عرض مشاركة واحدة
قديم 12-27-2008
  #3
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: موقف الإمام أحمد بن حنبل من التصوف والصوفية

17) .‏
وطبعاً فإن الإمام أحمد رحمه الله يقصد هنا سماع الصوفيين الصادقين الذين هم خاصة الخلق كما وصفهم السبكي وليس أدعياء التصوف الذين تكاثر عددهم على مر الزمن.
5. الزهد :وتعريفه هو أن تكون مما في يد الله أوثق مما في يدك .
ولأحمد بن حنبل كتاب خاص في الزهد شحن فيه أقوال الصحابة وكبار التابعين والصوفية أمثال إبراهيم بن أدهم قدس الله سره ومالك بن دينار قدس الله سره والفضيل بن عياض قدس الله سره ومحمد بن واسع قدس الله سره وسواهم وكان رضي الله عنهم يقول: أسرّ أيامي أصبح ليس عندي شيء. ويستشهد بعبارة أحد الربانيين: اهتمامك برزق غد يكتب عليك خطيئة (18) .‏
وقيل له: إن همة هؤلاء الصوفية كِسْرة وخرقة فقال: لا أعلم أعظم قدراً من هذه صفته .‏
قال صالح بن أحمد: رأيت أبي يأخذ الكسر (الخبز) وينفض الغبار عنها ثم يصب عليها الماء ثم يأكلها بالملح (19) .
وقد أرسل له مرة المتوكل طبيباً فقيل له: يا أمير المؤمنين إن أحمد بن حنبل ليس به علة في بدنه إنما هذا من قلة الطعام وكثرة الصيام والعبادة (20) .
فقد كان رحمه الله يقول: الخوف منعني من الطعام والشراب (21) .
وقال النحوي: رأيت الإمام أحمد وعليه ثياب غلاظ (22) .
وقال أبو طالب الشابي: ‏سئُل أحمد ما الزهد في الدنيا فقال: قصر الأمل والإياس مما في أيدي الناس .‏
أما ابن القيم فيذكر أن الزهد عند الإمام أحمد ثلاث أنواع:
الأول : ترك الحرام وهو: زهد العوام.
والثاني : ترك الفضول من الحلال وهو زهد الخواص .
والثالث : ترك ما يشغل عن الله وهو زهد العارفين (23) .‏
6. الإخلاص : قال رحمه الله: هو الخلاص من آفات الأعمال فخلص أعمالك من الغرور والشرك ومما يلائم نفسك (24) .
الشرك الذي كان يحذر منه الإمام أحمد ذكره في مسنده عندما أورد قول شداد بن أوس للرسول: أتشرك أمتُك من بعدك؟ قال: نعم أما إنهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً ولا حجراً ولا وثناً ولكن يراؤون بأعمالهم (25).‏
وهناك حديث يتكرر كثيراً في مصنفات الصوفية وذكره الإمام أحمد في مسنده هو، قوله: (ما أخلص عبد قط أربعين يوماً إلا ظهرت ينابيعُ الحكمة من قلبه على لسانه) (26) .
7.الحديث الضعيف : قيل إن أحمد بن حنبل كان يحفظ ستمائة ألف حديث ما بين الصحيح والحسن والضعيف .
وفسر الإمام أحمد ذلك قائلاً: (إذا روينا عن رسول اللهبالحلال والحرام والسنن والأحكام تشددنا في الأسانيد، وكذلك إذا جاء الحديث في الكفارات والحدود والفرائض وإذا روينا عن رسول اللهفي فضائل الأعمال وثوابها وترغيبها وما لا يضع حكماً ولا يرفعه تساهلنا في الأسانيد) (27) .
وهو يستدل بكلام أحد زهاد التابعين: (إن للحديث ضوءاً كضوء النهار تعرفه وظلمة كظلمة الليل تنكره) (28)‏ .
8.الأبدال: لا نعلم أحداً من الفقهاء الأربعة المشهورين أكثر من ذكر الأبدال مثل الإمام أحمد مثال على ذلك : ما جاء في مسنده أن رسول الله
قال:(الأبدال بالشام وهم أربعون رجلاً كلما مات رجل أبدل اللهمكانه رجلاً يسقى بهم الغيث وينتصر بهم على الأعداء ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب (29) .‏

عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس