عرض مشاركة واحدة
قديم 01-20-2009
  #1
أبو أنور
يارب لطفك الخفي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 3,299
معدل تقييم المستوى: 19
أبو أنور is on a distinguished road
افتراضي الله شائك ان تكوني فينا أما لخير المرسلين حنونا

أهالي قرية الأبواء يعجزون عن تحديد مكانه بدقة
رحلة بحث شاقة عن قبر أم النبي محمد في الصحراء السعودية









دبي - العربية.نت

على طريق الهجرة القديم بين مكة والمدينة تقع تلة جبلية شهيرة يتوسد قمتها قبر معروف طوال قرون، ظل المتعارف عليه بين الناس بأنه ترقد فيه السيدة آمنة بنت وهب أم النبي محمد عليه السلام.

وفي السنوات الأخيرة ثار جدل حول صحة مكان القبر، والأدلة الشرعية والتاريخية على وجوده، خاصة أن أهالي القرية كانوا يستهجنون ما يفعله الزوار الغرباء في هذا المكان من أفعال يرون أنها متناقضة مع صحيح الاسلام، خاصة أن أهالي القرية وبعض المتدينين ينفون وجود دليل على صحة نسبة هذا القبر للسيدة آمنة، خصوصا ان كتب السيرة القديمة والمراجع التاريخية تؤكد انها دفنت بين مجموعة قبور، بينما هذا القبر يقف لوحده في هذا المكان.

هذا الجدل انتهي سريعا بعد أن قررت تلك المجموعة حسم الأمر بازالة القبر. ومن هنا تبدأ قصة رحلة البحث عن قبر أم النبي، التي كان قد بدأها الكاتب الصحفي عمر المضواحي في العام 2001 حسب قوله لـ"العربية.نت".

بين الخوف و التردد يقف أهالي قرية الأبواء (180 كلم من المدينة المنورة) عند الحديث عن مرقد أم النبي صلى الله عليه وسلم، فهم لا يخالجهم أدنى شك بأن السيدة آمنة بنت وهب لفظت أنفاسها الأخيرة في مكان ما من قريتهم العتيقة* المعروفة حاليا بـ "الخريبة" نسبة لتعرضها لسيل جارف أحدث فيها خرابا* في طريق عودتها من يثرب (المدينة المنورة) الى مكة، لكنهم يتوقفون كثيرا أمام تحديد المكان الذي دفنت فيه بدقة* ويلوذون عادة بالسكوت المطبق على الإجابة عن هذا السؤال الحساس.




أفعال يستهجنها أهالي القرية على الزائرين

وتعرف الأبواء الواقعة على طريق الحاج القديم بأنها محط القاصدين لزيارة قبر أم النبي (إلى الشمال من مدخلها الترابي) ويلتزم كثير من أتباع المذهب الشيعي الجعفري إلى مداومة الحضور وزيارة القرية كونها* إلى جانب الضريح* مسقط رأس الإمام موسى الكاظم (128هجرية) حفيد سبط النبي عليه السلام. وكان الحجاج والزوار يفدون إليها عادة في المواسم الدينية* خصوصا القادمين من الهند والباكستان وإيران وغيرهم للزيارة وهم محملون بالبخور ودهن الطيب على أنواعه لسكبها فوق حجارته* كما يحرص بعضهم على صبغها باللون الأخضر* فيما يجلل آخرون ظهر الضريح بلفائف من القماش الأخضر تكريما لصاحبته* ومودة ليتيمها خاتم الأنبياء عليه السلام.

ويشتاط بعض الأهالي غضبا* وخاصة المتدينين* من عادات الزوار وتصرفاتهم في تعظيم القبور المنهي عنه في الإسلام. وكثيرا ما يدفعهم حنقهم الى الدخول في مشاجرات وتلاسن مع المغالين لمنعهم عن صرف أي شكل من التكريم للقبور مهما علا شأن ساكنها لما يرونه طريقا مفضيا الى "الشرك" بالله الواحد. وربما مهد تنامي هذا الشعور الطريق* عبر السنوات الماضية* الى إزالة القبر المشهور.

ويتذكر عمر المضواحي أن دليله إلى القرية راشد اليوبي "أبو سعد" كان بتحرج بشدة وهو يروي أخبارا عن أحوال الزوار، ومدى ما يلقاه أهالي القرية من عنت وجفاء عند نصحهم بأن ما يفعلونه عند القبر مخالف للسنة النبوية المطهرة* ومهددا لعقيدة الإيمان. يقول: " إنهم لا يستمعون إلى نصحنا ورغبتنا الصادقة في الخير لهم. وأشد ما نلقاه من حرج عندما يشيح الزوار بوجوههم المتمعرة سخطا علينا وهم يرددون: هل هذه ضيافتكم لنا يا أهل أم النبي ".




الرسول مر بين مجموعة قبور بالابواء

وبثقة واضحة يؤكد شيخ قرية الأبواء سالم المحمدي متحدثا إلى عمر المضواحي: "إن أم النبي عليه السلام دفنت في الأبواء. لكن القبر المشهور في أعلى الجبل لا يجوز نسبته اليها لكونه وحيدا في رأس جبل على عكس ما ذكرته كتب السير والتاريخ من أنها دفنت بين مقابر عدة". مشددا على أن "الثابت لنا أن الرسول عليه الصلاة والسلام مرَ بالأبواء مع نفر من أصحابه* ومرً بين مجموعة قبور ليقف على أحداها* قبل أن يخبر أصحابه بأنه قبر أمه آمنة بنت وهب".

سألته إن كان القبر المشهور مزعوما كما يؤكد فأين موقع القبر من القرية؟.. أجاب بعد لأي شديد: "هناك مقبرة قديمة تعرف بمقبرة (أم عثمان) وهي أقدم مقابر القرية تاريخيا* لكنني لا أستطيع التأكيد على أنها تضم رفات أم رسول الله عليه السلام".
__________________
أبو أنور غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس