عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-2009
  #1
ابوعبدالله
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: دير الزور - الكرامة
المشاركات: 2,061
معدل تقييم المستوى: 18
ابوعبدالله is on a distinguished road
افتراضي شاعر مسيحي تباهى بالإسلام :عبدالله يوركي حلاق




عبدالله يوركي حلاق
شاعر مسيحي تباهى بالإسلام


أمضى عمره يباهي بالإسلام ويمتدح النبي محمدا معتزا بانتمائه للعرب .


ما زالت مجلة الضاد التي تصدر في مدينة حلب السورية تشكل ذاكرة للأحداث السياسية والثقافية التي جرت في ثلاثينيات القرن الماضي، ففي العام 1931م أسسها في حلب الشاعرعبدالله يوركيحلاق ، ومنذ تأسيسها تحولت إلى منبر للشعراء والأدباء في الوطن العربي وبلاد المهجر، وما زالت هذه المجلة منذ تأسيسها حتى اليوم مستمرة في الصدور من دون انقطاع، وقد أصدر عبدالله يوركيحلاق كتباً عدة وأربعة دواوين شعرية وترك أكثر من عشرين ديوانا مخطوطا تتولى الجهات الثقافية الرسمية في سورية الآن إصدارها تباعا .
في هذا العرض الموجز لحياة الشاعر عبدالله يوركيحلاق يبرز في حياته ما عرف عنه من تدينه كمسيحي من جهة، ومن جهة أخرى اعتزازه الشديد بالإسلام وإعجابه الكبير بالنبي محمد ، فكان لا يترك مناسبة ثقافية أو لقاء إعلاميا يُجرى معه إلا ويتحدث بإسهاب عن الإسلام ديناً إنسانياً سامياً هدى البشرية إلى النور والحب والعدل والسلام، وعن القرآن الكريم كمعجزة إلهية، وغير ذلك مما يعكس افتخاره كعربي في أمة نزل القرآن الكريم بلغتها.


يقول: رياض حلاق ابن الشاعر


كان الشاعر عبدالله حلاق حريصا على قراءة الكتب الدينية المسيحية المقدَّسة، ولكن حرصه كان أشد على قراءة القرآن الكريم يوميا، وما زلت أذكر كيف كان يرتله بخشوع في البيت ويحرص على أن نستمع إليه وهو يرتل، ثم يتوقف ليشرح لنا المعاني السامية التي فيه، والبلاغة العظيمة في آياته .
هذا الجانب من الإعجاب الشديد بالإسلام وكل ما يتعلق بالإسلام عكسه عبدالله حلاق طوال حياته في أشعاره ولقاءاته الصحفية كما قلنا، ومن يقرأ أشعاره يجد هذا الجانب واضحا، وما زالت جوامع ومساجد مدينة حلب حتى اليوم تردد في الاحتفالات الدينية وفي تسابيح التهجد قبل صلاة الفجر الأشعار التي كتبها عبدالله حلاق
في مديح النبي محمد ، وهي أشعار كثيرة مبثوثة بين صفحات دواوينه المطبوعة والمخطوطة، ولعل أشهرها قصيدته التي مطلعها:


قبس من الصحراء شعشع نوره = فجلا ظلام الجهل عن دنيانا


وهذه القصيدة ألقاها في مهرجان الشعر الدوري الثالث الذي أقيم في دمشق يوم 23 أيلول 1961م، وبلغ من شهرة هذه القصيدة أن أبياتاً منها تُعتمد كزخرفة تزيينية على جدران المساجد التي يتم بناؤها في مدينة حلب وغيرها ، كما تقوم بتدريسها كمنهج مقرر المدارس الشرعية في حلب ، ومن أبياتها التي يمتدح فيها النبي ، قوله:


ومشى وفي أردانه عبق الهدى
وأريج فضل عطّر الأكوانا
بعث الشريعة من غياهب رمسها
فرعى الحقوق وفتّح الأذهانا
مرحى لأميّ يعلم سفره
نبغاء يعرب حكمة وبيانا
من ذا يجاذبه الفخار وقد حمى
أمّ اللغات وشرّف العربانا


وفي هذه القصيدة نجد اعتزاز الشاعر بعروبته كمسيحي من أرض العروبة ، وافتخاره بالانتماء إلى أمة ظهر فيها الرسول الكريم ، فيقول:


إني مسيحي أجلُّ محمداً
وأراه في سفر العلى عنوانا
وأطأطئ الرأس الرفيع لذكر من
صاغ الحديث وعلّم القرآنا


فالنبي محمد جاء هاديا للبشرية كلها ، وأدى الرسالة مجاهدا في سبيل الله ، واستطاع بجهاده أن يحطم الجهل وينشر مبادىء الخير والعلم والمحبة ، ومن حق الشاعر المسيحي عبدالله حلاق أن يتباهى بهذا النبي الكريم، فيقول في القصيدة عينها:


إني أباهي بالرسول لأنه
صقل النفوس وهذّب الوجدانا
ولأنه داس الجهالة وانتضى
سيف الجهاد فحطم الأوثانا


وهذا التباهي بالنبي محمد كان يتكرر كثيراً في قصائد الشاعر حلاق، مثل:

ومحمد ألق النبوة في الكتاب المنزّل
شرع الهداية شرعه مذ كان لم يتبدل
هو مشعل الدين المخلد وهو نور المشعل

دين التسامح


في كثير من الندوات الأدبية والثقافية التي كان يُدعى إليها الشاعر >حلاق< كان يتحدث بمنطق التاريخ ووقائعه عن انتعاش المسيحية في البلاد التي فتحها المسلمون، فالإسلام دين سماوي يجل الأديان السماوية التي سبقته، والقرآن الكريم تحدث عن السيد المسيح عليه السلام في خمسة وعشرين موضعاً كنبي مرسل من الله

سبحانه لهداية البشرية، وقد عاش المسيحيون في ظل الحكم الإسلامي في حرية دينية مطلقة، ولهذا يجب على كل مسيحي أن يفتخر بالإسلام وبالتاريخ المشرق للفتوحات الإسلامية، وأن يعتز بالإسلام اعتزازه بالانتماء للدين المسيحي، يقول مثلا في إحدى قصائده التي ألقاها بتاريخ 7-2-1958م:



إنجيلنا فادينا يعلِّمنا

أن ننشر الأفق لا نعدو على أحد
ومصحف هذَّب الدنيا ونورها
أليس فيه ضياء الواحد الأحد




وقوله:

العرب أهلي وجد الجد غساني
والضاد أمّ ونور الله قرآني




حادث شهير




في العام 1958م تنادت مدينة حلب إلى تكريم الشاعر المهجري رشيد سليم الخوري، فوجهت إليه دعوة للحضور إلى مدينة حلب وقد أقيم له احتفال تكريمي كبير يوم 24-11-1958م في المركز الثقافي توالى فيه إلقاء القصائد والكلمات من قبل أدباء وشعراء سورية، وكانت الأنظار موجهة للشاعر عبدالله حلاق



ترقبا لما سيقوله شاعر مسيحي احتفاء بشاعر مسيحي ، فصعد المنبر وألقى قصيدة رحب فيها بالشاعر الكبير بين أهله الميامين في الأرض التي أنجبت أبطال العروبة والإسلام ، إلى أن قال:



في كل جندي شجاعة خالد

وبكل بيت خولة وضرار



عندها لم يتمالك رشيد الخوري نفسه فوقف وصاح بحماس:

أحسنت يا عبدالله ...
يكفينا فخرا أننا أحفاد خالد ... يكفينا فخرا أننا من أمة محمد .
فتابع الشاعر



حلاق وسط تصفيق الجمهور:




العرب قوم بالبسالة والفدى
اشتهروا فلم ترهبهم الأخطار
إنا نصارى من سلالة يعرب
فاسأل يجبك المجد والإكبار.
عشنا على دين المروءة والندى
والمسلمون رفاقنا الأبرار.

ومن الأبيات التي تلفت النظر في قصائده ودواوينه تلك الأبيات التي كتبها في بلاد المغتربين عند زيارته لها تلبية لدعوات وجهت إليه لتكريمه فيها من قبل المهجريين، فعلى الرغم من قصر مدة الإقامة التي كان يمضيها بعيدا عن مدينة حلب، إلا أنه كان يشعر بالشوق الشديد إليها، وخصوصاً إلى أصوات المؤذنين وهي تنطلق من مآذن الجوامع والمساجد، ومن ذلك عند وجوده ضيفا في منزل الشاعر >القروي< العام 1955م، فقد أصابه الأرق في إحدى الليالي ولم يستطع النوم حتى الفجر مما لفت نظر مضيفه، فدخل عليه غرفة نومه فوجده يستمع من المذياع إلى إحدى المحطات الإذاعية الإسلامية وهي تبث أذان الفجر، وقد لاحظ القروي الدموع تكاد تنهمر من عيني الشاعر حلاق فسأله: ما دهاك يا عبدالله ؟

فرد عليه:

وسمعت صوت حي على الفلاح فشاقني
صوت المؤذن في الصباح الباكر.



هذه جوانب من حياة شاعر كبير حافظ على مسيحيته ، ولكنه أمضى عمره يباهي بالإسلام ويمتدح النبي محمداً معتزا بانتمائه إلى أمة العرب.




منقول من مجلة الوعي الإسلامي الكويتية




وهذه قصيدة الشاعر عبدالله يوركي حلاق وهو نصراني عربي من حلب في سورية كان صاحب ورئيس تحرير مجلة الضاد بحلب قبل قرابة أربعة عقود تقريبا و بعض هذه الأبيات تترد في الموالد النبوية .




قبس من الصحراء شعشع نـوره
فجلا ظلام الجهل عـن دنيانـا
ومشى وفي أردانه عبـق الهـدى
وأريج فضـل عطـر الأكوانـا
بعث الشريعة من عميق ضريجها
فرعى الحقوق وفتـح الأذهانـا
مرحـى لأمـيّ يعلّـم سـفْـره
نبغـاء يعـرب حكمـة وبيانـا
من ذا يجاذبه الفخار وقد حمـى
أم اللغـات وشـرّف العربـانـا
أمحمـد والمجـد نسـج يمينـه
مجـدّت فـي تعليمـك الأديانـا
وسحقت رأس الشر حين وطئته
وزرعت في قلب العتـي حنانـا
ونشـرت ذكـر الله فـي أميّـة
وثنـيـة ونفحْتـهـا الإيمـانـا
وأمرتهـا بالبـر فاعتـزّت بـه
وتسابقت في نشرهـا الإحسانـا
بُعث الجهاد لدن بُعثت وجـرّدت
أسياف صحبك تقمـع الطغيانـا
وتساعد الضعفا وتصفع من بغى
صفعات صدق تزهـق البهتانـا
إنـي مسيحـي أجـل محـمـدا
وأراه في سفْـر العلـى عنوانـا
وأطأطئ الرأس الرفيع لذكر من
صاغ الحديـث وعلّـم القرآنـا
إنـي أباهـي بالرسـول لأنـه
صقل النفوس وهـذب الوجدانـا
ولنـه حفـظ العروبـة وابتنـى
للعُرْب مجـدا رافـق الأزمانـا
صان الفخار البكر ذكـر محمـد
وهفـا فشنـف باسمـه الآذانـا
أمعزز الفصحى ومطلع شمسهـا
ذكراك عيـد يُذهـب الأشجانا


منقول


التعديل الأخير تم بواسطة ابوعبدالله ; 03-12-2009 الساعة 07:15 AM
ابوعبدالله غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس