عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2008
  #2
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي

صفاته :

كان كرم الله وجهه ربعة من الرجال إلى القصر أقرب وإلى السمن ، أدعج العينين أنجل في عينيه لين ، أزج الحاجبين حسن الوجه من أحسن الناس وجها يميل إلى السمرة كثير التبسم اصلع ليس في رأسه شعر إلا من خلفه ناتئ الجبهة له حفاف من خلفه كأنه إكليل و كان عنقه إبريق فضة كث اللحية له لحية قد زانت صدره لا يغير شيبه ارقب عريض ما بين المنكبين لمنكبيه مشاش كمشاش السبع الضاري و في رواية عظيم المشاشين كمشاش السبع الضاري لا يبين عضده من ساعده أدمجت إدماجا عبل الذراعين شثن الكفين و في رواية دقيق الأصابع شديد الساعد واليد لا يمسك بذراع رجل قط إلا امسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفس ضخم البطن أقرى الظهر عريض الصدر كثير شعره ضخم الكسور عظيم الكراديس غليظ العضلات حمش الساقين ضخم عضلة الذراع دقيق مستدقها ضخم عضلة الساق دقيق مستدقها إذا مشى تكفا و إذا مشى إلى الحرب هرول قوي شجاع منصور على من لاقاه قد أيده الله بالعز و النصر.
نشأتـــه :

نشأ علي كرم الله وجهه في حجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتأدب بآدابه وربي بتربيته وذلك انه لما ولد أحبه رسول الله صلى الله عليه وآله حباً شديداً و قال لأمه : " اجعلي مهده بقرب فراشي " ، وكان يلي أكثر تربيته و يوجره اللبن عند شربه و يحرك مهده عند نومه و يناغيه في يقظته و يحمله على صدره ، و كان يحمله دائماً و يطوف به جبال مكة و شعابها و أوديتها كأنه يفعل ذلك ترويحا له و في ذلك يقول الشاعر:


وربيت في حجر النبي محمد فطوبى لمن من احمد ضمه حجر
وغذاك بالعلم الإلهي ناشـئاً فلاعـلم إلا منك قد حـاطه خبر
بآدابه أدبـت طفلا و يافـعا وأكسبنك الأ خلاق أخـلاقه الغر

مع رسول الله في الغـــار :
وقد كان علي كرم الله وجهه يلازم رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يتعبد في غار حراء كل سنة قبل النبوة ، فلم يزل علي مع رسول الله حتى بعثه الله بالنبوة فكان أول من آمن به و اتبعه وصدقه في حديث الدار الذي اجمع على صحته نقلة الآثار حين جمع رسول الله صلى الله عليه وآله بني عبد المطلب في دار أبي طالب وهم أربعون رجلا يومئذ يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا فيما ذكره الرواة وأمره أن يصنع لهم طعاماً فأخذ شاة مع مد من البر و عد لهم صاعا من اللبن .

وقد كان الرجل منهم معروفاً يأكل الجذعة في مقام واحد ويشرب الفرق من الشراب ، فأراد كرم الله وجهه بإعداد قليل الطعام والشراب لجماعتهم إظهار الآية في شبعهم وريهم مما كان لا يشبع واحداً منهم ولا يرويه ثم أمر بتقديمه لهم فأكلت الجماعة كلها من ذلك اليسير حتى تملوا منه ولم يبن ما أكلوه منه وشربوه فيه ، فبهرهم بذلك و بين لهم آية نبوته وعلامة صدقه ببرهان الله تعالى فيه ..
خطبة رسول الله لعشيرته :

ثم قال لهم بعد أن شبعوا من الطعام ورووا من الشراب : (( يا بني عبد المطلب إن الله بعثتي إلى الخلق كافة و بعثتي إليكم خاصة فقال : (( وأنذر عشيرتك الأقربين )) ، و أنا أدعوكم إلى كلمتين خفيفتين على اللسان ثقيلتين في الميزان تملكون بهما العرب والعجم و تنقاد لكم بهما الأمم و تدخلون بهما الجنة و تنجون بهما من النار شهادة أن لا إله إلا الله و أني رسول الله فمن يجيبني إلى هذا الأمر ويؤازرني عليه يكن أخي ووصيي و وزيري و وارثي و خليفتي من بعدي فلم يجبه أحد منهم )) .
أول من آمن من الصبيان :

فقال علي : " فقمت بين يديه من بينهم و أنا إذ ذاك أصغرهم سناً و احمشهم ساقاً و ارمصهم عيناً فقلت أنا يا رسول الله اوازرك على هذا الأمر " فقال اجلس ثم أعاد القول على القوم ثانية فصمتوا ، فقمت وقلت مثل مقالتي الأولى فقال اجلس ، ثم أعاد القول على القوم ثالثة فلم ينطق أحد منهم بحرف فقمت ، وقلت أنا اوازرك يا رسول الله على هذا الأمر ، فقال : " اجلس فأنت أخي ووصيي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي فنهض القوم وهم يقولون لأبي طالب يا أبا طالب ليهنئك اليوم أن دخلت في دين ابن أخيك فقد جعل ابنك أميرا عليك "..ملازمته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم :

ولم يزل علي في صحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ملازماً له فأقام مع النبي صلى الله عليه وآله بعد البعثة ثلاثاً وعشرين سنة منها ثلاث عشرة سنة بمكة قبل الهجرة مشاركا له في محنه كلها متحملا عنه أكثر أثقاله ، وعشر سنين بالمدينة بعد الهجرة يكافح عنه المشركين و يجاهد دونه الكافرين ويقيه بنفسه من أعدائه في الدين وقتل الأبطال و ضرب بالسيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وعمره بين 20و23 سنة إلى 25 سنة .

وفي حصار الشعب الذي دخل فيه بنو هاشم خوفاً من قريش و حصروهم فيه كان علي معهم و لا شك أن أباه كان ينيمه أيضا في مرقد النبي صلى الله عليه وآله لأن ذلك من أشد أيام الخوف عليه من البيات ، وقد يسأل سائل : لماذا اختص أبو طالب ابنه علياً بأن يبيته في مضجع النبي صلى الله عليه وآله مع أنه أصغر أولاده وطالب وعقيل وجعفر أكبر منه فهم أولى بأن ينيم واحداً منهم في مضجع النبي صلى الله عليه وآله ؟ ..

والجواب : لا يحتاج إلى كثير تفكير فهو على صغر سنة أثبتهم جنانا و أشجعهم قلبا و أشدهم تهالكا في حب ابن عمه و إن كان لجعفر المقام السامي في ذلك لكنه لا يصل إلى رتبة أخيه علي
فـي أخـلاقـه و سـيـرتـه :

دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية فقال له معاوية: ـ صف لي عليا ، قال : ـ اعفني، قال : ـ لتصفنه، قال : ـ أما إذا كان لا بد من وصفه فإنه كان والله بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا ويحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه و تنطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا و زهرتها ويأنس بالليل ووحشته وكان غزير الدمعة طويل الفكرة يقلب كفه و يخاطب نفسه يعجبه من اللباس ما خشن و من الطعام ما جشب وكان فينا كأحدنا يدنينا إذا أتيناه و يجيبنا إذا سألناه و يأتينا إذا دعوناه و ينبئنا إذا استنبأناه ونحن والله مع تقريبه إيانا وقربه منا لا نكاد نكلمه هيبة له فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم يعظم أهل الدين ويقرب المساكين لا يطمع القوي في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله و اشهد لقد رايته في بعض مواقفه و قد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه قابضاً على لحيته يتململ تململ السليم و يبكي بكاء الحزين فكأني اسمعه الآن و هو يقول : يا ربنا يا ربنا يتضرع إليه ثم يقول : يا دنيا غري غيري إلي تعرضت أم إلي تشوفت هيهات هيهات قد أبنتك ثلاثا لا رجعة فيها فعمرك قصير و خطرك كبير وعيشك حقير آه آه من قلة الزاد و بعد السفر و وحشة الطريق ..
فبكى معاوية ووكفت دموعه على لحيته مايملكها وجعل ينشفها بكمه و قد اختنق القوم بالبكاء و قال : " رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك فكيف حزنك عليه يا ضرار ؟ قال : حزن من ذبح ولدها بحجرها فهي لا ترقى عبرتها و لا يسكن حزنها ثم خرج ..

المشاهد التي شهدها :

وكان علي رضي الله عنه قد صلى القبلتين وهاجر وشهد بدراً والحديبية وسائر المشاهد وأنه أبلى ببدر و بأحد وبالخندق وبخيبر بلاء عظيماً وأنه أغنى في تلك المشاهد وقام فيها المقام الكريم و كان لواء رسول الله صلى الله عليه وآله بيده في مواطن كثيرة وكان يوم بدر بيده ،ولما قتل مصعب بن عمير يوم أحد وكان اللواء بيده دفعه رسول الله صلى الله عليه وآله إليه ولم يتخلف عن مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وآله منذ قدم المدينة إلا تبوك فإنه خلفه على المدينة و على عياله بعده و قال له : (( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي )) ..

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : "أقضى أمتي علي " وعن عمر رضي الله عنه قال : " أقضانا علي بن أبي طالب " ..
قضائـــه :

فعن قوته وإصابته في القضاء قصة تدل على ذلك فيها أنه لما بعثه رسول الله إلى اليمن , وجد أربعة وقعوا في حفرة يصطاد فيها الاسد , سقط أولاً رجل فتعلق بآخر, وتعلق الآخر بآخر حتى تساقط الأربعة فجرحهم الأسد وماتوا من جراحته , فتنازع أولياؤهم حتى كادوا أن يقتتلوا, فقال علي : " أنا أقضي بينكم ، فإن رضيتم فهو القضاء وإلا حجزت بعضكم عن بعض حتى تأتوا رسول الله ليقضي بينكم ، اجمعو من القبائل التي حفروا البئر ربع الدية و ثلثها و نصفها و كاملها, فللأول ربع الدية لأنه أهلك من فوقه, وللذي يليه ثلثها لانه أهلك من فوقه, وللثالث النصف لأنه أهلك من فوقه, و للرابع الدية كاملة " فأبوا أن يرضوا , فأتوا رسول الله فلقوه عند مقام إبراهيم فقصوا عليه القصة , فقال: أنا أقضي بينكم , فقال رجل من القوم : إنّ علياً قضى بيننا, فلما قصوا عليه القصة أجازه ..
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس