جدد مجلس الوزراء حرصه الجاد على اتخاذ جميع الاجراءات اللازمة لحماية أمن الوطن واستقراره وصيانة ثوابتنا ووحدتنا الوطنية ومواجهة كل محاولات استغلال أجواء الحرية في الاساءة الى وحدة مجتمعنا والمساس بالثوابت الوطنية.

ودعا المجلس عقب اجتماع استثنائي عقده أمس برئاسة رئيس مجلس الوزراء بالانابة الشيخ جابر المبارك الى العمل من أجل ترجمة توجيهات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد في ضبط مظاهر الانفلات والفوضى وتنظيم العمل الاعلامي وفق مساره ورسالته الايجابية السامية ودوره المسؤول لوضع حد لممارسات الفوضى والتخريب ومنع سموم الفتن والعبث بمقدراتنا الوطنية التي دأب البعض على ممارستها عن طريق بعض وسائل الاعلام والاتصالات.

وعبّر المجلس في الوقت نفسه عن كامل الثقة بوعي أهل الكويت بجميع أطيافهم بمخاطر الفتن والانقسام وتمسكهم بثوابتهم ووحدتهم الوطنية وحرصهم على عدم الانزلاق الى مهالك الفرقة والتفكك والتحلي بالحكمة والوعي والنأي بساحتنا ووطننا عن آثار وانعكاسات الصراعات الاقليمية والدولية المدمرة.

كما شدد المجلس على أن الحرية نعمة يجب صيانتها وحمايتها من أي عبث أو تجاوز، وذلك بالالتزام بحدود الحرية وفق القانون واحترام حرية وكرامة الآخرين وتجسيد روح المسؤولية الوطنية ومراعاة مقتضيات المصلحة الوطنية العليا وأمن الوطن واستقراره والحفاظ على الوطنية، كما أكد المجلس ان الحرية ليست شعاراً يتردد في المناسبات لكنها ممارسة مسؤولة وحماية للعقيدة الاسلامية والثوابت الراسخة وحفاظا على الامن الوطني وعملا لمنع العبث بنار الفتنة المدمرة.

وأكد المجلس تصديه بكل جدية وحزم لأي عمل يستهدف المساس بأمن البلاد واستقرارها، داعيا الجميع الى توخي الحذر واليقظة وتفويت الفرصة على محاولات الدس والفتنة ومظاهر التكسب الرخيص والعمل صفاً واحداً من أجل الكويت.

وكلف المجلس فريقا برئاسة وكيل وزارة الداخلية الفريق أحمد الرجيب يضم ممثلين عن وزارات التربية والاوقاف والاعلام والمواصلات والفتوى والتشريع مهمته متابعة التطورات الراهنة، وفوض المجلس الفريق باتخاذ كل ما يلزم من اجراءات بشأنها لاخضاع كل ما يتصل بهذا الموضوع من تفاصيل للدراسة المتعمقة بهدف اتخاذ التدابير والخطوات اللازمة على الصعيدين العاجل والوقائي الدائم بما يكفل مواجهة المخططات الخبيثة التي تستهدف بث بذور الفتنة والفرقة والصراع بين أبناء الاسرة الواحدة وتقسيم المجتمع واثارة النعرات الطائفية والفئوية المريضة.

كما أن من مهام هذا الفريق العمل الجاد من أجل تعزيز التلاحم والتعاون ورص الصفوف وصيانة الوحدة الوطنية وغرس روح التسامح والثقة بين أبناء المجتمع ودعم الاعتدال واحترام الرأي الآخر وتغليب مصلحة الوطن.

وذكّر المجلس بالمآسي والتجارب التي شهدتها وتعيشها أمم وشعوب نخرتها وأهلكتها نار وسموم الفتن والانقسامات. وقد قرر المجلس تأجيل البت في مسألة جنسية المدعو ياسر حبيب الى الاجتماع المقبل بعد الاطلاع على تقرير قدمه وكيل وزارة الداخلية بيّن فيه الاجراءات التي قامت بها الوزارة في هذه القضية بما في ذلك الجوانب المتعلقة بالاعتبارات القانونية الخاصة باستمرار تمتع المذكور بشرف الجنسية الكويتية.

وعلمت «النهار» أن مجلس الوزراء سيقرر الاسبوع المقبل سحب جنسية ياسر حبيب بعد عودة وزير الداخلية من اجازته.

وشدد رئيس مجلس الوزراء بالانابة على ضرورة استكمال الخطوات والاجراءات المطلوبة في مواجهة مظاهر الخروج على ثوابتنا الوطنية والمساس بها ودرء مخاطر الفتنة البغيظة ومحاذيرها وحماية الامن الوطني وصيانة الثوابت الوطنية والمحافظة على وحدة المجتمع وتماسكه.

ونقلت مصادر مطلعة لــ«النهار» ان المجلس كلف اللجنة القانونية الوزارية اعداد تقرير عن قانون تجريم مثيري الفتن المحول من اللجنة التشريعية البرلمانية والذي لم يحدد طبيعة وحجم العقوبات في حق تلك الفئة.