عرض مشاركة واحدة
قديم 10-14-2008
  #23
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 52 } إذا كنت تزعم أنك محب لشيخك فانظر في قلبك ، إذا وجدته أبغض الدنيا فهذا دليل على صدقك ، وإلا فلا . وجمع المال فوق الحاجة فتوى ، والاكتفاء تقوى ، وقليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه ، وصاحب التقوى يرضى بالقليل ولا يغتر بالكثير .
{ 53 } البيعة بيعتان : بيعة صورية وهمية ومحلها الشبح ، وهذه لا تنفع كبيعة عبدالله بن أُبيّ بن سلول ، وبيعة حقيقية وهذه محلها القلب .
والبيعة سبب الرضا قال تعالى : { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ } سورة الفتح / 18
وحقيقة هذه البيعة الاتباع ظاهراً والتسليم باطًناً.
وهذا الرضا ليس مقصوراً على أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بل يشمل كذلك من جاء بعدهم لقوله تعالى : { وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } سورة التوبة / 100
اللهم اجعلنا منهم آمين .
فلابد من الالتزام بين العلة والمعلول ، فمن نفى الالتزام نفى البيعة ، ولابد من الصدق من المبايِع حتى يصلح دينه ودنياه .

ــــــــــــــــــ ص 60 ـــــــــــــــــــــ
{ 54 } المريد مريدان : مريد للسير والسلوك ، ومريد للتبرك وهذا أكثرهم . فالأول يجب عليه أن يتخلق بأخلاق شيخه ، ويأتمر بأوامره ، ويجتنب نواهيه ويترك ما يهواه لما يهواه شيخه ، وهذا هو الفناء بالشيخ . والطريق ليس بالقيل والقال بل بالأعمال . الصوفية أرباب أحوال وأعمال لا أرباب دعاوي وأقوال .
{ 55 } الإنسان باعتقاده وأخلاقه ، ولابد من مصاحبة صاحب الاعتقاد السليم والأخلاق الحسنة حتى يسري الحال منه لصاحبه ، وحال رجل في ألف رجل خير من وعظ ألف رجل في رجل ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } سورة التوبة / 119

وهؤلاء الصادقين سيُسألون عن صدقهم يوم القيامة لقوله تعالى : { لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ } سورة الاحزاب / 8
فيُسأل ماذا أردت من هذا الصدق ؟ ولماذا صدقت ؟
{ 56 } المأذون من الله ورسوله لا يميز بين نفسه وبين أفراد الطريق ولا يترفع على أحد منهم ، وكلامه كلام من أذن له ، فإذا تكلم كان كلامه مكسواً بالنور ، ولا يرى ذلك إلا من كان قلبه منوراً ونفسه مستسلمة ، وكلام غير المأذون يكون عارياً عن ذلك النور . ولا يصلح للإذن من كان فيه شائبة من حظ نفسه ، وأنا

ـــــــــــــــ ص 61 ـــــــــــــــــــــ
لاآمن على رضا الله عزوجل لمن خالف شيخ الطريقة إذا كان سنده متصلاً برسول الله صلى الله عليه وسلم . لأن الحقيقة النبوية توجد في المرشد الكامل الصادق مع فارق المقام ومنه ينتقل سر الطريق إلى الصادقين .
{ 57 } للمرشد شخصيتان ، شخصية شبحية وشخصية إيمانية ، أما الشبحية فهي قابلة للموت ، وأما الشخصية الإيمانية . فإنها ليست ملكاً للمرشد إنما هي من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فلا تتعلق بالشخصية الشبحية ، بل تعلق بالشخصية الإيمانية . فإذا ما متُ فلا تفعلوا بالذي يأتي من بعدي كما فعلتم معي وتقولون مات شيخي مات شيخي بل اتبعوه .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس