لله فرض عين وواجب على كل مؤمن , بل وكل مخلوق ....لكن
(وقليل من عبادي الشكور)
عن عبد الله بن غنام رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قال حين يصبح (اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك , فلك الحمد والشكر , فقد أدى شكر يومه ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته ) عليه الصلاة والسلام
ما استوقفني قول الحبيب صلى الله عليه وسلم (أو بأحد من خلقك) ? ومعلوم أن ( الخلق ) منهم المؤمن والكافر والجاحد والمشرك وو
قلت : لما كانت نِعَمهِ جل جلاله عامه على جميع خلقه مؤمن وكافر
وكان الكافر يرجع هذه النعم الى الأسباب أو الى علمه كما قال سبحانه ( قال إنما أوتيته على علم عندي)
فحمد المؤمن على نِعَم الله العامة الجامعة جميع خلقه هو إرجاع الفضل إلى الله رغم جحود الجاحد وكفر الكافر (وما بكم من نعمة فمن الله )
وهو بذلك توحيد لله رب العالمين إذ لا رازق أو معطي حقيقة إلا الله
وهي شهادة المؤمن ... على الكافر على ما انعم الله عليه
قال تعالى : ( وكذلك جعلناكم أمه وسطا) بين عالم ألأسماء ...والذات ولا تكون شهيدا إلا بمشاهدتك أحديته –تعالى – في عالم الصفات ...والغاية من ذلك ( لتكونوا شهداء على الناس) وبما ان عالم الملكوت هو الحضرة المحمدية فهو صلى الله عليه وسلم (ويكون الرسول عليكم شهيدا( لمعاينتكم في حضرته
فالمؤمن الحق شاهد لله على خلقه بما انعم عليهم وعافاهم ورزقهم
فهم (الشهداء ) أهل التصريف عند اكتمال مشاهدته
قال تعالى (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)
وقوله عليه الصلاة والسلام .
عن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله ليدفع بالمؤمن الصالح عن مائة أهل بيت من جيرانه البلاء " ثم قرأ ابن عمر : " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض " .
فلولا رحمه الله تعالى على خلقه وجعل منهم المؤمن الذي يدفع الله به البلاء لفسدت بذلك الأرض ولكن الله ذو منة على خلقه وتطول عليهم بدفعه بالبر من خلقه عن الفاجر ، وبالمطيع عن العاصي منهم ، وبالمؤمن عن الكافر .
روى عن سيدنا داوود على نبينا وعليه الصلاة والسلام
إلهي كيف أحمدك والحمد نعمة ينبغي عليها الحمد
قال : إذا علمت انك لا تستطيع حمدي فقد حمدتني
هذا والله تعالى اعلم