عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2008
  #18
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

"فحلاوة القصب : مددٌ من"اللطيف، الحكيم". وطيب ‏الورد: نفحة من"الرب العليم". ولون الشجر: من ‏آثار"الجليل، الرحمن". والنبات في الأرض: من مدد"الحفيظ، ‏القريب". وإحياء الحيوان: من مدد"الحي، المجيب". ورفع ‏السماء: من مدد"القوي، القادر". وإشراق النور في ‏الكواكب: من مدد"النور" الهادي للأجسام والبصائر. ‏وإرسال الرسل: مدد من"الله" العطوف. وإجابة الدعاء: مدد ‏من"الرب، الرؤوف". وإنزال الكتب: مدد من"الحنَّان". ‏وتيسير القرآن للذكر: فضلٌ من"الديان". ووجود الحواسّ ‏والعقل: فيضٌ من"المعطي الوهاب". وتسخير الكائنات للعبد: ‏مددٌ من "الرحيم التوَّاب". وما من ذرَّة في نفسك وفي اآفاق ‏إلا وتجلَّى فيها اسم"الواحد، الخلاَّق"‏ ‏1.‏


==================== الحاشية ======================


1- ‎ ‎‏: وفي هذا المعنى ورد في بعض مناجاة سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه ‏وأرضاه وعنا به:" كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ وهو الذي أظهر كل شيء ؟ كَيْفَ ‏يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ وهو الذي ظهر بكل شيء ؟ كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ ‏وهو الذي ظهر في كل شيء ؟ كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ وهو الذي ظهر لكل ‏شيء ؟ كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ وهو الظاهرُ قبل وجود كل شيء ؟ كَيْفَ ‏يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ وهو أظْهَرُ من كل شيء ؟ كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ ‏وهو الواحد الذي ليس معه شيء ؟. كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ وهو أقرب إليك ‏من كل شيء ؟ كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ ولولاه ما كان وجودُ كل شيء ؟ يا ‏عجباً كيف يَظْهَرُ الوجودُ في العَدَم ؟ أم كيف يثبت الحادثُ مع مَنْ له وصْفُ القِدَم ؟ ‏‏".فبين رحمه الله تعالى في هذه الحكمة – كما قال سيدي أحمد بن عجيبة في شرحها ‏‏– بين الأدلة التي تدل على أنه سبحانه لا يحتجب بالأكوان، وأتى بها على وجه ‏استبعاد أن يتصور ذلك في الأذهان، فقال :" كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ وهو ‏الذي أظهر كل شيء" حيث إنه هو الذي أوجده بعد العدم، وما كان وجوده ‏متوقفاً عليه لا يصح أن يحجبه ، وقوله : ظهر بكل شيء ؛ أي من حيث أن كل ‏شيء يدل عليه، فإن الأثر يدل على المؤثر :

وفي كل شيء له آية *** تدل على أنه الواحد


‏ قال تعالى :‏‎ { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ‏} (53) ‏فصلت . وقولُه : "ظهر في كل شيء" ؛ أي من حيث أن الأشياء كلها مجالي ‏ومظاهر لمعاني أسمائه، فيظهر في أهل العزة معنى كونه معزاً ، وفي أهل الذّلة معنى ‏كونه مذلاً ، وهكذا . . . وقولُه : "ظهر لكل شيء" ؛ أي تجلى لكل شيء حتى ‏عرفه وسبحه . كما قال تعالى : ‏{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُون} ‏ ‏‏(44) الإسراء . وقولُه : "وهو الظاهر قبل وجود كل شيء" ؛ أي فهو الذي وجوده ‏أزلي وأبدي ، فوجوده ذاتي ، والذاتي أقوى من العَرَضي ، فلا يصح أن يكون حاجباً ‏له . وقولُه : "وهو أظهر من كل شيء" ؛ أي لأن الظهور المطلق أقوى من المقيد ، ‏وإنما لم يُدْرك للعقول مع شدة ظهوره لأن شدة الظهور لا يطيقها الضعفاء ، ‏كالخفاش يبصر بالليل دون النهار لضعف بصره لا لخفاء النهار ، على حد ما قيل
: ‏
ما ضرَّ شمسَ الضحى في الأُفْقِ طالعةً *** أنْ لا يرى نورها من ليس ذا بصر" اهـ




(يتبع إن شاء الله تعالى.... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس