عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2008
  #75
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

العَزِيزُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو: جليل القدر، خطيرٌ، غالبٌ في حقيقة الأمر، تتحيَّر العقول في كماله وفضله، وهو من تشتدُّ الحاجة إليه، ولا يوجد له نظير.


فالشمس مثلاً تشتدُّ الحاجة إليها ولا يصعب الوصول إلى ضيائها، كذا الأرض نفعها كثير ، سهلٌ يسير، ولا نظير للشمس والأرض في المنفعة.


فالشمس وإن كانت واحدة، ولكنها مملوكة مقهورة، يسيرها السحاب، وتحبسها الأرض، ويعتريها الكسوف، ويمكن لله أن يوجد مثلها أو أحسن منها، فكل الحقائق مهما كانت جليلة كثيرة النفع فهي محتاجة إلى مُمِدٍّ يبقيها، وحيٍّ يحييها.


و"العزيز" المطلق هو الله الواحد الأحد، الغني بذاته عن جميع العوالم، والكلُّ مفتقر إليه، ويسندون حاجاتهم إليه، فهو"العزيز" والكلُّ أذلاَّء، وهو القوي والكلُّ ضعفاء.


ومن أراد أن يذوق من رحيق العزة في نفسه، وفي إخوانه، فلتمسَّكْ بتعاليم طه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ويرخص كل عزيز في طلب "العزيز"، فالأموال مبذولة، والأوقات معمورة بذكره، والنفس رخيصة في معاينة سره.


فإذا كانت الجنة عزيزة عندك لم تدرك سرَّ"العزيز"، فالعزيز هو الله، فلا تطلب غيره حتى يواجهك بنور العزة، فتصير عزيزاً في عصرك، فريداً في دهرك، وتطلبك الأرواح لتعرفها كمال "العزيز".
والعزيز في عصره هو من يحيي القلوب بإرشاده، ويدلُّهم على الله، فيكشف لنفوسهم نور"العزيز" فيضحّي في سبيله كل غال ونفيس (1) ." اهـ 4/309


اقتباس:======================= الحاشية ===================


(1) : : وذلك لأن العبد الذي يريد التعلق بهذا الاسم فعليه بطلب الهداية لأسباب العز، والانخراط في سلك أهل العز بالله، وهم أهل الطاعة والإيمان، وأهل المحبة والعرفان. قال تعالى: { مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} .وقال بعضهم: من أراد العزة فليطع العزيز. وقال بعض العارفين: ظهور عزِّه للقلوب يقتضي وجود الخضوع منها له، والهيبة والاجلال والتعظيم ، وبذلك عز الأبد، ونسيان الغير تعززاً به تعالى، وذلك بساط الولاية ( )، لقوله تعالى: { وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}. ومن أراد التخلق به فيكون: برفع الهمة عن الخلق، والاعتماد على الملك الحق، لأن ذلك نتيجة العز بالله وسبب الزيادة منه . قال الشيخ أبو العباس المرسي رضي الله عنه: والله ما رأيت العز إلا في رفع الهمة عن الخلق . وقال سيدي ابن عطاء الله السكندري [ ] في التنوير: ويقال لك إذا استندت إلى غير الله فعدمته، أو اعتمدت عليه ففقدته، و{وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا }. وقال الإمام القشيري [ ] في " التحبير" : فإنما يعرف الله تعالى عزيزاً من أعز أمره بالسمع والطاعة، فأما من استهان بأمره فمن المحال أنه تحقق عزه، ومن عرف عزه يُمنَع فيشكُر، ويُبتلى فيصبر، ويستلذ لحكمه الهوان، فيستحلي الحرمان، لأن القلوب مجبولة على تحمل المشاق من الأكابر والأعزة ، والانقياد لأحكامها بالجوارح والقلوب ." اهـ




(يتبع إن شاء الله تعالى..... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس