عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2008
  #73
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

المُهَيْمِنُ جَلَّ جَلالُه



"هو المشرف على أعمال العباد، القائم بأرزاقهم وآجالهم، وهو القائم لجميع الوجود بالاستيلاء والحفظ، فالاطِّلاع يرجع إلى سعة العلم، والحفظ يرجع إلى نفوذ القدرة، وليس ذلك إلا لله تعالى (1) .


والعبد الذي يريد أن يتخلق بهذا الاسم: فليراقب قلبه وخواطره، ونفسه ودسائسها، ويقوم أعضاء جسمه على نهج الشريعة، فيكون وارثاً لأنوار "المهيمن" في نفسه، فإذا اتسع إشراقه ونفوذ بصيرته، حتى قام بحفظ عباد الله، وتقويمهم على نهج السداد، ومداواة سرائرهم بالعطف والرحمة على مصالحهم، فهو الوارث لأوفر حظٍّ وأعظمِ نصيبٍ من اسمه:"المهيمن"، وهو أقرب العباد من "المهيمن" (2) .


والذي تحقَّق بنور هذا الاسم على أكمل حال هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فإنه كان حريصاً على نجاة الأمة، رحيماً بجميع العوالم؛ حتى الكافر والمنافق فقد نفذت بصيرته في سرائر الكل وضمائرهم، فداواهم بالرحمة، وحذَّرهم من النقمة، وبذل في إنقاذهم أنفاسه الغالية، وأقواله العالية. " اهـ4/304


اقتباس:==================== الحاشية ===================


(1) : وأحسن ماقيل فيه قول بعضهم: إن المهيمن هو الشاهد المحيط بداخلة ما شهد فيه، فلذلك يقل وقوعه في شهداء الخلق، بمعنى أنه سبحانه هو القائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم ، وإنما قيامه عليهم باطلاعه واستيلائه وحفظه، وكل مشرف على كنه الأمر مسؤول عليه حافظ له، فهو مهيمن عليه، والإشراف يرجع إلى العلم، والاستيلاء إلى كمال القدرة، والحفظ إلى العقل .فالجامع بين هذه المعاني اسمه (المهيمن) ولن يجمع ذلك على الإطلاق والكمال إلا الله تعالى؛ ولذلك قيل إنه من أسماء الله تعالى في الكتب القديمة ويحق اختصاصه بالشهيد الحق، لعلمه بإحاطة ما هو الشاهد فيه وكمال إنبائه عنه، فهو اسم جامع لما يرجع لمعنى العلم والكلام.


(2) : ومن التخلق به: أن تكون مهيمناً على نفسك، بأن تحاسبها، وتراقبها في كل أحوالها، علماً بأنه لا تخفى عليه خافية، وأن تنـزل به حوائجك وتكتفي بنظره لك، علماً بأنه رقيب عليك، وحفيظ لك. أما التحقق به: فبأن تسكن المراقبة في قلبك، حتى لا يخطر عليك - في الغالب - خاطر سوء.

قال القشيري في التحبير: أن من آداب الذي عرف معنى هذا الاسم أن يكون مستحيياً من اطلاع الله المهيمن عليه ورؤيته له، وهذه هي المراقبة عند أهل التحقيق، ومعناها: علم القلب باطلاع الرب . ولذلك رووا أن إبراهيم ابن أدهم كان يصلي ليلة، وحين جلس مدَّ رجليه، فهتف به هاتف: أهكذا تجالس الملوك ؟ .

وقال أبو محمد الجريري: من لم يحكم بينه وبين الله التقوى والمراقبة لم يصل إلى الكشف والمشاهدة." اهـ




(يتبع إن شاء الله تعالى..... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس