همسات في شهر مولد سيد السادات صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ،،،
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد عبدك ورسولك النبي الامي وعلى آله وصحبه وسلم ،،، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وعترته واسقنا من شراب محبتك ومحبته وامتنا على اتباع كتابك وسنته وسلم ،،، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد النقطة الدائرة في جميع الافلاك والسر الجامع الهادي لنور الارواح والاملاك وعلى آله وأكرمنا برؤيته واهلنا لرؤياك ،،،
هذه هي اوقات تجليات الله ومحل تنـزلاته ،،، هذه هي ايام العشق والمحبة وتجلياته ،،، ها هو شهر الربيع الانور الوضاء وبركاته ،،، شهر مولد حبيب الارواح والقلوب وساحاته ،،، صلى الله تعالى عليه وعلى آله واصحابه وأزواجه وذريته وسلم تسليما ،،،
لا يدخل شهر ربيع الاول الا ونرى القلوب آخذة معها الارواح سابحة في بحر الحب للنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ، والمسلم الذي وعي في ذهنه وادرك بلبه انه مقبل على يوم تشرف بان أظهر الله فيه للبشرية جمعاء نورا من نوره ،، ليشعر بروحانية هذا الشهر وبركاته وقدسية نفحاته ،، ويشمر عن سواعد الجد للتعرض لهذه النفحات المباركة ،، وهنا وقفة مع النور في شهر الانوار:
يقول ائمة المفسرين ومن بينهم الامام الضحاك والامام سعيد بن جبير عند تفسير قوله تعالى (( .. مثل نوره )) اراد بالنور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،،
ولذك من اسماءه صلى الله عليه وسلم كما ذكر الامام السيوطي (( النور)) لقوله تعالى (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين) فالنور هنا هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و الكتاب هو القرآن ،،،
وروى ابن سعد وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن السيدة آمنة رضي الله عنها قالت: لما فصل مني ابني محمد صلى الله عليه وسلم خرج منه نور أضاء له ما بين المشرق والمغرب .
وفي خروج هذا النور معه صلى الله عليه وسلم حين وضعته إشارة إلى ما يجئ به من النور الذي اهتدى به أهل الأرض وزال به ظلمة الشرك منها ،،، قال الإمام أبو شامة رحمه الله تعالى: وقد كان هذا النور الذي ظهر وقت ولادته صلى الله عليه وسلم قد اشتهر في قريش وكثر ذكره فيهم، وإلى ذلك أشار عمه العباس رضي الله تعالى عنه في أبياته السابقة حيث قال في حقه صلى الله عليه وسلم وزاده شرفا وفضلا:
وأنت لما ولدت أشرقت الأرض وضاءت بنورك الأفق
فنحن في ذلك الضياء وفي النور وسبل الرشاد نخترق
ان مجرد الاقبال على شهر الربيع الاول الانور ليضفي على النفس وعلى الفكر سيلا من الوقفات ،،، واقتراب يوم الثاني عشر منه ليزيد القلب اضطرابا وسرعة خفان ،،، فهذه ايام فرح وحب وشوق للمقام النبوي الاسمى ،،، وعلى المحب الصادق ان يستذكر فيها احوالا وقصصا ،، من اولاها ان الفرح والسرور بيوم مولده صلى الله عليه وسلم قد اظهره المشرك الكافر وانتفع به ،،، فقد جاء في الحديث أنه يخفف عن أبي لهب كل يوم الاثنين بسبب عتقه لثويبة جاريته لما بشرته بولادة المصطفى صلى الله عليه وسلم ورحم الله من قال في ذلك:
إذا كان هذا كافراًَ جاء ذمَََه بتيت يداه في الجحيم مخلداً
أتى أنه في يوم الاثنين دائماً يخفف عنه للسرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذي طول عمره بأحمد مسرورا ومات موحَدا
وعلينا ان نستذكر ايضا انه صلى الله عليه وسلم كان يعظم يوم مولده ويشكر الله تعالى فيه على نعمته عليه وتفضله عليه بالجود لهذا الوجود ،،، إذ سعد به صلى الله عليه وسلم كل موجود وكان يعبر عن ذلك التعظيم بالصيام كما جاء في الحديث :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين ؟ فقال "يوم ولدت وفيه أنزل علي" ،،، اي جعل صلى الله عليه وسلم يوم مولده سببا من الاسباب التي يندب التعبد فيها والفرح بها ،،،
واستذكر معي ان الفرح به صلى الله عليه وسلم مطلوب بأمر القرآن من قوله تعالى : قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ،،،
فالله تعالى أمرنا أن نفرح بالرحمة والنبي صلى الله عليه وسلم أعظم رحمة حيث قال الله تعالى (وماأرسلناك إلارحمة للعالمين) ،، ويؤيد هذا التفسير قول حبر الامة الامام إبن عباس رضي الله عنهما حيث قال: فضل الله العلم ورحمته محمد صلى الله عليه وسلم.
فالفرح به صلى الله عليه وسلم مطلوب في كل وقت وفي كل نعمة وعند كل فضل ولكنه يتأكد في كل يوم اثنين وفي كل عام في شهر ربيع الأول لقوة المناسبة وملاحظة الوقت ومعلوم أنه لايغفل عن المناسبة ويعرض عنها في وقتها إلا محروم نسأل الله حسن الهبة والعطاء.
وفرحك به صلى الله عليه وسلم يجب ان يكون منبعه الحب والشوق الى اليه ،،، اليس هذا حال ساداتنا واعلامنا من الصحابة والتابعين ،،، ونستذكر سوية بعض قصصهم واحواله