عرض مشاركة واحدة
قديم 04-21-2009
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: النقول المفزعة لجهلة المتنطعة في استحباب التوسل بالنبي بعد وفاته من كتب المذاهب ا

ثانياً : المذهب الشافعي :
1 - الإمام النووي , قال في المجموع شرح المهذب :
ثم يأتي القبر الكريم فيستدبر القبلة .. غاض الطرف في مقام الهيبة والاجلال فارغ القلب من علائق الدنيا مستحضرا في قلبه جلالة موقفه ومنزلة من هو بحضرته ثم يسلم ولا يرفع صوته بل يقصد فيقول السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا نبي الله السلام عليك يا خيرة الله السلام عليك يا حبيب الله السلام عيك يا سيد المرسلين وخاتم النبيين ...وذكر السلام على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما , ثم قال :

ثم يرجع إلى موقفه الاول قبالة وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتوسل به في حق نفسه ويستشفع به إلى ربه سبحانه وتعالى ومن أحسن ما يقول ما حكاه الماوردي والقاضي أبو الطيب وسائر أصحابنا عن العتبي .. وساق حديث الأعرابي
ثم قال :
(فرع) لا يجوز أن يطاف بقبره صلى الله عليه وسلم ويكره الصاق الظهر والبطن بجدار القبر قاله أبو عبيد الله الحليمي وغيره قالوا ويكره مسحه باليد وتقبيله بل الادب (1) أن يبعد منه كما يبعد منه لو حضره في حياته صلى الله
عليه وسلم هذا هو الصواب الذي قاله العلماء وأطبقوا عليه ولا يغتر بمخالفة كثيرين من العوام وفعلهم ذلك فان الاقتداء والعمل انما يكون بالاحاديث الصحيحة وأقوال العلماء ولا يلتفت إلى محدثات العوام وغيرهم وجهالاتهم وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من أحدث في ديننا ما ليس منه فهو رد) .
_____________________
(1) قلت : هذا التعليل ( وهو الأدب ) مهم جداً لأن القوم يفهمون من هذه الآداب أنها من باب سد الذريعة إلى الشرك , في حين أن تعليل الشيخ على الضد من ذلك تماماً وهو المبالغة في الأدب معه صلى اله عليه وسلم .

ولم أجد من علل النهي بأن هذه الأفعال من الشرك إلا ابن تيمية , قال في شرح منتهى الإرادات : قال الشيخ تقي لدين : (( أتفقوا)) على أنه لا يقبله ولا يتمسح به ((فإنه من الشرك)) ! اهـ .
فابن تيمية هو أول من خرجت منه هذه الكلمة في كتب الفقه , ولكنه كان يجبر هذا بتكلف ادعاء الاجماع بشكل مكثف جدا ( ونحن هنا لانبحث في نيته ولكن هذا كان دأبه ) . والعلماء قد اتفقوا حقاً على النهي عن ذلك , ولكن لا لعلة الشرك كما خالف ابن تيمية من قبله من العلماء وعلّم من بعده أن من قبله اتفقوا على رمي الأمة بالشرك !

بل إن الحق الظاهر جداً أن نهي كل الفقهاء عن تلكم الأفعال من التمسح وغيره إنما هو زيادة في التعظيم لجناب النبي عليه الصلاة والسلام وزيادة الأدب معه , لا لتقليل التعظيم سداً لذريعة الشرك كما فهم ابن تيمية ومن تبعه وأغمض عينه عن أقوال غيره .
أقول : ولذلك فإن من حبس نفسه في ( قمقم ) ابن تيمية في بدايته كابن عبد الوهاب لم يستطع الخروج منه أبداً إلا أن يشاء الله

وقال النووي في كتاب الأذكار في الدعوات التي يستحب أن يدعو بها في المزدلفة والمشعر الحرام :
اللهم إني أستشفع إليك بخواص عبادك ، وأتوسل بك إليك ، أسألك أن ترزقني جوامع الخير كله ، وأن تمن علي بما مننت به على أوليائك ، وأن تصلح حالي في الآخرة والدنيا يا أرحم الراحمين . وقال في آداب زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأذكارها : فيتوسل به في حق نفسه ، ويتشفع به إلى ربه سبحانه وتعالى ، ويدعو لنفسه ولوالديه وأصحابه وأحبابه ومن أحسن إليه وسائر المسلمين ، وأن يجتهد في إكثار الدعاء ، ويغتنم هذا الموقف الشريف ويحمد الله تعالى ويسبحه ويكبره ويهلله ، ويصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكثر من كل ذلك

2- الحافظ ابن حجر العسقلاني , قال في فتح الباري 3/66 :

قال الكرماني وقع في هذه المساله ( شد الرحال ) في عصرنا في البلاد الشاميه مناظرات كثيرة وصنف فيها رسائل من الطرفين قلت ( الكلام للحافظ ابن حجر رحمه الله ) :
يشير إلى ما رد به الشيخ تقي الدين السبكي وغيره على الشيخ تقي الدين بن تيميه وما انتصر به الحافظ شمس الدين بن عبد الهادي وغيره لابن تيميه وهي مشهوره في بلادنا
والحاصل إنهم ألزموا ابن تيميه بتحريم شد الرحل إلى زيارة قبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم وانكرنا صورة ذلك وفي شرح ذلك من الطرفين طول وهي من ابشع المسائل المنقوله عن بن تيميه ومن جملة ما استدل به على دفع ما ادعاه غيره من الإجماع على مشروعية زيارة قبر النبي صلى الله عليه و سلم ما نقل عن مالك أنه كره أن يقول زرت قبر النبي صلى الله عليه و سلم وقد أجاب عنه المحققون من أصحابه بأنه كره اللفظ ادبا لا أصل الزيارة فإنها من أفضل الأعمال واجل القربات الموصلة إلى ذي الجلال وأن مشروعيتها محل إجماع بلا نزاع والله الهادي إلى الصواب .
وقال لحافظ ابن حجر في الفتح 11 /441 ما يحسم الخلاف في هذه المسألة : قال:
وفيه ( أي حديث الشفاعة الطويل ) ان الناس يوم القيامة يستصحبون حالهم في الدنيا من التوسل إلى الله تعالى في حوائجهم بانبيائهم والباعث على ذلك الالهام .
ونقل 2/495 عن ابن المنير قوله : ليس في قول عمر أنهم كانوا يتوسلون به دلالة على أنهم سألوه أن يستسقى لهم إذ يحتمل أن يكونوا في الحالين طلبوا السقيا من الله مستشفعين به صلى الله عليه و سلم اهـ .


3- الإمام أبو بكر الآجُرّي صاحب التصانيف وصاحب كتاب الشريعة , عقد باباً في كتابه تحت عنوان : ذكر الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحمة الله تعالى عليهم أجمعين ,وفيه :
قال محمد بن الحسين ( أي الآجري ) رحمه الله : ينبغي لمن تدبر ما رسمناه من فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفضائل أهل بيته رضي الله عنهم أجمعين أن يحبهم ويترحم عليهم ويستغفر لهم ، ويتوسل إلى الله الكريم بهم ويشكر الله العظيم إذ وفقه لهذا .



4-حاشية الجمل على المنهج لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري :
وأما إرسال السلام إليه {صلى الله عليه وسلم} فالقصد منه الاستمداد منه وعود البركة على المسلم .
قوله ويستشفع به إلى ربه ومن أحسن ما يقول ما حكاه أصحابنا عن العتبي مستحسنين له ..الخ .




5- قال الشهاب الرملي الملقب بالشافعي الصغير في شرحه على زبد الفقه لابن رسلان :
ثم يرجع إلى موقفه الأول قبالة وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتوسل به في حق نفسه ويستشفع به إلى ربه جل وعلا ثم يستقبل القبلة ويدعو لنفسه ومن شاء من المسلمين (ص 349 )

وقال في نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج :
ونتوسل إلى الله تعالى بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وبسائر أنبيائه ورسله وملائكته وأخصائه أن يديم لنا رضاه ، وأن يصلح منا ما أفسدناه ، وأن يمن علينا بقربه ، وأن يتحفنا بحقائق حبه ، وأن لا يجعل أعمالنا حسرة علينا وندامة
، وأن يجعلنا مع ساداتنا في أعلى فراديس الكرامة ، وأن يعيننا على إتمام بقية شرح الكتاب كما أعاننا على ابتدائه ، فإنه مجيب الدعاء ، لا يرد من قصده واعتمد عليه ، ولا من عول في جميع أموره عليه


6-وقال في إعانة الطالبين ( المقدمة ) :
بعد تمام القراءة طلب مني جملة من الاصدقاء والخلان، أصلح الله لي ولهم الحال والشان، تجريد تلك الهوامش وجمعها، فامتنعت من ذلك لعلمي بأني لست ممن يرقى تلك المسالك، واعترافي بقلة بضاعتي، وإقراري بعدم أهليتي.
فلما كرروا علي الطلب، توسلت بسيد العجم والعرب، فجاءت البشارة بالاشارة، وشرعت في التجريد والجمع مستعينا بالملك الوهاب وملتمسا منه التوفيق وللصواب، رجاء أن يكون تذكرة لي وللاحباب.
وأن ينفعني به والاصحاب، فالله هو المرجو لتحقيق رجاء الراجين وإنجاح حاجات المحتاجين.وسميته: إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين.


وقال في ختام الجزء الثاني من كتابه :
وأرجو - من الكريم الوهاب، متوسلا بسيدنا محمد: سيد الاحباب - أن يعين على التمام والكمال


ثم فال في الختام :
وأتضرع إلى الله سبحانه وتعالى وأسأله من فضله العميم، متوسلا بنبيه الكريم، أن ينفع بها كما نفع بأصلها الخاص والعام ..

ومثل هذا التوسل كثير مستفيض في كتب كل علماء أمة الإسلام ما خلا المبتدعة الخوارج .


__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس