عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2008
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي سيدي ابو العباس المرسي

سيدي ابو المرسي العباس


شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عمر بن على الخزرجى الأنصارى المرسى البلنسى. عربى من ذرية الأنصار المهاجرين إلى الأندلس، صاحب وتلميذ الشيخ أبى الحسن الشاذلى. ولد فى مرسيه شرقى الأندلس (616هـ). غرقت سفينة كانت تستقلهاأسرته فى الطريق إلى الحج أمام ساحل بونةالتونسى. مات الأبوان، ونجا ولداهما من الغرق فاستقرا فى تونس. سافر الأخ الأصغر أبو العباس إلى مصر، فنزل الإسكندرية سنة 642، ظل بها بقية حياته وإن تنقل بين المدن المصرية، حتى مات فى 686 عن سبعين عاما، ودفن حيث أقيم ضريحه داخل مسجده المشهور.
شاهد أبو العباس وهو صبى خيال الظل. لما أتى الصباح ذهب إلى المؤدب، وكان من أولياء الله تعالى، فقال حين رآه: يا ناظرا صور الخيال تعجبا وهو الخيال بعينه لو أبصرا وكان يكتب فى لوح فقال له بعض الناس: الصوفى لا يسود بياضا.
فأجابه الصبى: ليس الأمر كما علمت، ولكن لا يسود الصحائف بسود الذنوب!. قال أبو العباس: لما نزلت بتونس، وكنت أتيت من مرسيه، وأنا إذ ذاك شاب، سمعت بذكر الشيخ أبى الحسن الشاذلى. فقال لى رجل: تمضى بنا إليه. فقلت: حتى أستخير الله!. فنمت تلك الليلة، فرأيت كأنى أصعد إلى رأس جبل، فلما علوت فوقه رأيت هناك رجلا عليه برنس أخضر، وهو جالس وعن يمينه رجل، وعن يساره رجل، فنظرت إليه فقال: عثرت على خليفة الزمان! فانتبهت. فلما كان بعد صلاة الصبح، أتانى الرجل الذى دعانى إلى زيارة الشيخ، فسرت معه، فلما دخلنا عليه رأيته بالصفة التى رأيته بها فوق الجبل، فدهشت، فقال لى: عثرت على خليفة الزمان.. ما اسمك؟. فذكرت له اسمى ونسبى. فقال لى: رفعت لى منذ عشر سنين!.
حين كف بصر أبى الحسن الشاذلى، قال لتلميذه أبى العباس: يا أبا العباس. انعكس بصرى على بصيرتى فصرت كلى مبصرا بالله الذى لا إله إلا هو، ما أترك فى زمانى أفضل من أصحابى وأنت والله أفضلهم. ثم قال له: كم سنك يا أبا العباس؟. قال أبو العباس: ثلاثون سنة. قال الشاذلى: بقيت عليك عشرة أعوام وترث الصديقية من بعدى.
قال أبو العباس: رأيت ليلة كأنى فى سماء الدنيا، وإذا برجل أسمر اللون، قصيرالطول، كبير اللحية، فقال: قل اللهم اغفر لأمة محمد. اللهم ارحم أمة محمد. اللهم استر أمة محمد. اللهم أُجبر أمة محمد. هذا دعاء الخضر، من قاله كل يوم كتب من الأبدال. فقيل هذا الشيخ ابن أبى شامة. فلما انتهيت، وأتيت إلى الشيخ أبى الحسن جلست ولم أخبره بشئ، فقال: اللهم اغفر لأمة محمد، الدعاء. من قاله كل يوم كتب من الأبدال.
قال الشاذلى لأبى العباس: يا أبا العباس. ما صحبتك إلا لتكون أنت أنا وأنا أنت. وقال له: يا أبا العباس فيك ما فى الأولياء وليس فى الأولياء ما فيك.
كانوا يقرءون كتاب "المواقف" للنفرى فى دار الزكى السراج بالقاهرة، سأل أبو الحسن: أين أبو العباس؟. فلما جاء، قال له أبو الحسن: يا بنى تكلم، بارك الله فيك تكلم، ولن تسكت بعدها أبدا. واحتد أبو العزائم ماضى يوما على أبى العباس، فهتف الشاذلى بتلميذه: يا ماضى، الزم الأدب مع أبى العباس، فوالله إنه لأعرف بأزقة السماء أكثر مما تعرف أنت أزقة الإسكندرية.
وقال الشاذلى: هذا هو أبو العباس، منذ نفذ إلى الله لم يحجب، ولو طلب الحجاب لم يجده، وقال:ووارث علم الشاذلى حقيقة وذلك قطب فاعلموه وواحدرأيت له بعد الممات عجائبا تدل على من كان للفتح يجحد
قال ابن عطاء الله السكندرى: أخبرنى بعض أصحابنا قال: رأى إنسان من أهل العلم والخير كأنه بالقرافة الصغرى والناس مجتمعون يتطلعون إلى السماء، وقائل يقول: الشيخ أبو الحسن ينزل من السماء، والشيخ أبو العباس مرتقب لنزوله، متأهب له. فرأيت الشيخ أبا الحسن قد نزل من السماء وعليه ثياب بيض، فلما رآه الشيخ أبو العباس ثبت رجليه فى الأرض وتهيأ لنزوله عليه، فنزل الشيخ أبو الحسن عليه ودخل من رأسه حتى غاب فيه، واستيقظت.
وقيل إن أبا الحسن حين مات إنما غاب فى أبى العباس، تواصل فيه، تحقق له الامتداد، صار أبو العباس هو لسان الشيخ، وصار هو هو. وقال أولياء العصر: فنى أبو العباس فى أبى الحسن، ثم فنى فى الدعوة إلى الله بعد أبى الحسن، فلم يكن عنده فراغ للحديث عن نفسه.
ولى أبو العباس شئون الطريقة الشاذلية بعد أن استخلفه لذلك أستاذه أبو الحسن الشاذلى. قال لأصحابه: إذا أنا مت فعليكم بأبى العباس المرسى، فإنه الخليفة من بعدى، وسيكون له مقام عظيم بينكم، وهو باب من أبواب الله تعالى فى سنة اثنتين وأربعين وستمائة أضاءت الإسكندرية بمقدم سيدى العارف بالله سيدى المرسى أبى العباس، بداية لإقامة متصلة بلغت ثلاثا وأربعين سنة، تحدث وشرح وعلم وأفاض فى التفسير وفى الفقه، وأعان الناس على أمور دينهم ودنياهم. سكن دارا قبالة كوم الدكة، وكان يلقى دروسه على مريديه بمسجد العطارين. وكان يسمى الجامع الغربى، ولم يبدأ بإلقاء دروسه إلا عندما بلغ الأربعين من العمر، وسمح له شيخه بذلك. بث علوم الشاذلى، نشر أنوارها، أبان عن أسرارها وغوامضها. بصر أصحابه وتلامذته ومريديه بالمقال والفعال،وانتشر فى البلاد أصحابه، وأصحاب أصحابه، وظهرت علوم الشيخ فى كل مكان.
قال أبو العباس: العارف لا دنيا له، لأن دنياه لآخرته، وآخرته لربه.
وقال: الزاهد جاء من الدنيا إلى الآخرة، والعارف جاء من الآخرة إلى الدنيا.
وقال: الزاهد غريب فى الدنيا لأن الآخرة وطنه، العارف غريب فى الآخرة فإنه عند الله.
وقال: معرفة الولى أصعب من معرفة الله، فإن الله معروف بكماله وجماله، ومتى تعرف مخلوقا مثلك يأكل كما تأكل ويشرب كما تشرب، وإذا أراد الله أن يعرفك بولى من أوليائه طوى عنك وجود بشريته، وأشهدك وجود خصوصيته.
وقال: الولى يكون مشحونا بالمعارف والعلوم والحقائق، حتى إذا أعطى العبارة كان ذلك كالأذن من الله فى الكلام، كلام المأذون له يخرج من فمه وعليه كسوة وطلاوة، وكلام الذى لم يؤذن له يخرج مكسوف الأنوار، حتى أن الرجلين ليتكلمان
بالحقيقة الواحدة فتتقبل من أحدهما وترد على الآخر.
وقال: ابن آدم، خلق الله الأشياء كلها من أجلك، وخلقك لأجله، فلا تشتغل بما هو لك عمن أنت له، فالأكوان عبيد مسخرة، وأنت عبد الحضرة.
وقال: الدخول فى الجنة بالإيمان، والخلود فيها بالنية، والدرجات فيها بالأعمال. والدخول فى النار بالشرك، والخلود فيها بالنية، والدركات فيها بالأعمال.
وقال: يكون الرجل بين أظهرهم فلا يلقون إليه بالا، حتى إذا مات قالوا كان فلان.. وربما دخل فى طريق الرجل بعد وفاته أكثر مما دخل فيها فى حياته.
وقال: يقول أحدهم: صليت كذا وكذا ركعة، صمت كذا وكذا شهرا، ختمت كذا وكذا ختمة، فهؤلاء من أبناء العد والإحصاء، فهم إلى عد سيئاتهم أحوج منهم إلى عد حسناتهم.
وقال: الدنيا كالنار وهى قائلة للمؤمن جرياً يا مؤمن فقد أطفأ نور قناعتك لهبى.
وقال: الناس على قسمين، قوم وصلوا بكرامة الله إلى طاعة الله، وقوم وصلوا بطاعة الله إلى كرامة الله.
وقال: الفقيه من انفقأ الحجاب عن عينى قلبه، وإذ قد عرفت أن الدعاء إلى الله لا يزال أبدا، فاعلم أن الأنوار الظاهرة فى أولياء الله إنما هى من إشراق أنوار النبوة عليهم، فمثل الحقيقة المحمدية كالشمس، وأنوار قلوب الأولياء كالأقمار، وإنما أضاء القمر لظهور نور الشمس فيه ومقابلته إياها، فإذا الشمس منيرة نهارا ومضيئة ليلا لظهور نورها فى القمر، فإذا هى لا غروب لها. فقد فهمت من هذا أنه يجب دوام أنوار الأولياء لدوام ظهور نور رسول الله ::ًص:: فيهم. فالأولياء آيات الله يتلوها على عباده بإظهار إياهم واحدا بعد واحد. تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس