عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-2011
  #30
عمرأبوحسام
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرأبوحسام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 47
معدل تقييم المستوى: 0
عمرأبوحسام is on a distinguished road
افتراضي رد: دراسات في القرآن والنبوة:

النصرة
خذلان ودفع في الطائف، وعطف في الحبشة من جانب ملك مومن. لم تكتمل شروط الهجرة المؤسِّسَة. لم تلق الدعوة في التجربتين نُصرةً تُكَمِّلُها. إذا كانت الهجرة بذرةً فالنصرة هي الأرضُ الضرورية لبذرها، والبيئة المناسبة لصلاحها. وهذا ما تيسر إلا في الهجرة إلى يثرب.
كتب الإمام البنا رحمه الله: "وإن ذلك المهاجِرَ الذي كان يترك أهله، ويفارق أرضه في مكة ويفِرُّ بدينه، كان يجد أمامه أبناء الإسلام من فتيان يثرب ينتظرون، وكلهم شوق إليه، وحب له، وسرور بمقدمه. وما كان لهم سابق معرفة ولا قديم صلة، وما ربطهم به وشيجةٌ من صهر أو عُمومة، ما دفعتهم إليه غاية أو منفعة. وإنما هي عقيدة الإسلام، جعلتهم يحنون إليه ويتصلون به، ويعُدّونه جزءا من أنفسهم، وشقيقا لأرواحهم. وما هو إلا أن يصل المسجدَ حتى يلتَفَّ حوله الغُرُّ الميامينُ من الأوس والخزرج، كلهم يدعوه إلى بيته ويُؤْثره على نفسه، ويَفديه بروحه وعياله، ويتشبث بمطلبه هذا، حتى يؤولُ الأمر إلى الاقتراع. حتى روى الإمام البخاري ما معناه: "ما نزل مهاجري على أنصاري إلا بقرعة". وحتى خلد القرآن للأنصار ذلك الفضل أبد الدهر. فما زال يبدو غُرَّةً مُشرقة في جبين السنين في قول الله تبارك وتعالى: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (الحشر: 9)[1]
نرى تداخل الهجرة والنصرة وتضامنهما حتى لا يكونُ لإحداهما معنى وأثر تاريخي بدون الأخرى.
[1] إلى أي شيء ندعو الناس؟
عمرأبوحسام غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس