عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-2012
  #98
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني

أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نتبع صوم رمضان بصوم ستة من أيام شوال تطهيرا لما عساه تدنس من غفلات يوم العبد، بأكل الشهوات التي كانت النفس محبوسة عن تناولها مدة صوم رمضان فربما أقبلت النفس بهمتها على أكل الشهوات في يوم العيد، وحصل لها فيه من الغفلة والحجاب أكثر مما كان يحصل لها لو تعاطت جميع الشهوات التي تركتها في رمضان، فكانت هذه الستة كأنها جوابر لما نقص من الآداب والخلل في صومنا لفرض رمضان كالسنن التابعة للفرائض أو كسجود السهو.


ومن هنا قال سيدي عليا الخواص: ينبغي الحضور والأدب في صوم هذه الستة أيام كما في رمضان بل أشد لأنها جوابر، وإذا حصل النقص في الجوابر لم يحصل بها المقصود، فيتسلسل الأمر فيحتاج كل جابر إلى جابر قال: ونظير ذلك تخصيص الشارع الجبر لخلل الصلاة والسجود دون القيام والركوع وغيرهما، لما ورد أنها حالة أقرب ما يكون العبد فيها مع ربه عز وجل فلا يقدر إبليس يدخل لقلب العبد فيها حتى يوسوس له، ولو جعل الجابر غير السجود لربما كان يوسوس للعبد فيحتاج الجابر لجابر آخر وإنما استحب بعض العلماء صومها متوالية غير متفرقة في الشهر لأن التوالي أقرب في جلاء الباطن من المتفرق ولذلك سن الأشياخ الخلوة على التوالي من ثلاثة أيام إلى أربعين يوما إلى أكثر من ذلك حسب القسمة الإلهية لتتوالى جمعية قلوبهم بالحق تعالى، كما يشهد لذلك حديث البخاري وغيره في تحنثه صلى الله عليه وسلم قبل النبوة بغار حراء. ومن هنا أمر الأشياخ مريديهم في حال الخلوة بالجوع وترك اللغو وتوالي الذكر وعدم النوم، وذلك لتتراكم الأنوار وتتقوى فينهزم جيش الشياطين، ويكون حزب الله هم الغالبون. وإيضاح ذلك أنه إذا تخلل الخلوة غفلة أو شبع أو لغو أو نوم فإن الظلمة تغلب على تلك الأنوار المتفرقة لكون الظلمة هي الأصل، إذا الطين هو الغالب في نشأة البشر على النور، فما لم يكون عسكر النور أقوى لم يخرج الإنسان عن الظلمة والكثافة، فقد بان لك حكمة صوم الستة أيام المذكورة، وحكمة صومها على التوالي والله يتولى هداك: {وهو يتولى الصالحين}.


روى مسلم واللفظ له وأبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي مرفوعا: صوم يوم عرفة يكفر السنة الماضية والباقية.


وفي رواية للترمذي مرفوعا: صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي بعده والسنة التي قبله.


وفي رواية لابن ماجه مرفوعا: من صام يوم عرفة غفر له سنة أمامه وسنة بعده. زاد في رواية الطبراني بإسناد حسن: ومن صام عاشوراء غفر له ذنوب سنة.


وروى الطبراني بإسناد حسن والبيهقي عن مسروق، أنه دخل على عائشة رضي الله عنها في يوم عرفة فقال اسقوني، فقالت عائشة يا غلام اسقه عسلا، ثم قالت: وما أنت يا مسروق بصائم؟ قال لا إني أخاف أن يكون الأضحى، فقالت عائشة ليس ذلك إنما عرفة يوم يعرف الإمام، ويوم النحر يوم ينحر الإمام، أو ما سمعت يا مسروق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعدله بألف يوم؟ والألف يوم أكثر من سنتين.


وروى أبو داود والنسائي وابن خزيمة في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة. وكان ابن عمر يقول: لم يصم النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة بعرفة، ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان وأنا لا أصومه، وكان مالك والثوري يختاران الفطر، وكان ابن الزبير وعائشة يصومان يوم عرفة، وروى ذلك عن عثمان بن أبي العاص، وكان إسحاق يميل إلى الصوم، وكان عطاء يقول أصوم في الشتاء ولا أصوم في الصيف، وكان قتادة يقول: لا بأس به إذا لم يضعف عن الدعاء. وقال الإمام الشافعي: يستحب صوم يوم عرفة لغير الحاج، فأما الحاج فالأحب إلى أن يفطر ليقويه على الدعاء وقال الإمام أحمد بن حنبل إن قدر على أن يصوم صام وإن أفطر فذلك يوم محتاج فيه إلى القوم. والله تعالى أعلم." اهـ


__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس