عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2008
  #36
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

"ولكن يخشى على العبد أن تستر عنه رتبة العبودية بإشراق ‏أنوار الربوبية فيشم رائحة التعالي على الأكوان، فينقص منه ‏العرفان.‏


يرى الجمال في نفسه، واللطف في أحواله، وأسرار الربوبية ‏تتجلَّى منه له في الآفاق، يرى جميع أسماء الربوبية ظاهرة وهو ‏مظهرها، فلا يكمل وينجو إلا بمعرفة أسماء الألوهية.‏


وألطف الكائنات المسخرة بسر الخلافة في الإنسان هي ‏الفواكه؛ فهي هيِّنةٌ ليِّنةٌ جميلةٌ، ملذِّذة، ثم الحبوب، ولكنها ‏محتاجة إلى الطحن والخبز.‏


وقد تتعاصى على الإنسان بعض المعادن، فجعل لها النار ‏والمطرقة حتى تلين وتخضع، فكما أن لله ناراً يدخل فيها من ‏عصاه، فلخليفته نار يدخل فيها من المعادن ما تعاصى!!. ‏فالربوبية ظاهرة في الإنسان ، وقد طاوعته الأكوان، ويخشى ‏عليه أن يقول: أنا ، لي، أو عندي، أومني، أول إليّ ‏.... (1) .‏


وقد قال لي الإمام أبو العزائم - رضي الله عنه -:‏


‏"احذر أن تشهد نفسك في الأكوان،ولكن اشهد نفسك ‏مع الله واسع الإحسان". وقد أشار القرآن إلى بيان حضرة ‏الربوبية فقال:‏‎ { قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ ‏الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}‏(2) ‏ ‏.


ونبَّه على وسعة حضرة الألوهية ، فقال:‏ { وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن ‏بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّه }‏(3) " اهـ145

اقتباس:==================== الحاشية ===================‏ ‏. ‏


(1) : ‎ ‎‏: كما هو ملاحظ في طغيان إنسان يومنا وجبروته، وظنه بنفسه أنه ملك الكون ببعض ‏اكتشافات سمَّاها ظلماً" اختراعات" إنما هي في الحقيقة اكتشافات قدَّر الله لها أوقاتاً ‏تظهر فيها بأسبابها وفق إرادته سبحانه، لكن "فرعون" ابن آدم وهي نفسه يأبى إلا أن ‏يتمرَّد على فطرته التي خلقه الله عليها، ونسي عبوديته لله بمجرَّد سطوته على = = ‏بعض أسباب الكون، فصاح لسان حاله – وإن لم يفصح بلسان مقاله - :"أنا ربكم ‏الأعلى" فوقع في المحذور الذي كان سبب بلائه وشقائه، فانقلبت اكتشافاته التي سماها ‏‏"اختراعات" انقلبت في غالبها وبالاً وشقاء عليه، كما أخبر سبحانه وتعالى بقوله:‏‎ ‎{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا ‏لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}‏ سورة الروم – الآية 41. فأذاق الله البشرية نتيجة استكبارها ‏وتكبرها، وتجبُّرها، وغرورها وطغيانها وفسادها بعضاً من العذاب كما رأينا من قبل، ‏وما زلنا نرى اليوم في أيام الناس هذه من أوبئة وأمراض ، وجوائح، ومصائب، ‏وفيضانات، ورياح هوجاء، وثقب في طبقة "الأوزون" ....إلخ ، وما خفي كان ‏أعظم..... كل ذلك نتيجة هذا الغرور والطغيان، وظلم الإنسان لأخيه الإنسان.فـ:‏‎ ‎{يا حسرة على العباد}‏.‏

(2) ‎ ‎‏: سورة الكهف - الآية 109.‏

(3) ‎ ‎‏: سورة لقمان الآية 27.‏" اهـ



(يتبع إن شاء الله تعالى مع: معرفة الله وتوحيده.... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس