عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-2011
  #4
عمرأبوحسام
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرأبوحسام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 47
معدل تقييم المستوى: 0
عمرأبوحسام is on a distinguished road
افتراضي رد: دراسات في القرآن والنبوة:

الضلالة لا توافق الهدى
كان القرآن مصدر العلم للجيل القرآني. يعلمون أنه العروة الوثقى. به يستمسكون والهدى منه يلتمسون. يُثَوِّرونه -كما يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه- ليستنبطوا منه الحق. ويحكمون بحكمه في صغير الأمر وكبيره. في الحيض والنفاس أخص خصوصيات الإنسان، وفي قتال العدو وتمكين دين الله في الأرض أعم الشؤون وأوسعها مدى. واليوم طرد القرآن وطرد أهله. فانكسف وجه الإسلام حتى في عين أمة الإسلام. هذا رجل من الجيل القرآني يتحدث عن القرآن ويتخوف على الأمة الظلام إن نبذت القرآن. يقول الإمام علي عليه السلام:
"فبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم وآله بالحق ليخرج عباده من عبادة الأوثان إلى عبادته، ومن طاعة الشيطان إلى طاعته، بقرآن قد بينه وأحكمه. ليعلم العباد ربهم إذ جهلوه، وليُقِرّوا به إذ جحدوه، وليثبتوه إذ أنكروه". وتحدث عن زمان يخاف أن ينبذ فيه القرآن. يقول: "فالكتاب وأهله في ذلك الزمان في الناس وليسا فيهم (وجود جسم المصحف وتلاوة التالي بمعزل عن أمر الأمة)، ومعهم وليسا معهم. لأن الضلالة لا توافق الهدى وإن اجتمعا. فاجتمع القوم على الفرقة، وافترقوا على الجماعة. كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب إمامهم. فلم يبق عندهم منه إلا اسمه"[1].
يقول الإمام علي كرم الله وجهه: "أرسله على حين فترة من الرسل، وطول هجعة من الأمم، وانتقاض من المبرم. فجاءهم بتصديق الذي بين يديه، والنور المقتدى به. ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق. ولكن أخبركم عنه: ألا إنَّ فيه علم ما يأتي، والحديث على الماضي، ودواء دائكم، ونظم ما بينكم".
كيف نعود ونتخذ القرآن إماما، وكيف نجتمع عليه علما وعملا، وكيف "ننظم" به ما بيننا. هذه هي الأسئلة الجوهرية. ولله در الإمام إذ يقول: "أرسله بحجة كافية، وموعظة شافية، ودعوة متلافية (تداركت الناس قبل هلاكهم). أظهر به الشرائع المجهولة، وقمع به البدع المدخولة، وبين به الأحكام المفصولة (المفصّلة). فمن يتبع غير الإسلام دينا تتحقق شقوته، وتنفصم عروته، وتعظم كبوته (سقطته)، ويكن مآبه إلى الحزن الطويل والعذاب الوبيل"[2].
عروتنا منفصمة وكبوتنا هزائم فظيعة في كل ميدان والاسم الإسلام على الواجهة. والكتاب يتلى في المذياع والأشرطة. والشقوة تزداد تحققا. ودواء دائنا في القرآن ودولة القرآن. ودولة القرآن إنما تستحق الاسم إن اتخذنا القرآن إماما، كل القرآن، في كل المجالات، فإن الضلالة لا توافق الهدى.
[1] نهج البلاغة ج2 ص30-31. هذا كتاب نفيس يعتبره الشيعة أوثق مصادرهم. وعندنا من يشك في نسبته. واقرأ مقدمة الشيخ محمد عبده للكتاب لتطلع على مدى تأثير الكتاب ببيانه وصولته
[2] نفس المصدر ص61-62
عمرأبوحسام غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس