عرض مشاركة واحدة
قديم 08-17-2011
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي قصص لها مغزى - الملكة فكتوريا



يقال إن الملكة فكتوريا عندما ارتبطت بزوجها، جاءت ذات مرة تزوره، فدقت عليه الباب، فقال الزوج من بالباب؟

قالت: أنا الملكة فكتوريا، فأجاب الزوج: ارجعي، ربما جئت بالغلط، أنا لا أعرف أحداً من الملكات .

فقرعت الجرس ثانية وقالت: افتح الباب أنا حبيبتك فكتوريا .

فقال الزوج: مرحباً بحبيبتي الآن عرفتك .

- هذه القصة مغزاها جميل، وهو أن المجاملات والألقاب الزائفة تسقط بين الزوجين والمثل يقول: إذا صحت الألفة سقطت شروط الكلفة .

- الزوج لا ينتظر من زوجته أن تنظر إليه بنظرة التعالي، وكذلك الزوجة تريد من زوجها أن ينظر إلى معانيها لا إلى معاليها، وقد قال الله تعالى: “هن لباس لكم وأنتم لباس لهن” بمعنى أنكما أيها الزوجان مذوبان في بعضكما، وملتصقان ببعض كما يلتصق اللباس بالجسد، فلا يكاد يفرق بينكما شيء .

وقديماً قال الشاعر:

أنا من أهوى ومن أهوى أنا

نحن روحان حللنا بدنا

- فما أجمل أن ينسى كل من الزوجين نفسه أمام الآخر، ويعيش معه كما يعيش التوأم مع بعض، وإلا ما فائدة إطلاق تسمية الزوجين عليهما، ألا نرى أنه عندما يقال الشقيقان يعني ذلك أن ما يجمعها واحد؟

- وإذا قلنا: الزوجين نريد بذلك أيضاً أن التمازج والتماثل والتوافق بينهما حاصل، إذ لا يطلق في اللغة العربية لفظ الزوج إلا على الواحد ومعه آخر من جنسه، ويطلق على الشكل الذي يكون له نقيض كالرطب واليابس، ويطلق على الذكر والأنثى، قال تعالى: “قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين”، وكل اثنين اقترن أحدمها بالآخر فهما زوجان .

- إذاً لا تطلق تسمية الزوج إلا على أحد اثنين لا غنى لأحدهما عن الآخر، ولقد أحسن الإمام يوسف القرضاوي عندما قال: أنا أشبه الرجل والمرأة أو الزوج والزوجة، بالعلبة وغطائها، حيث لا غنى لأحدهما عن الآخر .

- نعم . . ولهذا لا يحب الزوج أن تتفاخر عليه الزوجة بشهادتها ولا بمالها ولا بمركزها، لأنه في النهاية زوج أعطاه الله تعالى درجة القوامة، وهي مهما تبلغ من المال والجاه والشهادات، فإنها لن تستغني عن الزوج إذا أرادت الحماية .

- فكلمة “الأنا” الفرويدية التي تشعر الزوجة بأنها الأعلى، لا يحب الزوج أن يراها في زوجته ولا يحب أن يسمعها، ولذا يقول أحد الشعراء في محبوبه:

قال لي المحبوب لما زرته:

من بابي؟ قلت: بالباب أنا

قال لي: أنكرت توحيد الهوى

حينما فرقت فيه بيننا

فمضى عام فلما جئته

أطرق الباب عليه موهنا

قال: من بالباب؟ قلت: انظر

فما ثم إلا أنت يا هذا أنا

قال لي: أدركت توحيد الهوى

وعرفت الحب فادخل يا أنا

- نعم . . وإلى هذا الحب أدعو الزوجين، وما أجمل الحياة التي يسودها الوئام والاحترام المتبادل، ويملؤها تقدير كل منهما للآخر.




د . عارف الشيخ
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس