عرض مشاركة واحدة
قديم 10-21-2008
  #27
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 69 } الغاية من الدخول في الطريق تخليص القلب من الخلق . والذي يقطع المريد عن الطريق أمران :
1ً ـــــ المال الحرام لأنه يتغذى به وإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً .
2ً ــــــ النظر إلى النساء لأنه سهم مسموم من سهام إبليس والعياذ بالله .
{ 70 } بعض الناس يعبد الله عزوجل على حرف ، وهذا لعدم صحة نيته وإخلاصه أثناء الدخول في دينه ، فالواجب على العبد أن يكون صادقاً ومخلصاً في عبادته لله عزوجل . وكذلك الدخول في طريق القوم لابد فيه من الصدق والإخلاص . وإلا كشفته شواهد الامتحان وعندها ينقلب على وجهه فيخسر الدنيا والآخرة والعياذ بالله تعالى ، فالسالك الصادق لا يأمن على نفسه من إبليس ما دام حياً ، فهو على حذر منه ، وهذا الحذر لايكون إلا بكثرة الذكر لله عزوجل ، ووضع النفس تحت مراقبة الله عزوجل ، فإذا كان كذلك خرج من الغفلة ودخل في حالة الحضور مع الله عزوجل ، ومن كان في حالة حضور مع الله ، فإنه يعبد الله لله ، ويخرج من دائرة الغافلين الذين وصفهم الله عزوجل بقوله { وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ

ـــــــــــــــــــ ص 69 ـــــــــــــــــــــــــ
وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } سورة الحج / 11
{ 71 } غاية السلوك في طريق القوم رضي الله عنهم ، الترقي الخلقي بالمجاهدة للنفس وإحلال الأخلاق المحمودة محل الأخلاق المذمومة ، حتى يصل السالك إلى معرفة الله عزوجل ، ومادام العبد صادقاً في سلوكه في هذا الطريق فإنه يستفيد منها بإذن الله عزوجل بمقدار ما قسم الله له منها ، وأما إذا كان خائناً ــــ وهو لا يخفى على الله تبارك وتعالى ــــ فإنه لن يستفيد من هذا السلوك ، لأن الله لايحب الخائنين . والصادق في سلوكه يعرف من حركاته وسكناته .
{ 72 } العبادة بدون معرفة المعبود والدخولِ في مقام الإحسان ليست عبادة كاملة ، والغاية من سلوك المؤمنين في طريق القوم أن يصلوا إلى مقام الإحسان للحديث : ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) رواه مسلم
ومن كان خارج طريق القوم فإنه لا يصل إلى مقام الإحسان ، لأن الوصول إليه لا يكون إلا بمجاهدة النفس ، ومخالفة الشيطان ، والإعراض عما سوى الله عزوجل ، فمن جاهد وخالف وأعرض ، هداه الله إلى سبيل معرفته ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 70 ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وعبد ربه من مقام الإحسان ، قال تعالى : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } سورة العنكبوت /69
فمن أسلم وجهه لله عزوجل ، وانقاد له وأطاع أمره وهو في مقام الإحسان ، فقد استمسك بالعروة الوثقى لقوله تعالى : { وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ } سورة لقمان /22
ومن استمسك بالعروة الوثقى فلا يضل ولا يشقى .
من وصل إلى هذا المقام ، وصلى الصلاة المفروضة ، فإن نور القرآن ينتشر في ذرات وجوده ، كما تنتشر ذرات الكهرباء في جسد الإنسان إذا مسها بدون حاجب . ويتجلى الله عزوجل على عبده في تلك الصلاة . وعندها تحصل للمؤمن السالك لذة لا يوازيها شئ ، وتزول مشقة الطاعة عنه ، فلا يصبر بعدها عن طاعته لربه عزوجل ، اللهم اجعلنا منهم .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس