عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2008
  #78
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

المُتَكَبِّرُ جَلَّ جَلالُهُ



"هو الذي يرى الكلَّ حقيراً بالنسبة لذاته، ويرى العظمة والكبرياء لنفسه، وينظر إلى العوالم كلها نظر الملك لعبيده المملوكين. تفرَّدت ذاته بالعظمة، وكل ما سواه يتَّصف بالذل أمام هذه العزة.


وليس هذا الوصف إلا لله تعالى شهوداً وتحقيقاً، وكل شخص ادَّعى الكبرياء والعظمة وتعالى على العالم، حاربه الله تعالى وقصم ظهره، وخذله، وقهره.


قال تعالى في الحديث القدسي: (الكبرياء ردائي، والعظَمَةُ إزاري ، فمن نازعني واحداً منهما قصمته ولا أبالي) (1) .


وسر خذلان الإنسان وضياع الآمال هو التكبُّر على الإخوان (2) ، يرى نفسه خيراً منهم، أو متميزاً عنهم، وسرُّ عزِّ الرجال ووصولهم إلى الكمال هو التواضع لله ذي الجلال .


قال صلى الله عليه وآله وسلم: (من تواضع لله رفعه) (3) .


والمتكبِّر تبغضه جميع العوالم لأنه جهولٌ ظالم، يأخذ أوصاف الملك المتكبر، ويدَّعي أنها له، فيظهر بالتكبُّر والتجبُّر، فيجعله الله عبرةً للمعتبرين، وموعظةً للخائفين.


وقد ادَّعى ذلك النمروذ فأذلَّه الله ببعوضة، وفرعون فأغرقه الله وأهلك جنوده، وقارون فخسف به وبماله وبأهله الأرض.


وقد قال الإمام أبو العزائم رضي الله عنه:" إن الذنوب ثلاثة أقسام: ذنوب جبروتية، وذنوب إبليسية، وذنوب حيوانية. " اهـ


اقتباس:==================== الحاشية ===================

(1) قوله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي الجليل:" الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في النار". رواه مسلم في صحيحه، وابن حبان، وأبو داود، وابن ماجه بسندهم عن أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعا يقول الله الكبرياء - الحديث، لكن لفظ ابن ماجه: " في جهنم"، وأبي داود: " قذفته في النار"، ومسلم: "عذبته". ورواه الحاكم بلفظ:" الكبرياء ردائي فمن نازعني ردائي قصمته". وقال: صحيح على شرط مسلم. وممن أخرجه بلفظ الترجمة القضاعي عن أبي هريرة بزيادة: " يقول الله". وللحكيم الترمذي عن أنس رفعه بلفظ: يقول الله عز وجل: " لي العظمة والكبرياء والفخر والقدر سري فمن نازعني واحدة منهن كببته في النار". وروى ابن ماجه بلفظ: " الكبرياء ردائي والعز إزاري من نازعني في شيء منهما عذبته". انظر كشف الخفاء للعجلوني الحديث رقم 1912.‏

(2) : فيجب علينا أن نرى أنفسنا دون إخواننا في المقام، لا أنا نرى لنا مقاما فوقهم، كما يجب علينا أن نتنازل لهم منه كما هو ظاهر لفظ التواضع. وهذا الأمر يحتاج من يريد العمل به إلى شيخ عارف بالله تعالى ، مخلص، عامل عالم، يخليه من كل خلق ذميم، ويحليه بهذا الخلق الكريم وأمثاله، وذلك بالرياضة والمجاهدة، والتربية العرفانية.

(3) : قوله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: ( من تواضع لله رفعه الله ). رواه أحمد، وابن ماجه عن أبي سعيد الخدري بزيادة: " به درجة ومن تكبر وضعه الله "- الحديث، وأخرجه أبو يعلى وأحمد بلفظ: ( ومن قنع أغناه الله ومن أكثر ذكر الله أحبه الله)، وأسنده الديلمي عن عمر بلفظ: ( فهو في نفسه صغير وفي أعين الناس عظيم) ، ورواه أبو الشيخ عن معاذ بلفظ: ( من تواضع تخشعا لله رفعه الله ومن تطاول تعظما وضعه الله )، وفي تاريخ ابن عساكر عن طلحة بن عبيد الله أن التواضع لله تبارك وتعالى الرضى بالدون من المجالس انتهى. انظر: كشف الخفاء للعجلوني - الحديث رقم 2445.



(يتبع إن شاء الله تعالى مع: فالذنوب الجبروتية: ..... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس