الموضوع: قصّة قصيدة
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-25-2009
  #2
هيثم السليمان
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: دير الزور _ العشارة
المشاركات: 1,367
معدل تقييم المستوى: 17
هيثم السليمان is on a distinguished road
افتراضي رد: قصّة قصيدة

أماويَّ قد طالَ التَّجنُّبُ والهجرُ= وقد عذرتني في طلابكمُ العذرُ
أماويَّ إنَّ المالَ غادٍ ورائحٌ= ويبقى من المالِ الأحاديثُ والذِّكرُ
أماويَّ إنِّي لا أقولُ لسائلٍ= إذا جاءَ يوماً حلَّ في مالنا نذرُ
أماويَّ إمَّا مانعٌ فممنَّعٌ= وإمَّا عطاءٌ لا ينهنههُ الزَّجرُ
وقدْ علمَ الأقوامُ لو أنَّ حاتماً=أرادَ ثراءَ المالِ كانَ لهُ وفرُ
إذا منَّ بالمالِ البخيلُ فإنَّني=أجودُ فلا قلٌّ عطائي ولا نزرُ
أفكُّ بهِ العاني ويؤكلُ طيِّباً=فما إنْ تعرِّيهِ القداحُ ولا الخمرُ
أماويَّ إنْ يصبحْ صدايَ بقفرةٍ=من الأرضِ لا ماءٌ لديَّ ولا خمرُ
ترَي أنَّ ما أفنيتُ لم يكُ ضرَّني=وأنَّ يدي ممَّا بخلتُ به صفرُ
أماويَّ إنِّي ربُّ واحدِ أمِّهِ=أجرتُ فلا قتلٌ عليهِ ولا أسرُ
ولا ألطمُ ابنَ العمِّ إنْ كانَ إخوتي=شهوداً وقد أودى بإخوتهِ الدَّهرُ
ولا أخذلُ المولى بسوءِ بلائهِ=وإنْ كانَ محنوَّ الضُّلوعِ بها غمرُ
غُنينا زماناً بالتَّصعلكِ والغنى=وكلاّ سقاناهُ بكأسيهما الدَّهرُ
فما زادَنا بغياً على ذي قرابةٍ=غنانا ولا أزرى بإحساننا الفقرُ
إذا المرءُ أثرى ثم لم يكُ مالهُ=نوالاً لدى البؤسى فحالفهُ العسرُ
فأعطِ ولا تمسكْ مخافةَ فاقةٍ=وإنَّ وراءَ العسرِ إنْ خفتهُ اليسرُ
وما ضرَّ جاراً يا ابنةَ القومِ فاعلَمي=يُجاورني ألاَّ يكونَ له سترُ
لجاريَ حقٌّ قدْ رأى ذاكَ واجباً=وقبلي لهُ ماويَّ ما تنزلُ القدرُ
بعينيَّ عن عوراتِ جاريَ غفلةٌ=وفي السَّمعِ منِّي من حديثهما وقرُ
متى ينأَ جاريَ لا يراني لعرسهِ=بنفسي وصولاً ما أرى أنَّه سفرُ
سأرعاهُ جهدي إنَّ للجارِ حرمةٌ=ويرجعُ لمْ يرسلْ عليَّ لها حذرُ
لعمركَ لا أخشى بقولِ مُجاوري=إذا متُّ ماتَ الجبنُ والبخلُ والغدرُ
لحا اللهُ من يُبقي من المالِ بعدهُ=لوارثهِ شيئاً ويتبعهُ الوزرُ
فلا تمنَعي راجي نوالكِ إنَّهُ=الذِّكرُ في الدُّنيا ويلحقُك الأجرُ
أأتركُ مالي إن هلكتُ لوارثٍ=تتبَّعهُ عيني إذا ضمَّني القبرُ
أماويَّ ما يُغني الثَّراءُ عن الفتى=إذا حشرجتْ نفسي وضاقَ بها صدري
إذا أنا دلاّني الذينَ أحبُّهمْ=بملحودةٍ زلجٍ جوانبُها غبرُ
وقاموا على أرجائِها يدفنونَني=يقولونَ قد أودى السَّماحةُ والفخرُ
وأُسلمتُ فيها غيرَ بارحِ قعرِها=فلا عجبٌ ممَّا ترينَ ولا سخرُ
وراحوا سراعاً ينفضونَ أكفَّهمْ=يقولونَ قد دمَّى أظافيرنا الحفرُ
هنالكَ لا آلو لنفسي صنيعةً=فأولُهُ زادٌ وآخرهُ ذخرُ
هيثم السليمان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس