عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2008
  #17
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

أسمَاءُ الله لا تُحصَى، وَلا تُحصَر



"بيَّن لنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - ‏من الأسماء الإلهية تسعاً وتسعين اسماً، وهي بمنـزلة الأصول، ‏وتحتها أسماء كثيرة عند الواصلين، وقد أشار لذلك رسول الله ‏‏- صلى الله عليه وآله وسلم - في دعائه فقال: "أسألك بكل ‏اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك أو علَّمته ‏أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك" (1)‏ ‏.


فمن الأسماء : ما لا يعلمها إلا الله .‏
ومنها: ما أنزلها الله في كتبه.‏
ومنها: ما يلهمها الله لحبيبٍ من أحبابه.‏


وقد قال بعض العارفين - رضي الله عنهم أجمعين -:" إن ‏أسماء الله لا نهاية لها؛ فما من كائن في الوجود إلا وله مددٌ ‏خاص من اسمٍ ربَّانيّ" (2)‏ ‏. يتجلَّى ذلك لمن يراقب المعاني:‏



===================== الحاشية =====================

(1) ‎ ‎‏:‏‎ ‎روى ابن السني، عن أبي موسى الأشعري رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى ‏اللّه عليه وسلم: "مَنْ أصَابَهُ هَمٌّ أوْ حَزَنٌ فَلْيَدْعُ بِهَذِهِ الكَلِماتِ، يَقُولُ: أنا عَبْدُكَ ابْنُ ‏عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ فِي قَبْضَتِكَ، ناصِيَتِي بِيَدِكَ، ماضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ؛ ‏أسألُكَ بِكُلّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أوْ أنْزَلْتَهُ فِي كِتابِكَ، أوْ عَلَّمْتَه أحَداً مِنْ ‏خَلْقِكَ، أوِ اسْتَأثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ أنْ تَجْعَلَ القُرآنَ نُورَ صَدْرِي، وَرَبِيعَ ‏قَلْبِي، وَجلاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمّي. فقال رجل من القوم: يا رسول اللّه! إن المغبونَ ‏لمن غُبن هؤلاء الكلمات، فقال: أجَلْ فَقُولُوهُنَّ وَعَلِّمُوهُنَّ، فإنَّهُ مَنْ قَالَهُنَّ الْتِماسَ ما ‏فِيهِنَّ أذْهَبَ اللَّهُ تَعالى حُزْنَهُ، وأطالَ فَرَحَهُ".

‏ أخرجه الإمام أحمد في المسند، وابن حبان ، والحاكم في المستدرك من حديث ابن ‏مسعود وقال صحيح على شرط مسلم. انظر:تخريج أحاديث إحياء علوم الدين ‏للحافظ العراقي .‏



(2) فمن الأسماء الحسنى ما هو مشهور متداول بين المتعبدين، ومنها الماثور الذي ورد في ‏بعض الأحاديث والآيات القرآنية، وقد نقل ابن العربي في شرح الترمذي أنها نحو الف ‏اسم، والتحقيق الذي عليه جمهور العلماء وساداتنا الصوفية رضي الله عنهم أن ‏أسماءه تعالى صفاته، وصفاته كمال، وله تعالى الكمال المطلق، فأسماؤه تعالى لا حدَّ ‏لها، ولا عدَّ، ولا حصر. وما ورد من أحاديث تحصرها في تسعة وتسعين أو في ثلاثمائة ‏أو غير ذلك ، فقد قال علماء الحديث: العدد لا مفهوم له، أو هو لمجرَّد الدلالة على ‏الكثرة، أو هو لخاصّيَّة معيَّة، في العدد المحدَّد المحصور... . وأما قولهم: وأسماء الله ‏توقيفية، بمعنى: أنه لا يسمَّى إلا بما سمَّى به نفسه، وقد أجاز كثير من العلماء استنباط ‏أسمائه تعالى من صفاته التي وصف بها نفسه في القرآن والسنة، واعتبروا بذلك توقيفاً ‏على ان يكون ذلك مما يليق به سبحانه وتعالى. وقد قال الإمام الفخر الرازي في ‏أوائل تفسيره: قد اشتهر عند العلماء أن لله تعالى ألفاً وواحداً من الأسماء المقدَّسة، ‏وهي موجودة في الكتاب والسنة. قال الصاوي في حاشية الجلالين عند تفسير ‏الإسراء: قيل إن أسماء الله نيف ومائة ألف، بعدد الأنبياء إذ أن كل نبي تمدّه حقيقة‏ اسم خاص بذاته مع إمداد بقية الأسماء له. قالك وقيلك ليس لأسماء الله تعالى ‏نهاية على حسب شئونه في خلقه، وهي لا تتناهى بقول، وفي الأمر سعة، والله واسعٌ ‏عليم. ‏


‏ ولهم - رضي الله عنهم - استئناس بقوله صلى الله عليه وآله وسلم - في دعائه ‏الشريف: (وأدعوك بأسمائك الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم). وحديث ابن ‏مسعود: (أسألك بكل اسم هو لك، سمَّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو ‏علَّمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك). والجمهور على أن ‏أسماءه سبحانه وتعالى توقيفية، قال الشيخ الباجوري: أي يتوقف إطلاقها عليه سبحانه ‏وتعالى على ورودها في كتاب أو سنة أو إجماع. قال سيدي الشيخ محمد زكي ‏إبراهيم في رسالته "في رياض اسم الله الأعظم" ما نصه: قلت: وقد منع بعضهم ‏القياس في هذا المقام، ومال الباقلاني إلى جواز إطلاق ما الله تعالى متصفاً بمعناه، ولم ‏يوهم نقصاً، وإن لم يرد به توقيف، ورضي الغزالي بهذا القول في الصفات، ولم يرض ‏به في الأسماء. قلنا - والقول للإمام محمد زكي إبراهيم - وهو المقبول ، وإن كان ‏إمام الحرمين توقف فيهما معاً ، والله سبحانه تعالى أعلم وأحكم. " اهـ77‏





(يتبع إن شاء الله تعالى ‏ ..... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس