عرض مشاركة واحدة
قديم 02-26-2014
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: رسالة ما يجب معرفته على كل مسلم ومسلمة للشيخ محمد سعيد البرهاني



5 - فصل -

فيما يجب على كل عبد

( فالواجب الأول ) يجب - على كل مكلف - معرفة الله تعالى ، وتوحيده - أي أنه سبحانه وتعالى واحد في ذاته ، واحد في صفاته ، واحد في أفعاله.

(الواجب الثاني ) معرفة العبادات وأحكامها - كالصلاة والزكاة والصيام والحج عند الإستطاعة وغير ذلك من تكاليف .

( الواجب الثالث ) تزكية النفس من الرذائل والأخلاق المذمومة - كحب الدنيا والإنهماك بها " بحيث تؤدي إلى نسيان الآخرة " والغضب والحقد والحسد والعجب والرياء والإعتماد على الأسباب " أي من غير ملاحظة مسببها " ، وكذا الإفتخار والطمع والبُخل وحب الجاه وغير ذلك .

- فصل -

في الإيمان والإسلام

( الإيمان ) أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالقدر خيره وشره من الله تعالى ، واليوم الآخر .

( الإسلام ) أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا .

- فصل -

في بيان معنى الإيمان والإسلام

( معنى الإيمان ) هو تصديق النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما جاء به ، تصديقا لا شك فيه .

( معنى الإسلام ) هو الإنقياد والإمتثال لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم .

- فصل -

في بيان أركان الإيمان

1- الأول من أركان الإيمان : الإيمان بالله تعالى ، لأن أول واجب على المكلف معرفة الله تعالى ، وهي : أن تؤمن بالله تعالى أنه موجود ليس بمعدوم قديم ليس بحادث ، باق لا يطرأ عليه العدم ، مخالف للحوادث ، لاشيء يماثله ، قائم بنفسه لا يحتاج إلى محلّ ، ولا مخصص ( أي موجود ) لأن وجوده أزلي ذاتي واحدٌ ، لا مشارك له لافي ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله . له القدرة والإرادة والعلم والحياة والسمع والبصر والكلام ، فهو : القادر والمريد والعالم والحي والسميع والبصير والمتكلم .

أرسل بفضله الرسل وتولاهم بعصمته إياهم عما لا يليق بهم ، وله سبحانه وتعالى صفات وكمالات لا تتناهى ولا تُحصى .

2- الثاني : الإيمان بالملائكة : هو التصديق بأنهم أجسام نورانية ، خلقهم الله تعالى من النور ، لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناسلون ولا يوصفون بالذكورة ولا بالأنوثة ، دأبهم الطاعات ، وهم معصومون من الذنوب ، لا يفترون عن ذكر الله تعالى ، ولا يعلم عددهم إلا الله ، والواجب معرفة عشرة منهم تفصيلا : جبرائيل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، وعزرائيل ، والحافظان ( الموصوف كل منهما رقيب - حافظ - عتيد - أي حاضر - ) ومنكر ونكير ، ورضوان خازن الجنة ، ومالك خازن النار ، ثم حملة العرش وهم في أيام الدنيا أربعة ، وفي الآخرة ثمانية .

3- الثالث : الإيمان بالكتب السماوية ، وهي مئة صحيفة وأربعة كتب ، أنزل على سيدنا آدم عليه السلام عشر صحف ، وعلى شيث عليه السلام خمسون صحيفة ، وعلى إدريس عليه السلام ثلاثون صحيفة ، وعلى إبراهيم عليه السلام عشر صحف ، ونزل على موسى عليه السلام كتاب التوراة ، وعلى داود عليه السلام الزبور ، وعلى عيسى عليه السلام الإنجيل ، وعلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم ، وهو أشرفها وأعظمها ، وناسخ لجميع ما قبله ، وحكمة باق إلى يوم القيامة ، لا يلحقه تبديل ولا تغيير .

4- الرابع : الإيمان بالرسل : عليهم الصلاة والسلام دعاة الخلق إلى الحق ، أرسلهم الله رحمة منه وفضلا ، مبشرين للمحسن بالثواب ، ومنذرين للمسيء بالعقاب ، ومبينين للناس ما يحتاجون إليه من صالح الدين والدنيا ، ومفيدين لهم ما يَبلغون به الدرجات العلى ، وحصهم تعالى بالوحي ، وأيدهم بالآيات والمعجزات الدالة على صدقهم ، فيما جاؤوا به عليهم الصلاة والسلام ، وعددهم على التحقيق لا يعلمه إلا الله تعالى ، فيهم خمسة وعشرون مذكورون في القرآن العظيم ، فيجب معرفتهم تفصيلا ، بحيث لو عُرض على المسلم الواحد منهم ، لعرفه بالرسالة ولم يُنكره ، وهم : آدم ، وإدريس ، وهود ، وصالح ، وإبراهيم ، ولوط ، وإسماعيل ، وإسحاق ، ويعقوب ، ويوسف ، وأيوب ، وشعيب ، وموسى ، وهارون ، وذو الكفل ، وداود ، وسليمان ، وإلياس ، واليسع ، ويونس ، وزكريا ، ويحيى ، وعيسى ، ومحمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين .

ويجب الإيمان ببقية الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إجمالا من غير حصر بعدد ، بأن يقول : آمنت بأنبياء الله تعالى جميعا . وأعلم أن الرسول هو الذي أوحيّ إليه بشرع ، وأمرَ بتبليغه للخلق ،والنبي من أوحى إليه ، ولم يؤمر بالتبليغ ، أو كان على شرع رسول قبله .

ويجب على المكلف أن يعتقد في حق الرسل الكرام أربع أشياء : الصدق والأمانة ( أي العصمة من الذنوب ) والتبليغ ( أي تبليغ جميع ما أمروا به بتبليغه ) للخلق ، والفطانة . ويستحيل في حقهم أضداد هذه الأربعة :
الكذب والخيانة أي بفعل شيء مما نهوا عنه نهي تحريم أو تنزيه ، لا قبل النبوة ولا بعدها ، والكتمان أي كتمان ما أمروا به ، والغفلة والبلادة والبله ، بل هم فطنون ومتيقظون لإلزام الخصوم وإبطال دعاويهم الباطلة .

تنبيه: جاء في بعض الأيات الكريمة ما يوهم أن بعض الأنبياء حصلت منهم معصية ، وذلك مثل قوله تعالى " وعصى آدم ربه فغوى " ومثل قوله تعالى مخاطبا سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم " عفا الله عنك ، لم أذنت لهم " وأمثال هذه الآيات . فالجواب : أن هذه الأفعال عُدت عليهم سيئات ، نظرا لقربهم من ربهم وإلا فهي في الحقيقة خلاف الأولى ، لا سيئات ، بدلبل أنها لو صدرت من غير نبي لم تعد ذنبا ، ولهذا قال العلماء رحمهم الله ( حسنات الأبرار سيئات المقربين ) قال الله تعالى " ولقد عهدنا إلى بني آدم من قبل فنسي ، ولم نجد له عزما " أي لم نجد له عزما على العصيان ، فالحذر كل الحذر من إفتراءات اليهود والكذب على الأنبياء صلوات الله عليهم أجميعن ، الذين عصمهم الله من كل خصلة ذميمة - كالكذب والغش والخيانة ، وكالأمراض التي قد تؤدي إلى نفور الناس - كما تكذب اليهود على سيدنا أيوب عليه السلام بأنه مرض حتى تناثر منه الدود ، فوضعته زوجته بمكان خارج القرية ، كل ذلك مما يحرم إعتقاده والتهجم على مقامه الشريف ، صلى الله عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين .

ومما يجب إعتقاده : أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين - أي لا نبي بعده - ورسالته عامة لكافة الخلق ، حتى الجن والملائكة ، ولكن رسالته للنس والجن رسالة تكليف ولبقية المخلوقات رسالة تشريف . وأما نزول سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام في آخر الزمان ، فإنما ينول حاكما بشرع نبينا صلى الله عليه وسلم . ويجوز في حق الرسل عليهم الصلاة والسلام الأعراض البشرية التي لا تؤدي إلى نقص في مراتبهم العلية ، كالأكل والشرب والجماع الحلال والنوم بأعينهم لابقلوبهم والأمراض التي لا تؤدي إلى نقص في مراتبهم العلية ، كالمرض غير المنفر .

- الخامس : الإيمان بالقدر : ومعناه ، أن الله سبحانه وتعالى قدر الأشياء من الأزل ، وقدر سبحانه وتعالى أنها ستقع في أقات معلومة وأمكنة معلومة . فلا تتخلف أبدا .

تنبيه : واجب على كل مكلف أن يعتقد بأن ما كان من خير أو شر أو نفع أو ضر أو حركة أو سكون ، هو بتقدير الله تعالى وعلمه ، ولكن فعل الخير والشر ينسبه العبد لنفسه ، فالعبد مختارا ظاهرا ( أي ليس بمضطر في فعل الخير والشر ) ومراعاة الأمر ، والنهي واجبة على العبد ، ولا يجوز للعبد أن يغتر ويقول : كان القضاء والقدر هكذا ، فما ذنبي ؟ ، بل كما علم أن القضاء والقدر من الله تعالى ، يجب أن يعلم أن الأمر والنهي من الله تعالى . أرسل الرسل وأنزل عليهم الكنب ، وبيّن فيها أوامره ونواهيه ، وتكرّم أيضا جل حلاله على الإنسان بالعقل والتمييز وعرّفه بواسطة رسله طريقي الرشاد والضلال . وأما التقدير فليس بمعلوم للعبد لأنه أمر غيبي ، ولا يُعلم إلا بعد الوقوع ، فأنى لهذا المغرور أن يحتج بشيء غير معلوم له ! فلما لم يراع العبد الأوامر والنواهي ، كان مستوجبا للعقوبة ، لأن التعذيب ، لا لموافقة العبد القدر ، بل لمخالفته الأمر والنهي ، وحينئذ يحتاج إلى التوبة والندم ، والعزم على عدم العود، إن كان ذنبا ، والشكر لله تعالى على التوفيق إن كان طاعة . روى البخاري في صحيحه ، عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ، قالوا : ومن يأبى يارسول الله ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى " .

6- السادس " الإيمان باليوم الآخر : أي يوم القيامة ، وهو : أن تصدق بوجوده وبجميع ما يشتمل عليه من الأهوال ، من بعث المخلوقات وحشرهم ونشرهم ، وحسابهم والشفاعة ووزن أعمالهم ، وإعطائهم كتبهم ، وشرب المؤمنين من الحوض المورود ، والمرور على الصراط الذي على متن جهنم ، وإدخال بعضهم النار بالعدل ، وبعضهم الجنة بالفضل ، وهو يوم عظيم ، نسأله تعالى أن يحعلنا فيه من الناجين .
وأعلم أن الله تعالى يحي هذه النفوس بعد الموت ، ويبعثها من قبورها بالجسم ، والروح ، كما قال الله تعالى " منها خلقناكم وفيها نُعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى " وقال تعالى " وأن الله يبعث من في القبور " وقال تعالى " قل من يحييها الذي أنشأها أول مرة ، وهو بكل خلق عليم " وقال تعالى " كما بدأنا أول الخلق نعيده " حتى إن الأرض تعاد يوم القيامة ، لتشهد على المكلفين بما علموا على ظهرها من خير أو شر ، قال تعالى " يومئذ تحدث اخبارها بأن ربك أوحى لها " أي ما فُعل على ظهرها من الطاعات والمعاصي ، فبعد البعث ( أي رجوع الأرواح إلى أجسادها ) وبعد النشر ( أي خروجهم من القبور ) يصير الحشر إلى أرض المحشر ، لأجل الحساب فيحضر المحشر كل شيء كان موجودا في الدنيا ، حتى الملائكة والجن والإنس والبهائم والوحوش وكل ذي روح ، وورد بسند حسن عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال " ليختصمن كل شيء يوم القيامة حتى الشاتان فيما انتطحتا " . وفي رواية " يحشر الخلق كلهم يوم القيامة : البهائم والدواب والطيور . فيبلغ من عدل الله أن يأخذ للجمّاء من القرناء ، ثم يقول : كونا ترابا .

- فصل -

في معنى الشهادتين إجمالا

معرفة معنى الشهادتين واجبة ، لقوله تعالى " فاعلم أنه لا إله إلا الله " وعلمها : معرفة معناها ، فمعنى شهادة أن لا إله إلا الله إجمالا : أتكلم بلساني وأصدق قلبي أن المعبود بحق - أي مستحق للعبادة - هو الله تعالى وحده . ومعنى شهادة ان محمدا رسول الله : أتكلم بلساني وأذعن بقلبي أن سيدنا محمدا رسول الله ، مرسل من عند الله ، ليُخرج الناس من الظلمات إلى النور . ( الظلمات ) هي الكفر والجهل . ( النور ) هو دين الإسلام والعلم .

- فصل -
في بيان المراد من الشهادتين

المراد من الشهادتين : نفي الألوهية عما سوى الله وإثباتها لله تعالى ، مع الإقرار برسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . فلا يصح الإيمان والإسلام بدون شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس